أين نحن من ذلك الزمان؟

[hicham bahi]

لا تحزن إن الله معنا... لا تخف إن الله يحمينا... هكذا قالها عظيم لعظيم وهم تحت رحمة أعظم الأعظمين، في غار يكاد الموت يعقد لهم موعدا، هكذا نقولها لمن ضاقت به الدنيا بما رحبت، وأحاطت به المثبطات والخطايا، فلم يكد يرى نورا يستنير به ولا مشكاة تكون له نورا وهاجا، هكذا قالها من لا يبغي الزعامة تاجا ولا الحركة عنوانا ولا التجحر والتقوقع منهاجا... إنه التشبع بحب الله حد الجنون، وللجنون فنون...

إنه الانسلاخ عن الذات وخدمة الآخر لا لشيء سوى لمرضاة الله، ورفع الجهل عن من ابتغوا الجهل قرينا وأرادوا بجهل الجاهلين أن يطغوا ويحققوا مبتغاهم.

في ليل الشتاء البارد العصيب، يسمع دوي الرعد وضوء البرق الذي يُفزَع منه كل صغير ويَهلَعُ لصوته كل كبير وينشر رعبه أرجاء المدائن... تهب نسمة أمل، وقطرات مطر تبعث التفائل فترسم ألف ابتسامة وابتسامة على الشفاه فتنشرح الصدور وتتفتح الأفئدة رويدا رويدا، مثل السيل الذي يروي هذه الأرض الضمئانة قطرات قطرات لينبت الزرع والنبات وتتفتح الأزهار وترسم لوحة فائقة الروعة، أزلية الذاكرة، لا يشوبها شائب ولم تدنسها يد انسان.

ذلكم الأمل الذي يشحن الهمم ويقود إلى العلياء ويغض الطرف عن ماهو سيء وقبيح من أمور الدنيا وصغائرها.
سمعت صوتا هاتفا في السحر... عليك أخي أن تفتش وتبحث... عليك أن تفتش وتبحث فقلت: عن ماذا أبحث وأين أبحث فقال: عن شراك النعل، فقلت مخاطبا: شراك النعل وأنا لا أنتعل، فقال ذلكم هل الجهل، فعليك بشراك النعل. بدونه لن نستطيع أن تخطة خطوتين ماشيا، بدونه لن تكون متوازنا، بدونه سوف تظل حافيا، وقال مخاطبا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إدعوا الله ولو في شراك النعل".


...الموضوع منقول ....الجمعة, 15 يوليو 2011 08:41 بشير دادة ........
...* بشير دادة: طالب مشارك في مخيم الرشد لطلبة الخلائف، معهد المناهج 2011