التكنولوجيا تأكل حياتنا اليومية وتقضي على العلاقات الاجتماعية

[obrigado24]

هل يحتل جهازك المحمول مكاناً على طاولتك عندما تتناولين العشاء؟ هل يتفحص زوجك بريده الإلكتروني قبل أن يقول لك صباح الخير؟ وهل ينام طفلك وهو يحضن جهاز اللاب توب؟ جميع هذه المؤشرات إن كانت موجودة تعني ان الوقت قد حان لتنظيف حياتك من وسائل التكنولوجيا بمختلف أنواعها وطرقها.
وكما هي الحمية الغذائية الصعبة التي تقضي بتقليص حجم وجباتك المعتادة لفترة زمنية قصيرة لقاء الحصول على صحة جيدة، كذلك هو التخلص من التكنولوجيا لفترة من الزمن مقابل الحصول على علاقات اجتماعية ناجحة.

الحمية الغذائية
لكن الحذر واجب، فكما ان اتباع الحمية الغذائية ليس بتلك السهولة، اعتيادك على حياة جديدة خالية من الإنترنت أو التلفزيون أو الكمبيوتر سيكون صعباً، على سبيل المثال سئمت ديان برودناكس، وهي باحثة وعمرها 50 عاماً من طريقة حياة أسرتها المشتتة بسبب التكنولوجيا. فعند المساء تجلس ابنتها تشاهد أحد البرامج على اللاب توب في المطبخ، في حين تجلس ابنتها الثانية على الكمبيوتر وتشغل برامج الدردشة، أما زوجها فتراه جالساً في مكتبه
يتابع عمله، بينما هي تحضر العشاء وتتفحص بريدها الالكتروني، وتقول انه في كثير من الايام يتناول كل واحد عشاءه وهو مسمر خلف شاشته، وتروي بحزن: «تمضي الأيام واحيانا لا نتكلم مع بعضنا البعض».
وفجأة قررت الأم ان تلجأ الى خطة توقف فيها اي استخدام لوسائل تكنولوجيا ترفيهية أو التواصل عبرها لمدة اسبوع كامل، لعلها تنشد بعض الراحة والهدوء وتعيد الامور الى نصابها في عالم خال من تعقيدات العصر.
وبالفعل، منعت الأم عن افراد اسرتها استخدام الوسائل الترفيهه الآلية والايميلات الشخصية والرسائل النصية والفيسبوك والاقراص المدمجة والفيديو عبر الانترنت، وسنحت فقط باستخدام الكمبيوتر للعمل وقضاء الواجبات المدرسية. وتمسكت السيدة برودناكس بفكرتها، وفي الليلة التالية حضرّت لعائلتها عشاءها المفضل المكون من الدجاج والارز ووضعت الشموع على الطاولة.
لكن عندما جلس كل واحد على كرسيه، بدأ الحوار وكأنه متكلف، فالفتيات كانت اجاباتهن مختصرة جداً عند أي سؤال قد يطرحه الوالدان عليهن، وبعد انتهاء هذا العشاء اخذ السيد برودناكس كتاباً ليقرأه، فيما ذهب البعض الى السرير، اما السيدة بروناكس فأجرت بعض المكالمات الهاتفية الخاصة بالعمل.

كسولون وغيورون
من جهة اخرى، غالباً ما تقصينا جميع وسائل الاتصال المستمرة وادواتنا الالكترونية عن التواصل، فالرسائل القصيرة تسبب عدم الفهم، والفيسبوك يجعلنا غيورين، والتلفاز كسولين ومتعبين وربما يشغل الزوجين عن بعضهما البعض ايضا، ففي دراسة ايطالية قبل بضعة اعوام أظهرت ان الازواج الذين لديهم تلفزيون في غرفة نومهم يمارسون الجنس بمعدل يقل عن نصف ما يمارسه الازواج الذين تخلو غرفهم من هذا الجهاز.
من ناحيتهم، يصف بعض المعالجين النفسيين لمراجعيهم وصفات توصي بالتنظيف التكنولوجي من حياتهم، على سبيل المثال، تقول المعالجة المختصة بشؤون الزواج والعائلة
ماونت كيسكو أن التكنولوجيا تشغل العائلة بعضها عن بعض، ولا يمكن مقاومتها، اذ يسهل حملها وتوفر رضى ذاتياً. كما تسهل الهروب اذا كان الشخص يعاني من مشاكل في علاقاته. وتضيف يجب أن توضع التكنولوجيا في قمة سلب أسباب انفصال الأزواج بعضهم عن بعض، الى جانب المال والجنس والأبوة. وتقول انها صادفت أزواجا يتواصلون تقريبا عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني. ولهذا ترى انه من الضروي تنظيف حياة الإنسان من التكنولوجيا بعض الأحيان في الأسبوع.
إلى هذا، ينصح خبراء باستخدام وسائل التكنولوجيا من فيسبوك وتويتر والايميل لإخبار الأصدقاء بأنك لن تكون متواجدا «أوفلاين». وعندما تنظف حياتك تماما، تجنب إهدار وقتك في جعل محرك بحث الإنترنت يقودك من موقع لآخر. اعط نفسك فرصة متابعة شاشة واحدة مثل التلفزيون بدل ان تتابع شاشة كمبيوترك وجهاز الآي فون في الوقت ذاته.

10 مؤشرات تدل على أن التكنولوجيا تؤذيك
1- لا يمكنك تناول وجبة طعامك من دون أن تكون قد فتحت بريدك الإلكتروني أو أرسلت نص رسالة أو تحدثت عبر الهاتف.
2- تتابع أكثر من شاشة واحدة، وتتفحص بريدك الإلكتروني بينما تشاهد التلفاز على سبيل المثال.
3- ترسل بريدا الكترونيا أو نصا بشكل منتظم بدلا من القيام بشيء مستعجل آخر، في وقت تكون فيه برفقة أحد أفراد عائلتك أو شريكك.
4- تنام وبقربك هاتفك النقال، وتتفحص بريدك الإلكتروني أو الرسائل النصية وأنت في السرير.
5- تستخدم جهاز الكمبيوتر وأنت في سريرك.
6- تحصل مجادلة بينك وبين شريكك بسبب استخدام التكنولوجيا.
7- ترسل رسالة نصية أو بريدا الكترونيا وأنت تقود السيارة.
8- تخليت عن الخروج للترفيه.
9- لا تقفل هاتفك المحمول أبدا.
10-عندما تقضي الوقت برفقة العائلة لتناول الطعام تجد أن كل فرد منهمك بمتابعة شاشة مختلفة عن أخرى.

[بسمة محبة]

للأسف هذا هو الحال

بارك الله فيك أخي على التنبيه

جزاك الله كل خير

سلام.