من بدع العقائد: وحدة الوجود - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من بدع العقائد: وحدة الوجود

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-12, 23:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
raoufdraria
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي من بدع العقائد: وحدة الوجود

التوحيد جوهر الإسلام و مظهره، و لُبابه و قشوره، و دعامة التعاليم التي جاء بها، بل هو رباط بنائه، و لون طلائه، و مقعد أصوله و فروعه...
و ليس الإسلام بدعاً في الدعوة إلى توحيد اللَّه.
فرسل اللَّه –قاطبة- بُعثوا بهذا الإيمان الخالص، و جمعوا الناس عليه، و حذَّروهم من كل شائبة تُعكِّر صفوه و تطفئ رونقه : ] وَ ماَ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِنْ رَّسُولٍ إلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إله إلا أَناَ فَاعْبُدُونِ [(1).
غير أن جماهير غفيرة من البشر أبت إلا أن تزيغ عن هذا الصراط، و أن تتشبث بأوهام سخيفة، باعدتها عن اللَّه، و أحلَّتها البوار.
فكان كل نبي سبق، يجيء بالحق، و يناشد الأمم أن تثوب إليه، حتى جاء خاتم المرسلين محمد بن عبد اللَّه r.
فصدَّع صرح الشرك، و خطَّ في شغاف القلوب عقيدة الإيمان باللَّه الواحد.
و كان القرآن الكريم -ولا يزال- النداء العالي لهذا اليقين الحق، و المجادل القوي عما يعرض له من شُبه أو يلتبس به من تخليط...
و من المؤسف، أنَّ المسلمين أصابهم مس من داء الأمم السابقة، فظلموا رسالتهم الجليلة بما شابوا به عقيدة التوحيد، و بما أقحموه عليها من بدع و خرافات.
و هي بدع و خرافات، تشبه ما انزلق إليه الأولون، أو هي ترديد لما كان من لغو... حذوك النعل بالنعل :
] كَذَلِك قَال الَّذينَ من قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآياَتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [(2).
و الابتداع قد يأتي بالشيء و ضده معاً، ليُفسد العقيدة الوَسط.
فتسوية المخلوق بالخالق شِرك يُفسد عقيدة التوحيد، و كذلك إفناء الخَلق في الخالق، ضلال لا أصل له في هذه المِلَّة، و إن كان ظاهره أنه غلو في تقدير اللَّه، و إغراق في مبدأ التوحيد.
* * *
* وحدة الوجود :
كنا نظن أنَّ هذه الخرافة قد انتهت بانتهاء أصحاب الشطحات الذين اشتهروا في التصوف القديم.
إلا أنَّ نفراً من عُصاة المسلمين في عصرنا هذا عندما يتركون حياة المجون، و يرغبون في العودة إلى اللَّه و تصيبهم لوثات غريبة.
فيحسبون أنَّ من تمام توبتهم تغليب ذات اللَّه على كل ما يعرض لهم من أشخاص و أشياء.
فتراهم يخرجون من أنفسهم، و يسلخون العالَم من خصائصه العتيدة.
و قد تردد على ألسنتهم كلمة "الحلاج" عندما سُئِلَ: مَن في الجبة ؟ قال : اللَّه…
و لما كان من المتعذر بناء سلوك عملي على هذه الفكرة، فإن الجانحين إليها يكتفون بنوع من الجبر الذي يشل الإرادة، و التسليم لم تفد به الأحداث، ثم الحديث عن اللَّه الكامن في كل شيء حديث استكانة و ذوبان...
و قد أصيب جمهور المسلمين برشاش من هذه الخرافة، و أوقف نمو المنطق المادي في بلاد الإسلام، و خلط بالإلهيات أموراً كثيرة، لا تمت إليها بسبب.
إنَّ العالم شيء يغاير اللَّه –برغم ما يقوله فريق من المتصوفة- و للَّه عَزَّ و جَلَّ ذاته و أسماؤه، و حقوقه التي فُصِّلت تفصيلا في كتبه المنزَّلة.
و هناك فرق كبير، بين وحدة الوجود، و وحدة الشهود.
إنَّ المرء قد يستغرق في النظر إلى مسألة ما استغراقاً يُذهله عما حوله.
و ربما نودي –و هو غارق في بحار الفكر- فلا يسمع النداء.
فهل هذه الصورة من صور الانحصار الذاتي، تعني فناء ما حول الإنسان، لأن الإنسان غائب عنه بفكره ؟
و الشمس تطلع فتغمر بأشعتها الساطعة أرجاء الكون فلا يمكنك أن ترى في الأفق البعيد أو القريب نجماً، حتى إذا عاد اللَّيل و نشر ظلامه أخذت النجوم المختفية عن العين تلوح فرادى و جماعات..
هل غلبة أشعة الشمس عليها تعني لمن لا يراها أنها معدومة ؟
إنَّ من المؤمنين الأخيار مَن يعيشون في أنوار اللَّه معيشة رفيعة، رسخوا في مقام الإحسان حتى ألفوا أطواره الزاهية.
و مقام الإحسان –كم عرَّفه رسول اللَّه r : "أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"(1).
و هذا الإلف يصح أن نُطلق على حقيقته وحدة الشهود.
و هي منحى يغاير تمام المغايرة، وحدة الوجود، و إن اختلط الأمران على القاصرين.
و أكثر الذين يعتنقون فكرة ما، أو تُسيِّرهم عاطفة خاصة، يقيسون ما يلقاهم من شئونها، ألا ترى الرجل الغزل يقول :
لا أرى الدنيـا على نور الضُّحى*بل أرى الدنيـا على نور العيـون
فليس بعجيب أن يوجد مؤمنون تستوي على مشاعرهم عاطفة دينية، تجعل نشاطهم كله محصوراً في مرضاة اللَّه، و تجعل نظرهم للأمور من هذه الزاوية الخاصة وحدها.
بل في هذا يُساق الحديث المشهور عن رسول اللَّه r، أن اللَّه قال : "مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. و ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، و ما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه.
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و لئن سألني لأعطينَّه، و لئن استعاذني لأعيذنه".
فالحديث يشير إلى مرتبة التفاني في إرضاء اللَّه تفانياً يجعل حواس المرء و جوارحه مسخَّرة في طاعة اللَّه وحده.
و لا يعني -البتة- أنَّ إدمان العبادة ينتهي بحلول أو اتحاد كما يتصوره بعض السُّذَّج، أو ينتهي على القليل بطور خارق للنواميس المعتادة كما صوَّر ذلك المتصوفة في حديث مكذوب : "عبدي، أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون".
* * *

(1) الأنبياء : 25.

(2) البقرة : 118.

(1) رواه البخاري و مسلم









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
العقائد:, الوجود, وحدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc