في  مجتمعنا و حسب تربية اجتماعية محضة تولد مفاهيم عدة يستهلكها العامة من  الناس فيصطلحون عليها بعد ذلك بالإجماع و تصبح سارية المفعول و العمل بعد  وضع الأختام على وثيقة صحتها.
 هذا ناس ملاح ... و هذا ماهوش ناس ملاح .. 
 هذا حاسب روحو و يلعبها فاهم ... وهذا نية على روحو 
 هذا خبيث  ... و هذا طيب
 هذا معقد و متخلف ... و هذا متفتح و متحضر
 هذا مزير (الهوا ما يفوتش) ... و هذا هايل (نقدرو نتفاهمو معاه)
 لقد خرجت هذه المجموعة أو تلك في جلسة فراغ موسعة  بقرارات مصيرية بحتة تتعلق بتصنيف البشر حسب أهوائهم و مصالحهم و توجهاتهم و  تياراتهم و إديولوجياتهم إلى درجات و رتب حسب حظوظ أي فرد فإن أخطأتك فأس  المجموعة الأولى هوت عليك مطرقة الزمرة الثانية أو منشار الفرقة الثالثة و  كم يحز في نفسي كثيرا أن أسمع من حين لآخر أحكاما جزافية عبثية تعبث بهذا  وذاك و تطلق قرارات مسيئة بالكثير من الأبرياء.
 يريد هؤلاء -كما يبدو- تفصيل من يعرفون من البشر على مقاسهم و أذواقهم و إلا فهم من زمرة المغضوب عليهم .. عجيب و الله.
 يبدو انهم أيضا اتفقوا على مقاييس معينة و معايير خاصة حتى يقبل بعض الناس في مجتمعهم و يصبغ بصبغة القبول و الرضى.
 أعجبتني كلمة "مزير" فهي واحدة من آلاف الكلمات المصادق عليها في البرلمان الإجتماعي بالأغلبية..
 الشرطي الذي يحرر مخالفة لسائق تهور في السياقة و كاد يقتل نفسه و الآخرين ... مزير
 الإداري في إدارته الذي يعمل دون محاباة و محسوبية ....مزير
 الإمام الذي يتكلم بلهجة التوجيه و النصح و التحذير من المفاسد...مزير
 الأستاذ او المعلم الذي يؤكد على القيام بالواجبات المنزلية و التمارين و  يمنع العبث و اللعب داخل القسم و يحث على الإلتزام بالمبادئ و عدم الغش في  الإمتحانات ....يعتبر أيضا "مزير"
 ما يضحكني و يؤسفني في نفس الوقت أن الكثير من الأباء و أولياء الأمور  يوافقون أبنائهم في هذا الحكم و الوصف لأن هذا المعلم او ذاك - سامحه الله -  لم يرضخ لرغباتهم بإضافة علامات قصد إنجاح أبنائهم أو ترك المجال لهم للهو  و للعب طوال السنة الدراسية. 
 هل أصبح الفرد الجدي و العملي الذي يقوم بعمله على أحسن وجه.. مزير؟؟!
 هذا إفراج من بين إفراجات كثيرة في خاطري .. و الله أعلم.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 مزير: معناها متشدد 
 هذه الكلمة تقال في حق الكثيرين رغم أنهم يقومون بعملهم العادي الروتيني لا اكثر .. أين يكمن هذا التزيير إذن؟؟