الوسط والغلو والتقصير في ميزان الشرع

[ليتيم الشافعي]

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لااله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم

أما بعد: فان الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه.فيتجاوز ما حد الله عزوجل ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله


الوسط في الدين :أن يتمسك بسيرة النبي صلي الله عليه وسلم.والغلو في الدين:أن يتجاوزها. والتقصير:أن لا
يبلغها.

مثال ذالك:رجل قال:أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام في كل الدهر.فنقول:هذا غال في دين الله.وليس علي حق.وقد


وقع في عهد النبي صلي الله عليه وسلم مثل هذا .اجتمع نفر فقال بعضهم:أناأقوم ولاأنام.وقال الآخر:أنا أصوم


ولاأفطر.وقال الثالث:أنالاأتزوج النساء.فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم.فقال:<<مابال أقوام يقولون كذاوكذا


أنا أصوم وأفطر.وأقوم وأنام.وأتزوج النساء.فمن رغب عن سنتي فليس مني>>.فهؤلاء غلوفي الدين وتبرأمنهم


الرسول صلي الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته.التي فيهاصوم وافطار.وقيام ونوم.وتزوج نساء.


أما المقصر:فهو الذي يقول:لاحاجة لي باالتطوع.فأنا لا أتطوع وانما آتي باالفريضة فقط.وربما أيضا يقصر


في الفرائض فهذا مقصر.


أما المعتدل:فهو الذي يتمشي علي ماكان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون



مثال آخر:رجل كان أسيرا لامرأته توجهه حيث شاءت.لايردها عن اثم ولايحثها علي فضيلة قد ملكت عقله وصارت


هي القوامة عليه .

ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع علي امرأته لايبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم.

ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله <<ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف>>. <<لايفرك مؤمن مؤمنة ان

كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر>>.



مثال آخر في مسألة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه .


فاالخوارج قاتلته فهؤلاء مقصرون في حقه

الرافضة قالت بأنه الإله ومنهم من قالوا بأنه خير من الأنبياء فهؤلاء غلو في حبه

وأما أهل ألسنة وسلف الأمة قالوا بأنه صحابي كا أبي بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم صلوات الله عليهم وسلامه

فهؤلاء معتدلون في حقه رضي الله عنه.


وصلي اللهم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه.