الحظر الجوي
لو فرض منذ أسبوع لسقطت طرابلس بين أيدي الثوار
ولو فرض متأخرا أكثر بيومين أو ثلاثة لسقطت كل ليبيا بين أيدي القذافي لأن ميزان القوة يميل بشدة لكتائبه.
حمل السلاح كان مغامرة غير محسوبة أعطت الذريعة للقذافي لاستخدام القوة المفرطة والقصف ومن ثم الذريعة للتدخل الدولي.
كيف تختار الكفاح المسلح وأنت لا تمتلك الوسائل اللازمة لتطبيقه؟ أنت في منطقة صحراوية مكشوفة ومعرض بسهولة
للقصف ولا تمتلك دفاعا جويا ولا أية استيراتيجية عسكرية وكل هجماتك عشوائية؟!
هل استخدم المصريون والتونسيون الرصاص لمواجهة رصاص الأمن وتدخله العنيف؟
أعلم أن الحالة الليبية مختلفة .. لا يوجد جيش وطني بل عشائري. ولكن عدم حمل السلاح كان سيوحد كل العشائر وكان سيعجل بسقوط النظام.
حمل السلاح أدرى لانقسام الشارع الليبي وانقسام الدول العربية وتردد الدول الغربية وعدم وضوح الرؤية وتدني شعبية الثورة مقارنة بسابقاتها. والدليل أن المتظاهرين في مصر وتونس كنا نسميهم بالشعب المصري والشعب التونسي أو المتظاهرين أو المحتجين. أما في ليبيا فمعظم وسائل الاعلام تدعوهم بالمعارضة المسلحة أوالمتمردين وهذه كلمة لها مدلولها وتستخدم كثيرا في نزاعات القارة السمراء.
والآن ماذا بعد ؟ هل تعتقدون أن القذافي سيرحل وأن ليبيا ستتحرر وستعم الديمقراطية والسلام؟
القذافي حاصر المعارضة في الشرق. حظر الطيران سيمنعه من التقدم ولكن لن يجبره على التقهقر لأن السبيل الوحيد لهذا هو التدخل البري. أغلب الظن أن سيناريو ساحل العاج سيتكرر .. وهو انقسام ليبيا الى معسكرين مع شبه استقلال لبنغازي والقذافي ألمح الى أنه لا حاجة له ببنغازي. أضف الى هذا العقوبات الدولية التي سيدفع ثمنها غاليا الشعب الليبي.