۞ الفتور في العلاقة الزوجية: أمر طبيعي أم ظاهرة مرضية؟! ... بقلمي ۞

[أبو عبد النور.]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الأفاضل

ينتاب علاقاتنا الزوجية، أحبتي في بعض محطاتها نوع من الفتور و الذبول

العاطفي، يوشك أن يهوي بحياتنا الأسرية إلى دياجير الطلاق وغياباته فتدلهم

بها صنوف العثرات و تتوجس بها خطوب الحياة. فتتآكل وتذبل ثم تترنح أمام

عواصف المشاكل الهوجاء إلى أن تصل إلى درجة الملل و الضجرأو بكلمة أدق

إلى درجة العفن. و هنا تبدأ المشكلات لتعقبها خلافات بسبب أو بغير سبب.

و لعلّ أهم أسباب هذا " السقوط الحر " للعلاقات الزوجية هو انعدام قنوات

اتصال حقيقية بين الزوجين. و في هذا الموضوع المتواضع حاولت الإلمام

بأسباب انقطاع قنوات الإتصال بينهما لأختصرها في أربع نقاط:

1 - قطع حبل الوصال و الإتصال بين الزوجين. فبالكاد يجالس الزوج زوجته

ليطلعها على ظروف عمله أو أحوال "جيبه" أو لمناقشة مخططاته و مشاريعه

أو لإفشاء بعض أسراره. بل تراه يتهاوى إلى مقعده أمام التلفاز أو حاسوبه بعد

عودته إلى البيت و لا يحرك ببنت شفه امامها إلا لطلب خدمة أو الإستفسارعن

أحوال أبنائه.

2 - تجنب الزوج / ة طرح ما يجول بخاطره / ها خوفا من أن تجدهذه الآراء آذانا

صماءعند الطرف الثاني. ففي كثير من الأحيان تفضي المناقشة بينهما إلى نقاط

اتفاق أو اختلاف حولها. و الطامة كل الطامة عندما يعمد أحدهما إلى فرض وجهة

نظره عند الإختلاف عنوة دون جدال أو نقاش. و هنا تثور ثائرتهما بلا هوادة

لتعصف بحبل المودة الممدود بينهما، إلاّ من رحم ربي.

3 - حصر ماهية الرباط المقدس في أنه مجرد واجب اتجاه الطرف الآخر والأولاد.

و يظهرهذا الإحساس جليا في عدم الاكتراث برغبات الطرف الآخر و اهتماماته

و الإكتفاء بـ"الحد الأدنى للخدمة" كل حسب نظرته لهذا الواجب.

4 - الإحساس بالفوارق العلمية و الثقافية بين الزوجين. فبعض الزيجات كانت

قاب قوسين أو أدنى من الطلاق بسبب مستوى أحدهما العلمي دون الآخر. فتنتج

عن ذلك فجوة عميقة تبدأ في الاتساع مع مرور الوقت و الاحتكاك بينهما، لتؤول

حياتهما إلى جحيم مما يعجّ لبسقوط كل منهما في حضيضها و الاكتواء بسعيرها.

و رغم كل هذه الأسباب ، إلا أنه يمكن الزوجين "إنعاش" علاقتهما و إعطائها

حقنة إضافية لتسترجع عافيتها و إعادة قطار حياتهما إلى سكته ليصل بهما إلى

بر الأمان و ذلك باتباع الحوار وتقبل الاختلاف ومحاولة معالجة الأسباب التي

أدت إلى الفتور إلى هنا أصل إلى نهاية الموضوع راجيا منكم التفاعل مع طرحي

بتعليقاتكم و تعقيباتكم و تصويباتكم.

تحيتي