السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زملائي الأفاضل
إن المدرسة الجزائرية تحيا وضعا مأسويا، ينذر بكوارث جمة قد تنسف
بجهود أخيارنا و أبرارنا من العاملين على شؤونها و تذهب بها أدراج
الرياح!! و الناظر للوضع الذي تحياه مدرستنا تنازعه رؤيتان على طرفي
نقيض : موقفيرفعه المجتمع جزافا في حق المعلم بحق أو بدون وجه حق
و موقف يكابده المعلم بتداعي وضعه و ترديه حتى صار مضرب التنكيت
و السخرية!! إن الكل صار يغني بليلاه و الكل يرمي الكرة في مرمى الآخر
بطريقة أو بأخرى. و بعد كل الشدّ و الجذب الذي طبع الموقفين صارلزاما
علينا كطرف في القضية أن نقف مع أنفسنا في لحظة صدق، و أن نتريث
في كيل التهم للمجتمع فيما صار إليه الوضع، و أن نبحث في واقع المدرسة
الجزائرية و أسباب ترديه..
أذكر و نحن في مقتبل العمر، أننا كنا نتسابق بإيعاز من أوليائنا و تشجيع
منهم إلى تقبيل أيدي معلمينا و رؤوسهم عرفانا لجهودهم و تقديرا لعطائهم.
و كنا نلهث خلفهم لحمل محافظهم، و كنا نرى فيهم الشموخ و الوقار الذان
نفتقدها فينا اليوم، و كنا نفرح أيّم فرح عند الحصول على تحية منهم بل
كانت ابتسامتهم لترضي غرورنا !!
أحبتي ، ماذا فعل المعلم اليوم ليعيد بريق كرامته المتوهج في زمن الكرامة
البائد؟ و ما المطلوب منه ليستعيد مكانته الرفيعة و هامته الجليلة التي تكاد
تلامس عنان السماء؟؟
نحن نرى تكالب المجتمع بكل أشلائه و أطيافه على المعلم بعد أن رأى منه
ما يندى له الجبين على كل الأصعدة ، و رأى أن المعلم اليوم تتقاذفه هموم
و انشغالات أخرى غيرذات أهمية أوقعت ببعضهم في مستنقع الخزي و العار
فبات اهتمامهم يصب في غير ما أنيط بهم..
فهلا استبدلنا ثوب الرداءة الذي يعلو بعضنا؟ و هلا رفعنا عنا ثوب الخنوع
و الخضوع لما يملأ جيوبنا قبل عقولنا؟ و هلا تفانينا في بذلنا و عطائنا كما
يجب أن يكون؟ و هلا تأسينا بقول أمير الشعراء إذ شبهنا بالرسل؟
تلك هي أسئلة حري بنا نحن قبل غيرنا أن نعمل على تطبيقها و تجسيدها على
أرض الواقع قبل أن نطالب باسترجاع كرامتنا المهدورة....
موضوع للنقاش و الإثراء فلا تبخلوا علينا بردودكم و تجاربكم.
مودتي.
آخر تعديل أبو عبد النور. 2011-12-19 في 00:53.