
.. قبل 50 يوما من مونديال إفريقيا، لا يزال الناخب الوطني في رحلة بحث عن لاعبين، بدل مراقبة المنافسين فرديا وجماعيا ،وإعداد الخطط والخطط البديلة، وفق إمكانيات اللاعبين، عكس خصومنا الذين يراقبون كل صغيرة وكبيرة علينا فيسهل عليهم وضع الخطط وكبح جماع محاربي الصحراء. في هذا الوقت العصيب الذي تتهاطل علينا فيه يوميا أنباء عن إصابات وحجّ اللاعبين جماعات الى دوحة الخير، يمنّي الجمهور الرياضي الجزائري بإحداث تغييرات على تشكيلة المنتخب في المناصب، واللاعبين، وعقليتهم، وتجريب بعض الخيارات والخطط لعلها تعطي إضافات وتحدث المفاجأة، وكأني بعاشقي محاربي الصحراء يقولون لشيخ المدربين:
أرجوك يا سعدان، جرّب غزال في نفس المنصب الذي يلعب فيه مع ناديه، خاصة بعد توهجه في هذه المرحلة مع هذا المنصب، فخطورة غزال هي عندما يأتي من الخلف، لما يعتمد على قوته وسرعته.. أرجوك يا سعدان، تخلى عن منصوري الذي أضحى نقطة ضعف الفريق في الوسط بعد نقص لياقته وابتعاده عن المنافسة في ظل تألق لاعبين بإمكاناهم تقديم الأفضل مع عدم إنكارنا لدور قائد الخضر وتضحيته في سبيل المنتخب وتجرعه المرّ في السنوات العجاف الخوالي.. أرجوك يا سعدان ،استعن بنذير بلحاج في الوسط الهجومي على الجناح كما يلعب في بورتسموث لأن عقليته هجومية ودوره الدفاعي متوسط فاستفد من أخطائه أمام مصر.. أرجوك يا سعدان، استعن بلاعب دولي سابق كموسى صايب أو تاسفاوت، ليبقى قريبا منك ومن اللاعبين ،يعطي لك حسّ اللاعب وشعوره، ويقرّب المسافات ويكون لك الناصح الأمين وموجها في الملعب رصين.. أرجوك يا سعدان، لا تشمت فينا أعداءنا الذين سيسلّون سيوفهم ويهاجموننا من جديد ،بل حتى مقالاتهم جاهزة ومحنطة وينتظرون فقط أول تعثر حتى يسبوا شهداءنا ويسخروا من لاعبينا، ولربما نسمع بعدها بفتوى تحريم مشاركة الجزائر في المونديال لأنهم انهزموا، وتحريم مناصرتهم والدعاء لهم.. أرجوك يا سعدان، كن سيدا في قراراتك حكيما في اختياراتك ذكيا في تغييراتك ،فذلك هو مبعث انتصاراتك.. بكل روح رياضية، ما هذه إلا خواطر متيم بفريقه الوطني الذي يتمنى أن يراه ضمن الكبار، لأن الجزائر لا تلد إلا الكبار، فسر يا شيخ المدربين كما عهدناك على بركة الله فالشعب كله يدعو لكم بالتوفيق والنجاح.