السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني صديق بأن المسؤولين في الإدارة التي يعمل بها صاروا يرفضون إعطاء الموافقة على طلبات العمل التي يتقدم بها أصحاب الشهادات للإستفادة من منصب في إطار عقود ما قبل التشغيل، وحجتهم في ذلك أنهم صاروا يعانون جدا من الإكتظاظ داخل المكاتب، أربعة، خمسة أو ستة موظفين داخل مكتب واحد لا يتسع في العادة إلا لشخصين أو ثلاثة على أكثر تقدير، بعضهم لا يجد حتى كرسيا يجلس عليه..
بالنظر إلى الواقع، فعلا جميع الإدارات والمصالح صارت تعاني من الإكتظاظ، و الجواب نفسه صار يسمعه أي بطال يحمل في يده طلب الموافقة على منصب في إطار عقود إدماج أصحاب الشهادات .. لا يوجد أي مكان يمكننا أن نضعك فيه..
أحد المسؤولين قال صرت بحاجة إلى شرطي ينظم المرور داخل مصلحتي بسبب كثرة الموظفين.. لأول وهلة قلت في نفسي لعل المدراء ورؤساء المصالح على حق في رفضهم إعطاء الموافقة على الطلبات التي يتقدم بها الشباب، فكثرة الموظفين داخل المصلحة الواحدة من شأنه أن يعرقل السير الحسن للعمل ويخلق جوا من الإتكالية بين الموظفين وربما صارت المكاتب والمصالح مكانا للعلاقات الغرامية بين الموظفين والموظفات بسبب الفراغ..
هكذا فكرت في البداية.. لكن عدت وقلت في نفسي مرة أخرى مهلا لننظر في الأمر مرة أخرى لكن من وجهة نظر شاب بطال تقدم بطلبه فتم رفضه.. لماذا رفضوني هل هذه المصلحة ملك للمدير أو ملك لأبيه وأمه ؟ هو مجرد موظف في مصلحة تابعة للدولة وأنا جزائري مثله لي نفس الحقوق والواجبات في هذا البلد وليس هو من سيدفع أجرتي (ليس من جيبه) .. يقولون هناك اكتظاظ ؟؟ تبا له من عذر.. حتى المقاهي والشوارع صارت مكتظة بنا نحن البطالين بل والسجون كذلك..
لماذا لا يقلق ولا يهتم بنا المسؤولون عندما تكتظ بنا المقاهي والشوارع .. لماذا صارت الدولة تهتم ببناء السجون أكثر مما تهتم بتوفير مناصب شغل للبطالين مع العلم أن ما تصرفه الدولة على سجين واحد في الشهر قد يكفي لدفع أجرة ثلاثة موظفين..
نحن البطالين ضاقت علينا الدنيا بما رحبت، بيوتنا صارت مكتظة بنا، شوارعنا، مقاهينا، سجوننا، ملاعبنا.. أي مكان نقصده نجده مكتظا بنا عن آخره.. حتى قوارب الموت تحمل أكبر من طاقتها ..
أخبرونا أين نذهب ؟ ليس عندنا أجنحة نطير بها ، قوارب الموت صارت جريمة تعاقبوننا عليها.. فقط أخبرونا أين نذهب ؟؟؟
لا يهمني إن كنتم تعانون من الإكتظاظ في مكاتبكم فأنا أعاني منه في كل مكان ولن يزعجني العمل في مكان فيه 10 موظفين.. إن شئتم سآتي مرة في الصباح ومرة في المساء حتى لا أزعجكم.. المهم أريد أن أعمل ، أرد أن يكون لي دخل ولو بسيط أتدبر به أموري بدلا من الإعتماد على أبي..
هل أنا أطلب المستحيل ؟؟