في مدن الرسم الصامت بالإشارة ..تفاصيل مجزأة على وجه الموت..شرفة شاهقة تحبل كل يوم بأقدام لاهثة ..ترنو تعبا ..هربا ..حزنا ..لتلك الجسور المحطمة في القلب ..جرعة مفقودة في قوة الصراخ ملء العقيرة ..إلى طبلة أذن مهجورة ..تتلظى تحت سماء مبهمة اللون ..بعيدة الأفق ..تتعالى لتناطح قبضة الجلاد..بلا سبيل إلى عتق اليوم..من شبق الكبت.
بوق للنفير في ربيع ماطر ..حرية ...حرية.
هاربون من صدر الخريطة ..يشيعهم تثاؤب ممل ..وضباب أمكنة يسكنها حزن أول الليل وآخره ..ثلج حارق على صحراء باردة ..ظمأ منسي في القلب ..توق إلى الحب بلا رهبة ..من طول الهجر .وحجب الرؤى المتصابية للمنارات البعيدة ..لهاث ممدود على العدم ..ينثر الخطى ..إلى غد مفتون بالورد..والضوء ..والحياة..حفت حواشيه لوحات الدم ..والرسم غير المتقن للموت..والنفي المزمن داخل كلمات متحجرة.
لاجئون ..بجنون ..بذهول ..أكمام مزهرة بالصبار ..أمل معقوف على ذكريات ألم ..فسيفساء لون باهت لم تكتمل ملامحه ..قطرات العطش العالقة في حر الحلق..فوضى الكلمات المزمومة قهرا في الشفة ..الموت المعلق في شكل غير هندسي ..يلف الرأس في خاصرة الغيب ..وكفن أسود ..يصعد به مندحرا إلى عل.
لاجئون ..من قداسة الحجارة ..ومواويل الخشب ..من ارث السوط..جبين يتسول مرافىء لاتتعرّى للجوع ..والذل في بلاط العبودية فوق سن الرشد...مغمض القلب قسرا ..إلى حيث لايدري..
على الدروب المؤثثة بالحكايات ..فجيعة الصراخ في فراغ الصمت ..ووقع الصدى المحرف في الأفق.. حرية .. لجوء.. خيام.. بكاء..دمع..قتل ..شهادة..تجاعيد الليل في وجه الوطن..الضوء الضائع في تقاسيم متألمة ليوم.....قد لايأتي.