عاشت عدة أحياء في مدينة الشلف سهرة أول أمس أجواء حماسية ومليئة بالاحتفالات التي أطلقها أنصار الجمعية عقب سماعهم بخبر هزيمة ملاحق فريقهم المباشر على لقب البطولة شباب بلوزداد،
حيث عمت الأفراح وتيقن الجميع وبصفة رسمية من تتويج فريقهم المسبق بلقب الرابطة المحترفة الأولى، لأن هذا اللقب هو الأول في تاريخ جمعية الشلف منذ تأسيسها يوم 13 جويلية سنة 1947.
الأفراح في "لاسيتي"، "الفيرم" و"البقعة" إلى الصباح
وقد تصادف تجولنا مساء أول أمس في شوارع الشلف وبالضبط الأماكن المعروفة بحبها الكبير للجمعية، من بينها "البقعة"، "لاسيتي" و"الرادار" بإطلاق الأعراس قبل نهاية الموسم، حيث عاشت ليلة من الأفراح إلى الصباح، كما كانت الرايات تزين هذه الأماكن والسيارات تطلق أصوات منبهاتها ورايات الجمعية تعلو أسقفها أينما توجه بصرك.
"اسماعيل النابا" قدم أقمصة وقبعات جميلة
ومن بين الأمور الجميلة التي وقفنا عليها وكان ذلك في مقهى المناصر المعروف والمحبوب وسط لاعبي الجمعية "اسماعيل النابا" أنه قام بخياطة أقمصة خصيصا للتتويج بلقب البطولة، بالإضافة إلى قبعات وزعها على كل من يأتي يرتشف القهوة عنده، أو يعتبر عضوا نشطا وسط الأنصار، كما أطلق العنان بعد سقوط الظلام للأهازيج الخاصة بالجمعية وسط أجواء مميزة وحيوية، تركت انطباعا حسنا لكل من يزور المنطقة.
"الطرومبيطا" والزغاريد كانت كبيرة في "زنقة الزواوة"
أما عن صبيحة أمس فقد عرفت "زنقة الزواوة" مشاركة النسوة في الإحتفالات، وذلك بإطلاقهن الزغاريد خاصة حينما كانت تعزف مجموعة "الطرومبيطا" التابعة للجنة الأنصار ألحانها بالحي المذكور، لتكون الأجواء مليئة بالبهجة والفرحة ليس فقط بين الرجال، بل النساء، الأطفال العجائز والشيوخ الذين شاركوا في صنع أفراح المدينة.
الشلف تتلون بالأحمر والأبيض و"العدوى" تنتقل إلى المدن المجاورة
الأمر الآخر الذي أثار انتباهنا في شوارع الشلف أمس، هو أن كل الأحياء في المدينة لم تعد كسابقها، بمعنى طلاء عاديا بالأصفر أو الأبيض، وإنما علق الأنصار على كل حي رايات عملاقة وكبيرة تفننت لجنة أنصار الجمعية في توزيعها وتزيينها في شوارع المدينة، قبل أن تنتقل العدوى إلى المدن المجاورة كواد الفضة، الشطية، أولاد فارس وعدة مناطق أخرى.
الكل يتساءل عن موعد العرس الكبير
وبقي السؤال الذي يطرح بشدة وسط الأنصار وهو عن موعد إجراء حفلة ضخمة تناسب الحدث الذي تعيشه الشلف، هل سيكون خلال لقاء عنابة في الجولة القادمة أم سيؤجل إلى تاريخ تسلم الفريق درع البطولة، وهي النقطة التي لم يجبنا عنها لا مسؤولو الجمعية وعلى رأسهم السيد مدوار، ولا حتى لجنة الأنصار أو السلطات المحلية للمدينة، ليبقى الفصل في هذا الموعد مؤجلا إلى حين.
زاوي وزملاؤه احتفلوا مع الأنصار
كما لم يقتصر أمر الاحتفال بتتويج الشلف المسبق بلقب البطولة على الأنصار، بل تعداه إلى عدد من لاعبي الجمعية، وفي مقدمتهم زاوي ومسعود، حيث احتفلوا مع الأنصار في الشوارع وكانت الفرحة كبيرة على الجميع وهم يتذوقون بعد 63 سنة كاملة حلاوة أول بطولة تحرزها الجمعية منذ تاريخ تأسيسها.
ما تعيشه الشلف من أفراح أنساها ارتفاع درجة الحرارة
النقطة التي لا يمكن إغفالها عما كنا نشاهده في شوارع الشلف هي الحرارة العالية والعالية جدا التي تشهدها المدينة هذه الأيام، إلى درجة أنه يصعب عليك التجول لنصف ساعة في المدينة، وهو ما دفعنا لأخذ استراحات في العديد من الأماكن التي تتوفر على المكيفات، ولكن بالنسبة لسكان الشلف يبدو أنهم تعودوا على ذلك، بدليل أن الحرارة لم تنسهم فرحة التتويج باللقب، وما وقفنا عليه في شارع "زنقة زواوة" لخير دليل على ما ذكرناه.
مدوار: "التتويج ينسي المرضى معاناتهم فما بالك بالحرارة"
وفي تصريح للرئيس عبد الكريم مدوار حول نتيجة شباب بلوزداد أمام مضيفها اتحاد الحراش، والأجواء التي كانت في الشلف ليلة أول أمس، وأيضا بالأمس، قال: "هذه الأيام المدينة تحتفل بفريقها وبتتويجه التاريخي بلقب البطولة، أعتقد أن هذا التتويج سينسي المرضى معاناتهم، فكيف لا تريد للإنسان العادي أن ينسى الحرارة ويتمتع بالأجواء الاحتفالية الكبيرة، أما عن فوز الحراش فأقول إنه منطقي، لأن الاتحاد هو الآخر لعب من أجل تأكيد قوته وجدارته بالمرتبة التي يحتلها".
"الشلف تعيش أحلى أيامها وعلينا أن نفرح بالفريق"
وواصل الرئيس الشلفي حديثه قائلا: "مادامت الأفراح انطلقت في الشلف منذ مدة وترسم تتويجنا باللقب فلماذا نحرم أنفسنا من هذه الفرحة التي انتظرها الشعب مدة 63 سنة، على الجميع أن يفرح بفريقه الذي يؤكد قوته وتألقه هذا الموسم، أما عن سؤالكم فيما يخص الحفلة، فأنا سأكون فيها عريسا مع باقي الفريق والحفل سنكون مدعوين فيه".