لدي بيت يؤيني ،ومكان أنام فيه ..وأضع عليه جبيني ،وطعام في البيت، آكل منه ماشئت ،وفي أي وقت شئت ،ولباس على جسمي ،يستر عوراتي ،ومال في جيبي أسدّ به حاجاتي.....ولكن يا أسفاه على نفسي وما فعلت ،استكبرت وترفت، ونسيت من أنبتها ،ومن النعيم رزقها ،وبالسعادة غمرها،ومن القوة زودها ،وبالأمان طمأنها ،لكن يا أسفاه عليها وعلى فعالها ،من خالقها ما استحيت، ولنعمه ما شكرت ، وافتخرت وجحدت ، وظنت أنها كملت ، وتدرعت بدرع التكبر ، وقطعت الممر بلا حذر ،ونفرت من كلمة الله أكبر ،ورافقت جماعة الشر ، فيا أسفاه على نفسي وما فعلت ، طغت واستكبرت ....أمهلها ربي ،وحلم عن جهلي وذنبي ، وتجاوز عن سلبي ،فيا أسفاه على نفسي ، سبحت في بحار الذنوب ،ورغم ذالك سترها ستار العيوب،فإلى متى ستتوب ، بكيت واشتد بكائي ،وبحثت عن دواء لدائي ،رحت إلى كل الأطباء ،فلم أجد عندهم شفائي ،فتوجهت إلى ربي رجائي، هو أملي وشفائي ...بكيت واشتدّ بكائي، نزلت السكينة عليّ ، واستغفرت ربي العليّ...ربي لن أطرح إلى أحد شكاتي، إلّا إليك يارب السموات، وسأعتصم بحبلك إلى الممات ، بإذنك ياخالقي يا خالق الحياة ،إني أرى في حبك سعادتي ،وفي طاعتك نجاتي ، ربي حسن صفاتي ، وأنزل علي من البركات ،وأعني على شكر نعمك ،وحسن عبادتك ، والتوغل في فضاء طاعتك ،والفوز برضوانك ، واجعلني ممن بشرتهم بجنتك ، وممن أفضت عليهم بحبك ، فلتبكي يانفس واشتدي في البكاء ،وقولي له ياعظيم الرجاء ، أنت الدواء وأنت الشفاء، بيدك السعادة والشقاء ،فلتبكي يا نفس واشتدي في البكاء، وقولي له إلهي يا إلهي....