لا أنصحك بالابتعاد عن قراءة موضوعي لاعتقادك أنني سأفتح قاموسي على زملاء مهنة عصف بهم الزمن وأصبحوا عارا علي وعليك..وهنا لا أحد فينا يستطيع اغفال وجود فئة تأصل فيها الاهمال وتجذر فيها المال..وفي سطوري هذه لا ارمي سهامي جزافا وعبطا على ضعيفي نفوس يحملون صفة أستاذ في مقررة تعيين مؤشرة من مديرية تربية و وظيف عمومي و لا يحملون صفة الالتزام و المسؤولية في مقررة ضميرهم المؤشرة بمنطق المال والاهمال..هنا يتوجب علينا ذكر فئتين من الأساتذة الزملاء لا غير..فالأولى تتميز بالاخلاص في العمل والشعور الدائم بالمسؤولية لحظة دخوله المؤسسة.فلا تأخر يذكر ولا غياب يسجل عليه..وعند دخوله القسم..فانه يترك مشاكله و همومه وراء باب قسمه و تراه يهرول ليغلق الباب بسرعةعند خروج المكلف بجمع الغيابات لكي لا تتسرب انشغالاته وهمومه اليومية الموجودة خلف الباب والتي تحاول عبثا تشويش تركيزه أثناء انارة عقول الابرياء..وبعد نهاية دوامه يعود زميلنا الى بيته مرتاح البال منهك الحال. فيرجع منهكا لا يريد أن يكلم أحدا ولا يتكلم مع أحد حتى أبنائه إلى غاية أن تعود إليه أنفاسه فيهب إلى قضاء حوائج أسرته.. وفي آخر المساء ينكب على تحضير دروس اليوم الموالي فينام المسكين دون أن يتشهد من شدة الإرهاق ..أما الفئة الثانية فحدث ولا حرج لا يملكون من صفة المعلم الا الاسم..فهم أساتذة كبار في الغيابات ولهم عذرهم وخاصة أن من يجرؤ على هذا الاهمال الأرعن بمستقبل أبنائنا هم أساتذة تجار يتصفون بالدهاء على اللعب بالقوانين والشهادات المرضية الكاذبة..فتجد هذا الأستاذ"عفوا ..لا يستحق هذه الكلمة"..مريض على الورق بشهادة طبية كان للأورو دورا في صياغتها لكي يضمن عدم فصله من منصبه..و سليما عند مزاولته تجارته و نشيطاعند عد أوراق ملاييره..وتجد النقال لا يفارق أذنه و كيف لا فالحاويات داخلات خارجات في موانئ الرشوة والنجوم المرصعة بالأورو ..وليذهب تلاميذه للجحيم ..فهو لا يريد دناينر بن بوزيد بل يريد ضمان تقاعد مفيد بعد وصوله للعمر العتيد ..وعذرهم أن التعليم لم يوفر لهم رواتب الوزراء..؟؟..وليس هذا فقط بل هناك من ركبوا عربة الأحزاب وتربوا على تقليب الأظرفة في صناديق الانتخابات ليجدوا أنفسهم وزراءا ومدراءا يتقلبون في المناصب بكرة وعشيا..فيصبح هؤلاء أعزة في مجتمعكم يتكالب الكثير لمصافحتهم ومبادلتهم الأعناق...وأما انت أيها المعلم الواعي فيتهربون منك ويشمئزون من مصافحتك مخافة أن تلوث أيديهم بطبشور وزارتك اللعين..وهنا أتوقف لدقائق وأستسمحكم لأبوس الأيادي الملوثة بعبق طبشور العلم والضمير الحي.....انهم أساتذة العار يا اخوان...فماذا أنتم فاعلون..؟؟