وهكذايحاول المافيا إبادة آخر معاقل الحضارة والأصالة للجزائر. زرت وادي ميزاب قبل حواليأكثر من سنة، فاندهشت للتناقضات الغريبة التي رأيتها، مجتمع متدين متحضر، لا تجد فيأغلب شبابه مدخنا، الكل يعمل والكل إلى المساجد يذهب، نساء عفيفات ساترات طاهرات،شباب مثقف بالدين الإسلامي، تسمع دروس الوعظ في كل المساجد في جو مهيب من الوقارواللباس الأبيض، فأحسست بأمل في هذه الجزائر التي يعيش فيها أمثال هؤلاء… وفيالنقيض ترى شبابا يتسكعون وقابعون في المقاهي، وسجائرهم بأيديهم، يكادون يزلقونكبأبصارهم، لا مكان للعمل ولا للصلاة في قاموسهم، أذن أو لم يأذن، همهم اختلاس النظرإلى البنات و…، فقلت في نفسي كيف جمعت أرض واحدة هذين النقيضين!!! فلما سمعت بهذهالأحداث تذكرت ما رأيت، فقلت مؤكد أن تلكم الوحوش القابعة في المقاهي والطرقات قدانقضت على هؤلاء الملائكة، فإن ذهب أولئك الميزابيون فكبر على الجزائر أربعا، فلميبق لنا غيرهم إلا المافيا، أو السلفية المستوردة المثيرة للفتنة، أما المالكية فلاأثر لها إلا في بعض العجزة والعلماء…