قال ابن الجوزي : ( إنما كره السلف القصص لأحد ستة أشياء :
أحدها : أن القوم كانوا على الاقتداء و الاتباع ، فكانوا إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه.
والثانى : أن القصص لأخبار المتقدمين تندر صحته ، خصوصا ما ينقل عن بني إسرائيل ، وفي شرعنا غُنية .
والثالث : أن التشاعل بذلك يشغل عن المهم من قراءة القرآن ، و رواية الحديث ، و التفقه في الدين .
والرابع : أن في القرآن من القصص و في السنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لا يتيقن صحته.
والخامس : أن أقواماً ممن دخل في الدين ما ليس منه قصوا ، فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام .
والسادس : أن عموم القصاص لايتحرون الصواب و لا يحترزون من الخطأ لقلة علمهم و تقواهم .
فلهذا كره القصص من كرهه ، فأما إذا وعظ العالم و قص من يعرف الصحيح من الفاسد فلا كراهة ).
من كتاب القصاص لابن الجوزي عن طريق كتاب (شرح قول ابن سيرين إن هذا العلم دين للشيخ الدكتور : أحمد بازمول )