![]() |
|
منتدى هُنّ كل ما يتعلق بهموم حواء وطموحاتها ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بقية الكحل !! (1) فيصل بن سعود الحليبيالزواج واحة غنّاء ، ترفرف على أشجارها الوادعة أطيار المودة والسكن ، وتغرد في أفنانها الزاهية بلابل السعادة بألحان المحبة والرحمة ، { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } . غير أن لهذه المعاني السامية رُسَلاً ، تفتح أبوابها ، وتمدُّ من أفقها ، وتبقي لها في النفس آثارًا غاية في الروعة والجمال ، والإخلاص والوفاء . ولمّا جبل الله تعالى النفس على حب الجمال ، وفطر الرجل أن يميل إلى حسن المرأة ، دلّه على ما يمتعه بهذه الفطرة ، بل حثه على ذلك في شرع الزواج ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ؛ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ،وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ،وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ ) رواه الترمذي . ولعلك تتفق معي أن أعظم ما يسر النظر _ بعد فعل الطاعات _ حسن جمال المرأة واستعدادها لاستقبال زوجها بشيء من الزينة المعهودة ، فإنه سر عجيب لفتح قلوب الأزواج تكسل فيه جملة من الزوجات ثم يشتكين من توتر الأزواج وغلظتهم عليهن ، والإعراض عنهن ، والرغبة في عدم البقاء في المنزل بين زوجته وأولاده ، لأنه ملّ من رتابة اللباس المبتذل ، وشعر بأن وجوده أو عدمه لا يعني بالنسبة لزوجته شيئًا. ولتتأمل المرأة عبارة (إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ) ، فإن سرور الرجل يعني لها فتح مغاليق القلب ، وانشراح الصدر ، وسروره بحبيبه ، ونسيان اختلافه معه ، وفتح صفحة ودٍ جديدة ، وتنقش في ذاكرة الزوج صورة عشقٍ لا تفارقه في حله وسفره ، ويكون بها الرجل أكثر استجابة لها وتلبية لحاجاتها .. ولو صعبت أو كانت مرفوضة سابقًا !! والحديث الذي يرويه البخاري وتقف بعض النساء منه موقف المتحفظ _ والله المستعان _ وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) ، يحمل مفاتيح خطيرة لشخصية الرجل .. وليس الرجل فقط .. بل الرجل الحازم ، فهل تشك الزوجة بأن زينتها هي أخطر هذه المفاتيح وأسهلها حملاً وعملاً وتأثيرًا ؟ !! والأمر لا يحتاج منها سوى قليلٍ من الوقت أمام المرآة ، ليعود عليها بالكثير من السعادة والبهجة ، ودوام الألفة والصفاء . فوا عجبًا من كل زوجة ليس لزوجها من زينتها إلا بقيتها ، وليس له من عطرها إلا فضلته ، وذلك حينما تُدعى لحفلة زفاف فتلغي كثيرًا من أعمال المنزل في ذلك اليوم ، وتقلل من الحديث مع الجميع ، وتنصب ظهرها أمام المرآة ساعاتٍ متواصلات ، لتنتهي إلى زينة يفاجأ بها الزوج ويبهر من رونقها ، وقد علم يقينًا بأن هذه الزينة المدخرة التي بدت على زوجته في هذه الليلة البهيجة ليس له منها إلا بقيتها !! فلتسأل الزوجة الطيبة نفسها : ما ذا سيقول زوجي عني حينما يراني بهذه الزينة وقد قصدتها لغيره ! ولماذا أدخرها لسواه ؟ وكم سأسعد بها هذه الليلة !! وكم سأسعد بها إذا كانت له !؟ ---------------------- (1) نشر في مجلة الأسرة العدد (122 ) .
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الكيل, بقية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc