حق القتل الجماعي

[souad571]

حق القتل الجماعي
16-05-2011 لحسن بوربيع

لم تنطق الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا الناطقون الرسميون باسم الدول الغربية، التي تتحكم في القرارات الأممية، بكلمة إزاء المجزرة الواسعة التي ارتكبها الإسرائيليون، أمس، بمناسبة ذكرى نكبة .1948 هذا الكيان الذي منحته هذه الهيئات الدولية حق قتل المواطنين العزل والأطفال والنساء، مع سبق الإصرار والترصد، ودون الخوف من التعرض للعقاب.
لم تحترم العساكر الإسرائيلية، كعادتها، حتى أعراف القتل. وهي التي تعرف أن الذين تظاهروا على حدود فلسطين مواطنون عزل، لا يحملون إلا الرايات ولن يطلقوا سوى الصرخات. لم تحترم تلك العساكر حتى الأعراف، التي تقول إنه من المفروض أن يبدأ العسكر بإطلاق الغازات المسيلة للدموع، ثم الرصاص المطاطي، قبل أن يلجأ إلى الرصاص الحي. لقد أسرع العسكر الإسرائيلي إلى إطلاق الرصاص الحي ليقتل.
إن الذي حدث، نهار أمس، على حدود فلسطين التاريخية، لا يمكن وصفه إلا بالجريمة ضد الإنسانية، ضد شعب منحته الهيئات الأممية حقه ''افتراضيا'' في العودة إلى أرضه، لكن إسرائيل تصر على ألا تنصاع إلى قرارات هذه الهيئات التي تعرف أنها موجودة لحمايتها، بل لمساندتها في اعتداءاتها على الشعب الذي اغتصبت أرضه وشردت شعبه.
قد يستفيق بان كي مون، بعد يوم أو يومين، ليطلب من مجلس الأمن أن يجتمع ليدرس القرار الذي يجب اتخاذه إزاء ''مجزرة النكبة''. وسيجتمع مجلس الأمن، ولن يصدر قرارا، لأن الذي ارتكب المجزرة مسموح له بالقتل، لأنه مسنود من ساركوزي وأوباما المشغولين بحروب ''أكثـر نفعا لهما'' في العالم العربي.
كم كانت هذه الهيئات والدول حريصة في الأيام الماضية على إملاء أوامرها طمعا في تحوير الثورات العربية للحفاظ على مصالحها. وكم هي اليوم خنوعة.
ماذا بقي للعرب أن ينتظروا من باراك أوباما، وهم الذين استبشروا به خيرا عندما حل في البيت الأبيض الأمريكي؟ هذا الرئيس الذي ظهر أنه لا يختلف عن بوش الأب والابن، عندما يتعلق الأمر بدماء العرب والمسلمين، التي لا يهم من أسالها وكيف سالت. ولا أحد سينطق في ''الغرب السائد على العالم'' ليهدد مرتكبي ''مجزرة النكبة'' بالمحكمة الجنائية الدولية، لأنه هو الذي منح ''حق القتل الجماعي'' للمجرم الإسرائيلي.
منقول من جريدة الخبر