نموذج من حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- للمجادلة بالتي هي أحسن. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نموذج من حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- للمجادلة بالتي هي أحسن.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-10-20, 15:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قدوري رشيدة
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية قدوري رشيدة
 

 

 
إحصائية العضو










Wah نموذج من حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- للمجادلة بالتي هي أحسن.

نموذج من حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- للمجادلة بالتي هي أحسن.
ما أحوجنا أن نتأسى به- صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤون الحياة، فهو القدوة المثلى لنا؛ لعظيم خُلُقه، وجميل صنعه للأمة أجمع، فهو من أرشدنا إلى الخير وعلمنا الهدى ودلنا عليه، وحذرنا من الغي والضلال، وبين الحلال من الحرام، فأحرى بالدعاة أن ينظروا في سيرته ويسيروا على ملته، راشدين مرشدين غير ضالين ولا مضلين، فالضلال كل الضلال بمخالفة هديه وعدم اقتفاء أثره، والنبي – صلى الله عليه وسلم- في دعوته بشر وأنذر، جاهد وجادل، ومن صور ذلك الجدال المقنع والحوار الشامخ ما ذكره ابن إسحاق- رحمه الله-:

كان عتبة بن ربيعة سيداً حليماً قال ذات يوم و هو جالس في نادي قريش و رسول الله- صلى الله عليه و سلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه أموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء و يكف عنا ؟ - وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيدون ويكثرون- فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم فكلمه/ فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال: يابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان و النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمرٍ عظيمٍ فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم، فاستمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: قل يا أبا الوليد أسمع فقال : يابن أخي إن جئت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، و إن كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، و إن كنت تريد ملكاً ملكناك، و إن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، ولعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحدٌ حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال: نعم قال: فاستمع مني قال أفعل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ﴿حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾ [فصلت: 1 -3] فمضى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة أنصت له و ألقى بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السجدة فسجد فيها ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك، فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض يحلف بالله: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت لمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني و اجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم و عزه عزكم كنتم أسعد الناس به قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه فقال: هذا رأي لكم فاصنعوا ما بدا لكم. (11)

والأمثلة في ذلك كثير منها ما هو مع المشركين ومنه ما هو مع المؤمنين فقد اتسم- صلى الله عليه وسلم- بحسن الحوار مع أعدائه وأصحابه، وما سبق هو مع أعدائه، وإليك هذا المثل لحواره مع أصحابه، وذلك عقب توزيع الغنائم في غزوة حنين، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال: "يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي" كلما قال شيئاً، قالوا الله ورسوله أمن قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال: كلما قال شيئاٍ قالوا: الله ورسوله أمن، قال: "لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"(12)

إنه والله خلقٌ عظيمٌ، وأسلوبٌ رفيع، إن المجادلة بالتي هي أحسن تغير الكراهية إلى محبة، والبراء إلى ولاء، والسخط إلى رضا، والعناد والابتداع إلى اقتداءٍ واتباع، وكما في بعض الروايات عن الصحابة عقب حوارهم مع الرسول – صلى الله ليه وسلم- : فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم و قالوا: رضينا بالله ربا و رسوله قسماً، ثم انصرف و تفرقوا كما ذكر ابن كثير (13).
المغزى:

فعلى الداعية أن يحسن جداله وحواره مع المخالفين له ومن يدعوهم إلى الله، وليعلم أن الفظاظة والغلظة ليست دليلاً على غيرته على الدين، وليست دليلاً على عمق إيمانه، فالرسول- صلى الله عليه وسلم- أغير الناس على دين الله، وهو أقوى الناس إيماناً وأعظمهم خشيةً لله، كان رفيقاً حليما يجادل بالتي هي أحسن، ويحاور المسلمين وغيرهم بصدرٍ رحب، وبقلبٍ محبٍ للخير، يتألم كل الألم لعدم إجابة الناس لدعوة الخير حتى يصيروا عباداً لله فيدخلوا الجنة ويزحزحوا عن النار،قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً﴾ [الكهف:6] فيواسيه ربه بقوله: ﴿وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [العنكبوت:18]

وقد استخدم – صلى الله عليه وسلم - معهم الرفق والحلم والتسامح واللين والرحمة والحرص عليهم في دعوتهم إلى الله، وحاورهم بأكرم حوار، وجادلهم أحسن جدال، فعلى الداعية أن يقتدي بذا الهدى المحمدي، وما أعظمه من هدى، وأكرم به من أسلوب دعويٍ أصيل لا سيما وهو أسلوب سيد العالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه- ونسأل الله التوفيق والسداد، وأن يهدينا لما فيه الخير إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير إنه نعم المولى والنصير.

منقول









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc