![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() سبعون سؤالاً في أحكام الصيام من كتابي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء و مجموع الفتاوى – للشيخ محمد العثيمين رحمه الله جمع وترتيب خالد سالم بامحمد فهرس الموضوعات الموضوع الصفحة 2 3 5 11 13 15 22 27 29 32 34 المقدمة ثم أما بعد ... فإن من واسع رحمة الله لعباده أن يرسل لهم بين الفينة والأخرى نفحات للمغفرة ، لأنه العليم سبحانه بحالهم وخطأهم وتقصيرهم في حقه سبحانه ، ومن هذه النفحات شهر رمضان المبارك فـ (( إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ))[1]. لذا فإن المحروم من مر عليه رمضان ولم يغفر له ، كيف لا والداعي هو خير البشر و خير من وطأ الثرى محمد صلى الله عليه وسلم والمُأَمِّن خير الملائكة في السماء جبريل عليه السلام ، لمارواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال (( آمين آمين آمين )) قيل له : يا رسول الله ما كنت تصنع هذا ؟ فقال : (( قال لي جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين))[2] . وحتى يتقبل الله طاعة العبد وصيامه يلزم توفر شرطين اثنين في كل عبادة يتعبد فيها ابن آدم لله عز وجل : أولهما الإخلاص : فلا يتقبل الله عملاً ليس خالصاً لوجهه الكريم قال تعالى { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[3] و قال صلى الله عليه وسلم (( قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) [4]. وثانيهما المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا يتقبل الله عملاً لم يكن على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله عليه السلام (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))[5]. [1] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 684 ) وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه [2] رواه البيهقي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 8767 ) وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه [3] سورة الكهف الآية 110 [4] رواه مسلم – الزهد والرقائق – حديث رقم ( 7666 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه [5] رواه مسلم – الأقضية - حديث رقم ( 4590 ) عن عائشة رضي الله عنها
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
مسائل في حكم صيام رمضان والحِكَمِ من الصيام 1- ما حكم الصيام ؟ وماحكم من أنكر فرضية صوم رمضان ؟ صيام رمضان فريضة ثابتة في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[4]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان )) متفق عليه، وفي رواية لمسلم: (( وصوم رمضان وحج البيت )). وأجمع المسلمون على فرضية صوم رمضان، فمن أنكر فرضية صوم رمضان فهو مرتد كافر، يستتاب فإن تاب وأقر بفرضيته فذاك وإلا قتل كافراً. وفرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، والصوم فريضة على كل مسلم بالغ عاقل. فلا يجب الصوم على الكافر، ولا يقبل منه حتى يسلم، ولا يجب الصوم على الصغير حتى يبلغ، ويحصل بلوغه بتمام خمس عشرة سنة، أو نبات عانته، أو نزول المني منه باحتلام أو غيره، وتزيد الأنثى بالحيض، فمتى حصل للصغير أحد هذه الأشياء فقد بلغ، لكن يؤمر الصغير بالصوم إذا أطاق بلا ضرر عليه ليعتاده ويألفه. ولا يجب الصوم على فاقد العقل بجنون، أو تغير دماغ أو نحوه، وعلى هذا فإذا كان الإنسان كبيراً يهذري ولا يميز فلا صيام عليه ولا إطعام. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2- ما هي الفوائد التي يجنيها الصائم من الصوم ؟ وهل هناك حِكَمَاً شرع من أجلها الصيام؟ من أسماء الله تعالى (الحكيم) والحكيم من اتصف بالحكمة، والحكمة: إتقان الأمور ووضعها في مواضعها. ومقتضى هذا الاسم العظيم من أسمائه تعالى أن كل ما خلقه الله تعالى أو شرعه فهو لحكمة بالغة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها. وللصيام الذي شرعه الله وفرضه على عباده حكم عظيمة وفوائد جمة: فمن حكم الصيام: أنه عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه بترك محبوباته المجبول على محبتها من طعام وشراب ونكاح، لينال بذلك رضا ربه والفوز بدار كرامته، فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه على محبوبات نفسه، وللدار الاۤخرة على الدار الدنيا. ومن حكم الصيام: أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه، قال الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[5] فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل، وهي امتثال أمره واجتناب نهيه، وذلك هو المقصود الأعظم بالصيام، وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[6] ، وقول الزور: كل قول محرم من الكذب والغيبة والشتم وغيرها من الأقوال المحرمة. والعمل بالزور: العمل بكل فعل محرم من العدوان على الناس بخيانة، وغش، وضرب الأبدان، وأخذ الأموال ونحوها، ويدخل فيه الاستماع إلى ما يحرم الاستماع إليه من الأغاني والمعازف وهي آلات اللهو. والجهل: هو السفه، وهو مجانبة الرشد في القول والعمل، فإذا تمشى الصائم بمقتضى هذه الاۤية والحديث كان الصيام تربية نفسه، وتهذيب أخلاقه، واستقامة سلوكه، ولم يخرج شهر رمضان إلا وقد تأثر تأثراً بالغاً يظهر في نفسه وأخلاقه وسلوكه. ومن حكم الصيام: أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالغنى حيث إن الله تعالى قد يسر له الحصول على ما يشتهي، من طعام، وشراب، ونكاح مما أباح الله شرعاً، ويسره له قدراً، فيشكر ربه على هذه النعمة، ويذكر أخاه الفقير الذي لا يتيسر له الحصول على ذلك، فيجود عليه بالصدقة والإحسان. ومن حكم الصيام: التمرن على ضبط النفس والسيطرة عليها حتى يتمكن من قيادتها لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والاۤخرة، ويبتعد عن أن يكون إنساناً بهيمياً لا يتمكن من منع نفسه عن لذتها وشهواتها، لما فيه مصلحتها. ومن حكم الصيام: ما يحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام وإراحة الجهاز الهضمي فترة معينة، وترسب بعض الفضلات والرطوبات الضارة بالجسم وغير ذلك. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 3- هل يؤمر الصبيان دون الخامسة عشر بالصيام كما في الصلاة؟ نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك بصبيانهم. وقد نصَّ أهل العلم على أن الولي يأمر مَن له ولاية عليهم من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرَّنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك. وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه. يدَّعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم، وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان بأمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا بلا شك من حُسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم قوله ![]() الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 4- كثير من الناس في رمضان أصبح همّهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟ أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت وإضاعة المال، إذا كان الناس ليس لهم هَمٌّ إلا تنويع الطعام، والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، [1] رواه ابن ماجة – المقدمة – حديث رقم ( 229 ) وصححه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه [2] المجلد الثامن و التاسع و العاشر من الموسوعة . [3] المجلد العشرون [4] سورة البقرة الآيات 183- 185 [5] سورة البقرة الآية 183 [6] رواه البخاري – الصوم – حديث رقم ( 1903 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه [7] رواه مسلم – كتاب الإمارة – حديث رقم ( 4828 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() وينبغي لمَن عنده القدرة أن يحرص على تفطير الصوام إما في المساجد، أو في أماكن أخرى؛ لأن مَن فطَّر صائماً له مثل أجره، فإذا فطَّر الإنسان إخوانه الصائمين، فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة مَن أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 5- ما القول في قوم ينامون طول نهار رمضان وبعضهم يصلي مع الجماعة وبعضهم لا يصلي. فهل صيام هؤلاء صحيح؟ صيام هؤلاء مجزأ تبرأ به الذمة ولكنه ناقص جدًّا، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[1]. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: (( مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))[2]. ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فريضة الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذِكر وقراءة القرآن والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح المرسلة. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 6- إذا كان الإنسان حريصاً على صيام رمضان والصلاة في رمضان فقط ولكن يتخلى عن الصلاة بمجرد انتهاء رمضان فهل له صيام ؟ الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان ، ومن تركها جاحدا لوجوبها أو تركها تهاونا وكسلا فقد كفر أما الذين يصومون في رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله ، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان ، بل هم كفار بذلك كفرا أكبر ، وإن لم يجحدوا وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[3] ، وقوله صلى الله عليه وسلم (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )) [4]، وقوله صلى الله عليه وسلم (( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة )) [5]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7- ما حكم الصوم مع ترك الصلاة في رمضان؟ إن الذي يصوم ولا يصلي لا ينفعه صيامه ولا يُقْبَل منه ولا تبرَأ به ذمَّته. بل إنه ليس مطالباً به مادام لا يصلي؛ لأن الذي لا يصلي مثل اليهودي والنصراني، فما رأيكم أن يهوديًّا أو نصرانيًّا صام وهو على دينه، فهل يقبل منه؟ لا. إذن نقول لهذا الشخص: تب إلى الله بالصلاة وصم، ومَن تاب تاب الله عليه. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 8- هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الظهر ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر هل صيامه صحيح ؟ إذا كان الأمر كما ذكر فالصيام صحيح ولكن استمرار الصائم غالب النهار نائما تفريط منه ، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 9- قرأت في أحد الكتب أن الصائم يمسك قبل أذان الفجر بثلث ساعة ويسمي ذلك إمساكاً احتياطياً ، فما هو المقدار بين الإمساك وأذان الفجر في رمضان ؟ الأصل في الإمساك للصائم وإفطاره قوله تعالى { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ }[6] فالأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب وغيرهما من المفطرات. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [1] سورة البقرة الآية 183 [2] رواه البخاري – كتاب الصوم – حديث رقم ( 1903 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه [3] رواه أحمد(23639) والترمذي( 2830 ) والنسائي ( 467 ) وابن ماجه (1132) وصححه الألباني عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه [4] رواه الترمذي – كتاب الإيمان – حديث رقم ( 2825 ) وصححه الألباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه [5] رواه مسلم – كتاب الإيمان – حديث رقم ( 257 ) عن جابر ابن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه [6] سورة البقرة الآية 187 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() مسائل في دخول شهر رمضان والنية هذا القول ـ من جهة ـ أن الأشهر جميعاً لا يُعرف دخولها كلها وخروجها بالرؤية ليس بصحيح. بل إن رؤية جميع أهلة الشهور ممكنة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (( إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا ))[1]. ولا يعلِّق النبي صلى الله عليه وسلّم شيئاً على أمر مستحيل، وإذا أمكن رؤية هلال شهر رمضان فإنه يمكن رؤية هلال غيره من الشهور. وأما الفقرة الثانية في السؤال وهي أن المفروض إكمال عدة شعبان ثلاثين وكذلك عدة رمضان.. فصحيح أنه إذا غُمَّ علينا ولم نرَ الهلال، بل كان محتجباً بغيم أو قتر أو نحوهما فإننا نكمل عدة شعبان ثلاثين ثم نصوم، ونكمل عدة رمضان ثلاثين ثم نفطر. هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (( صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فعدوا ثلاثين يوماً ))[2]. وفي حديث آخر: (( فأكملوا العدة ثلاثين ))[3]. وعلى هذا فإذا كانت ليلة الثلاثين من شعبان وتراءى الناس الهلال ولم يروه فإنهم يكملون شعبان ثلاثين يوماً. وإذا كانت ليلة الثلاثين من رمضان فتراءى الناس الهلال ولم يروه، فإنهم يكملون عدة رمضان ثلاثين يوماً. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من المعلوم أن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصوم ولا شك في هذا، لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة. والإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو كان مراده مجرد الأكل لم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت. فهذه هي النية ولكن يحتاج إلى مثل هذا السؤال فيما لو قدر أن شخصاً نام قبل غروب الشمس في رمضان وبقي نائماً لم يوقظه أحد حتى طلع الفجر من اليوم التالي؛ فإنه لم ينو من الليل لصوم اليوم التالي؛ فهل نقول: إن صومه اليوم التالي صوم صحيح بناءً على النية السابقة؟ أو نقول: إن صومه غير صحيح؛ لأنه لم ينوه من ليلته؟ فنقول: إن صومه صحيح. فإن القول الراجح أن نية صيام رمضان في أوله كافية، ولا يحتاج إلى تجديد النية لكل يوم. اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر فيفطر في أثناء الشهر، فحينئذٍ لابد من نية جديدة لاستئناف الصوم. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أسأت في مناولة زوجك الماء ليشرب وهو صائم ، وكان ينبغي لك تذكيره الصيام عند طلبه الماء ، وأما صيام زوجك فهو صحيح مادام أنه شرب ناسياً. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مسائل في أعمال الخير في رمضان جوابنا على هذا السؤال: أن الصدقات والزكوات ليست مقتصرة على شهر رمضان، بل هي مستحبة في أي وقت توزع، ويجب إخراج الزكاة إذا تم حول على ماله ولا ينتظر رمضان إلا إذا كان رمضان قريباً مثل أن يكون حوله في شعبان، فينتظر رمضان فهذا لا بأس به. أما لو كان حوله مثلاً في محرم فإنه لا يجوز له أن يؤخرها إلى رمضان، ولكن يجوز له أن يقدمها في رمضان ولا حرج، فأما تأخيرها عن وقتها فإن هذا لا يجوز، لأن الواجبات المقيدة بسبب يجب أن تؤدى عند وجوب سببها، ولا يجوز تأخيرها عنه، ثم إن المرء ليس عنده أمان إذا أخر الزكاة عن وقتها أن يبقى إلى الوقت الذي أخرها إليه، فقد يموت، وحينئذ تبقى الزكاة في ذمته، قد لا يخرجها الورثة، وقد لا يعلمون أنها عليه فبذلك يأثم. والصدقات ليس لها وقت محدد، بل إنها في أي وقت، وبعض الناس ينفقونها في رمضان، وفي عشر ذي الحجة، فمن أنفق في ذلك فله أجر أكبر؛ لأن الحسنات تضاعف في الزمان والمكان الفاضل. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هذا غير صحيح. والعمرة واجبة مرة واحدة في العمر، ولا تجب أكثر من ذلك، والعمرة في رمضان مندوب إليها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (( إن عمرة في رمضان تعدل حجة ))[4] . الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 15- ورد في الحديث: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً»؟ فهل يكفي في ذلك تقديم الماء والتمر فقط؟ اختلف العلماء رحمهم الله في ذلك. فقيل: المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة. وقال بعض العلماء: المراد أن يشبعه، لأن هذا هو الذي ينفع الصائم في ليلته، وربما يستغني به عن السحور. ولكن ظاهر الحديث أنه إذا فطر صائماً ولو بتمرة واحدة فإن له مثل أجره، ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تفطير الصوام بقدر المستطاع، لاسيما مع حاجتهم وفقرهم. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يُكثر من قراءة القرآن كما كان ذلك سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [1] رواه البخاري ( 1900 ) ومسلم ( 2556 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما [2] رواه مسلم – كتاب الصيام – حديث رقم ( 2568 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه [3] رواه البخاري – كتاب الصوم – حديث رقم ( 1907 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما [4] رواه البخاري ( 1782 ) ومسلم ( 3097 ) عن ابن عباس رضي الله عنه |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() مسائل في ما يفسد الصوم يصح صيام من واقع زوجته ليلاً وكذا يصح صيام من أصابته جنابة من احتلام في نومه ليلاً أو نهاراً ولا حرج عليه في تأخير الغسل حتى يطلع الفجر ، وإنما يفسده الجماع نهاراً من طلوع الفحر إلى غروب الشمس. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 18- ما حكم الحائض إذا طهرت قبل الفجر هل تصوم ذلك اليوم ؟ تصوم ذلك اليوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر ، وتأخير الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر لا يؤثر في الصيام. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 19- في رمضان إذا غضب الإنسان من شيء وفي حالة غضبه نهر أو شتم ، فهل يبطل ذلك صيامه أم لا ؟ لا يبطل ذلك صومه ؛ ولكنه ينقص أجره ، فعلى المسلم أن يضبط نفسه ويحفظ لسانه من السب والشتم والغيبة والنميمة ونحو ذلك مما حرمه الله في الصيام وغيره ، وفي الصيام أشد وآكد محافظة على كمال صيامه ، وبعداً عما يؤذي الناس ، ويكون سبباً في الفتنة والبغضاء والفرقة ، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ، ولا يسخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ))[1]. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 20- مصاب بمرض الكبد وأن الطبيب أمره بالفطر لاستعمال الدواء وضعف تحمل الكبد ويذكر أنه يستطيع المشي إلى المسجد وإلى المستشفى ويسأل هل يسوغ له الفطر والحال ما ذكر؟ إذا كان الأمر كما ذكره المستفتي من أنه مصاب بمرض في كبده وأن الطبيب أمره بالفطر فإذا كان الطبيب ذا ثقة وأمانة وخبرة في فنه فإنَّ أمْرَه بترك الصوم معتبر ؛ لما يعرفه من حال المرض ومدى تحمل المريض الصوم من عدمه ، وعليه أن يقضي ما يفطره بعد استطاعته. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 21- هل يجوز استعمال قطرة العين في نهار رمضان ؟ نعم تجوز ولا تفسد الصوم على الصحيح من قولي العلماء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء يجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان ، ولا يجوز للصائم تعاطي حقن التغذية في نهار رمضان ، لأنه في حكم تناول الطعام والشراب فتعاطي تلك الحقن يعتبر حيلة على الإفطار في رمضان وإن تيسر تعاطي الحقن في العضل والوريد ليلا فهو أولى. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من اكتحل في نهار رمضان وهو صائم فإنه لا يفسد صومه إلا أن يرى أثره في حلقه فالأحوط له القضاء والأولى ألا يكتحل نهارا حال الصوم ، وأما من دهن رأسه في نهار رمضان فإنه لا يفسد صومه . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لا يفسد صومه ولا يجب عليه القضاء ، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء ))[2] ، وكذلك لا يفسد ببلعه ما دام غير متعمد. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ليس هذا بصحيح، فالمضمضة في الوضوء فرض من فروض الوضوء سواء في نهار رمضان أو في غيره للصائم ولغيره، لعموم قوله تعالى: {فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ}[3] ، لكن لا ينبغي أن يبالغ في المضمضة أو الاستنشاق وهو صائم، لحديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال له: (( أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ))[4]. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 26- هل استعمال الطيب السائل في الزجاجة يفطر الصائم إذا وضعه في يديه ووجهه وبدنه وملابسه ؟ استعمال الطيب على الوجه المذكور لا يفطر الصائم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حلق الشعر وقص الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ، كل ذلك لا يفسد الصوم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 28- هل يفطر الحاجم والمحجوم في نهار رمضان ؟ وما الحكم هل يفطران ويقضيان ما فاتهما أم ماذا عليهما ؟ يفطر الحاجم والمحجوم وعليهما الإمساك والقضاء لما رواه شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجلا بالبقيع وهو يحتجم وهو آخذ بيدي لثماني عشرة خلت من رمضان فقال ((أفطر الحاجم والمحجوم ))[5]. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إذا قام الصائم بفصد عرق مريض بمشرط ونحوه فلا أثر لفعله على صحة صيامه ؛ حيث أن فعله لا يشبه عمل الحاجم الذي يقوم بامتصاص الدم ممن يقوم بحجامته. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إذا كان الدم الذي أخذ منه يسيراً عرفاً فلا يجب عليه قضاء ذلك اليوم ، وإن كان ما أخذ كثيراً عرفاً فإنه يقضي ذلك اليوم خروجاً من الخلاف ، وأخذاً بالاحتياط براءة لذمته. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء خروج الدم بالرعاف لا يفطر الصائم ؛ لأنه بغير اختياره ، لكن إن كنت ابتلعت الدم باختيارك فعليك القضاء إذا كنت ابتلعته بعد وصوله إلى فيك ذاكراً صومك. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [1] رواه البخاري ( 1904 ) ومسلم ( 2762 ) [2] رواه ابن ماجة – كتاب الصيام – حديث رقم ( 1746 ) وصححه الألباني [3] سورة المائدة الآية 6 [4] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 793 ) وصححه الألباني [5] رواه أبو داود ( 2369 ) وصححه الألباني |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() 32- هل الريق يفطر في رمضان أم لا ؟ حيث أنه يأتيني ريق كثير وخاصة إذا كنت أقرأ القرآن في المسجد وهذا يحرجني ؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الروائح مطلقاً عطرية وغير عطرية لا تفسد الصوم في رمضان وغيره فرضاً أو نفلاً. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء يجوز للصائم أن يغتسل في نهار رمضان بالماء والصابون ، ومن احتلم في نهار رمضان وهو صائم لم يفسد صومه ، وعليه الغسل إذا أنزل المني. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ليس مبطلاً للصيام ، وعليه أن يغض بصره قدر استطاعته. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لا حرج في تذوق الإنسان للطعام في نهار الصيام عند الحاجة ، وصيامه صحيح إذا لم يتعمد ابتلاع شيء منه . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 37- بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان، فما هي صحة صومهم؟ إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب. أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظنًّا لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل ويشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 38- هل يفطر الصائم بأخذ الإبر في الوريد؟ لا يفطر الصائم بأخذ الإبر في الوريد ولا في غيره. إلا أن تكون هذه الإبرة قائمة مقام الطعام بحيث يستغني بها الإنسان عن الأكل والشرب. فأما ما ليس كذلك فإنها لا تفطر مطلقاً سواء أخذت من الوريد أو من غيره.. وذلك لأن هذه الإبر ليست أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب.. وعلى هذا فينتفي عنها أن تكون في حكم الأكل والشرب. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله استعمال البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان.. وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لِما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك، فليس هو بمعنى الأكل ولا الشرب، ولا أكلاً ولا شرباً يصل إلى المعدة. ومعلوم أن الأصل صحة الصوم حتى يوجد دليل يدل على الفساد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس صحيح. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله استعمال المعجون للصائم في رمضان وغيره لا بأس به إذا لم ينزل إلى معدته، ولكن الأولى عدم استعماله؛ لأن له نفوذاً قوياً قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا يشعر به. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم للقيط بن صبرة: (( بالِغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ))[1] ، فالأولى ألا يستعمل الصائم المعجون، والأمر واسع فإذا أخَّره حتى أفطر فيكون قد توقى ما يخشى أن يكون به فساد الصوم. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله مسائل في القضاء والكفارات من أفطر ناسياً في نهار رمضان فلا إثم عليه ، وعليه أن يتم صوم يومه ، ولا قضاء عليه على الصحيح من قولي العلماء ، وهذا ماذهب إليه الشافعي وأحمد ، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ))[2] وفي لفظ (( إذا أكل الصائم ناسياً أو شرب ناسياً فإنما هو رزق ساقه الله إليه ، ولا قضاء عليه))[3]. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 42- تركت إمرأة صيام ثلاثة أيام من رمضان عام 1396 هـ بلا عذر، بل تهاوناً ، فما حكم الله في ذلك وماذا يلزمها ؟ إذا كان الواقع من فطرها ثلاثة أيام من رمضان تهاوناً لا استحلالاً لذلك فقد ارتكبت اثما عظيما وذنبا كبيرا بانتهاكها حرمة رمضان فإن صيامه ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إلى أن قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }[4] الآية ، وعليها أن تصوم ثلاثة أيام قضاء عن الأيام التي أفطرتها ، وإن وقع منها جماع في نهار يوم من الأيام التي أفطرتها فعليها كفارة عن ذلك اليوم مع قضائه ، وإن كان الجماع في يومين فعليها كفارتين وهكذا ، مع القضاء ، والكفارة عتق رقبة فإن لم تجد صامت شهرين متتابعين ، فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكيناً لكل مسكين نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو ذرة أو نحو ذلك مما تطعمه وعليها إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام الثلاثة لتأخيرها القضاء إلى ما بعد رمضان آخر. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [1] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 793 ) وصححه الألباني [2] رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2772 ) [3] رواه الدارقطني – كتاب الصيام – حديث رقم ( 2256 ) وقال : إسناده صحيح [4] سورة البقرة 183-185 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() مسائل في أحكام السفر يجوز الإفطار للمسافر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية ، وذلك أفضل من الصيام والإتمام ، لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ))[1] ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ليس من البر الصوم في السفر))[2] اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 53- على مسافة كم من الكيلو مترات يجب الإفطار وماذا لو صام ولم يفطر ؟ رخص بعض العلماء في قصر الصلاة الرباعية والفطر في نهار رمضان وفي كل ما يسمى سفرا وحدد جمهور العلماء المسافة بثمانين كيلو متر تقريباً. ومن صام في السفر الذي يشرع فيه الإفطار فصيامه صحيح للأدلة الدالة على ذلك ، ولا حرج عليه إلا إذا أضر به الصوم فإنه يتأكد عليه الإفطار ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ليس من البر الصوم في السفر)) اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 54- رجل مسافر بالطائرة من الرياض إلى القاهرة في رمضان فهل يجوز له الفطر؟ الفطر في السفر من باب الرخص تيسيرا من الله جل وعلا لعباده ، ودافعا لما يشق عليهم والأخذ بما رخصه الله محبوب إلى الله ، ((فإن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته))[3] ، وإذا سافر الإنسان من الرياض إلى القاهرة مثلا فله أن يفطر ، وإن صام فصيامه صحيح. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 55- إذا سافرت سفر قصر من بلد سكني إلى بلد آخر ، ثم أقمت فيه ثلاثة أيام وقد نويت هذه الإقامة قبل أن أبدأ بها ، فهل يجب علي الصوم إن كنت في شهر رمضان ، وهل أقصر الصلاة أو أتمها ؟ إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك سافرت سفراً تقصر فيه الصلاة ثم أقمت أثنائه ثلاثة أيام بنية الإقامة شرع لك أن تفطر وأن تقصر الصلاة الرباعية مدة الأيام الثلاثة التي أقمتها ؛ لأن إقامة هذه المدة لا تقطع حكم السفر ولو كانت إقامتك إياها بنية حين بدأتها ، لما ثبت من أن النببي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة في حجة الوداع أربعة أيام واستمر في قصره الصلاة ، ولك أن تصوم إن شئت وعليك أن تصلي من الناس الفريضة أربعا ولا تصل منفردا. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مسائل في القيام و فضل العشر الأواخر من رمضان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد، فهذه العشر الأواخر من رمضان هي أفضل شهر رمضان، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر، ويكون فيها ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: {لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[4] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله، فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل، ويطيل فيه القراءة، والركوع، والسجود، وإذا كان مع إمام فليلازمه حتى ينصرف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ))[5] وفي آخر هذه الأيام، بل عند انتهائه يكون تكبير الله عز وجل، ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[6] وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل الصلاة يوم العيد. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 57- اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر. فهل لهذا التحديد أصل؟ وهل عليه دليل؟ نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه. ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين، وقد تكون ليلة الرابع والعشرين. ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }[7].. وقال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }[8]. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب، فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج، ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج، ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله، وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئِلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت (( لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ))[9]، ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين، خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم، يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه، والإمامة ولاية، والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح. الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله السُّنَّة أن يوافق الإمام؛ لأنه إذا انصرف قبل تمام الإمام لم يحصل له أجر قيام الليل. والرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (( مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة ))[10]. من أجل أن يحثنا على المحافظة على البقاء مع الإمام حتى ينصرف. فإن الصحابة رضي الله عنهم وافقوا إمامهم في أمر زائد عن المشروع في صلاة واحدة، وذلك مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتم الصلاة في مِنى في الحج، أي صلاَّها أربع ركعات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبابكر وعمر وعثمان في أول خلافته، حتى مضى ثماني سنوات، كانوا يصلون ركعتين، ثم صلى أربعاً، وأنكر الصحابة عليه ذلك، ومع هذا كانوا يتبعونه يصلون معه أربعاً، فإذا كان هذا هدي الصحابة وهو الحرص على متابعة الإمام، فما بال بعض الناس إذا رأى الإمام [1] رواه البيهقي – كتاب الصلاة – حديث رقم ( 5621 ) وصححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما [2] رواه البخاري – كتاب الصوم – حديث رقم ( 1946 ) [3] رواه أحمد – مسند عبد الله بن عمر – حديث رقم ( 6004 ) وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما [4] سورة القدر الآية 3 [5] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 811 ) عن أبي ذر رضي الله عنه وصححه الألباني [6] سورة البقرة الآية 185 [7] سورة الدخان الآية 3 [8] سورة القدر 1- 5 [9] رواه البخاري- كتاب صلاة التراويح – حديث رقم ( 2013 ) [10] رواه الترمذي – كتاب الصوم – حديث رقم ( 811 ) عن أبي ذر رضي الله عنه وصححه الألباني |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc