السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد نعق بعض الجهال بكلمات وجهوها لبعض الشباب المشحون بالهموم و الغموم و المآسي تلك الكلمات زينوها بعبارات ((وجوب التغيير)) فظن من اتبعهم أنهم على خير و أنّ تغييرهم سيأتي بخير لهذا لا بد من قول هذه الكلمات لله ثم للأمة و تاريخها
أشهد الله أني أبغض جميع الأحزاب السياسية علمانية كانت أو اشتراكية أو شيوعية أو ((المتشبعة بما لم تعط من الإسلام)) و بغضي لهم متوافت توافت الشر الذي ألحقوه بديننا و أمتنا.
و إنّ الناظر لما عليه تلك الأحزاب في بلادنا يجزم يقينا أنها فاشلة و الفشل وصف ذاتي ملازم لها و ليس لتلك الأحزاب هم إلا تحقيق مصالحهم و الوصول لغاياتهم و تسيير البلاد وفق مناهجهم و أفكارهم و توجهاتهم، و قد تناحروا فيما بينهم من أجل السلطة و تطاحنوا عليها فبقروا من أجل ذلك الأمة و قدموها قربانا للسلطة. و لقد استعملوا من أجل تحقيق غاياتهم المشروع و الممنوع من الوسائل ثم هي سنة الحياة و ناموسها أنّ الغلبة تكون للبعض دون الآخرين و التمكين يكون لفئة من بين الفئام. إلا أنه يبقى في قلب المغلوب منهم شرر (( للإطاحة )) بغالبه و لو بعد حين و لا يتخلف عن العمل من أجل تحقيق ذلك ((كلما لاح بين عينيه خيط قد يوصله لذلك))
و لقد أطلق الشباب في بلادنا - حرسها الله - سهم أرادوا به أن يجعلوه فارقا بين الحق و الباطل و الظلم و العدل إلا أن بعض تلك الأحزاب ساير ذلك السهم و قوته و أرادوا ان يجعلوه مطية للوصول لأهدافهم التي((ظلوا ينافحون عقودا و أحقابا دون الوصول إليها))
فاجتمع بعض الرؤوس في تلك الأحزاب من أجل التخطيط لاغتنام هذه الفرصة التي قد يعدم نظيرها فاتفقوا على الدعوة لمظاهرات و مسيرات و جعلوا لها يوما معلوما.
فختلط بذلك الحق الذي دعا إليه الشباب بالباطل الذي تدعوا تلك الأحزاب إليه و غفل الشباب أنهم إذ واقوا الأحزاب في يومهم أن ذلك سيكون دفعا قويا للحزاب و ليس للشباب لأن شر تلك الأحزاب - و الله - لهو أعظم من شر الأحزاب التي هي في السلطة و التغير الذي دعوا إليه و الله لإنه التغيير من السئ للأسوء
فبالله عليك إيها الشاب الجزائري المسلم يا من تغير على دينك و بلدك و أمتك باي عقل و باي دين و بأي قانون تخرج مشاركا في مسيرة دعا إليه سعيد سعدي و من هم على شاكلته و هم و الله الشر المحدق بالأمة و عداوتهم للدين بينة للعامة و هذا الحزب يعرف الصغير و الكبير منا أنه (ابن فرنسا) و لقد رأينا ما كان يفعله أخوه في تونس و شعبها و قبل تونس أنظروا ما فعلته خليدة تومي - الموالية لذلك الحزب و من على شاكلته المتغدية بأصوله و أفكاره - كا فعلته بثقافتنا.
ثم بعد:
هذه بعض الأسئلة التي يجب ان نجيب عليها و نحن صادقون مع أنفسنا و أمتنا قبل الخروج لتلك المسيرات
1- نحن كفرنا بجميع النظام و كل الأحزاب قد اثبتت فشلها لهذا يجب أن نكفر بها جميعا الموالي و المعارضة. فلماذا نوافقهم على يومهم؟؟ أليس من الحكمة أن نخالفهم في يومهم لنبين لهم أنهم هم أيضا منبوذون و قد كفرنا بهم.
2- ندعوا لتغيير النظام و لكن هذه الدعوة لا بد ان تكون مصحوبة ببديل (( متمكن أمكن)) إذ فلا يعقل أن نخرج ندعوا للتغيير ثم إذا غير الرئيس الأشخاص من بقاء النظام على حاله رضينا فهذا و الله هو السفه و الحماقة.
فما من تريد الخروج طلبا للتغيير اذكروا لنا البديل للنظر فيه...و إلا فهل تظن يا من خرجت لمسيرة سعيد و ابن بيتور و غيره أنهم أفضل من بوتفليقة فهيهات هيهات فإن كان بوتفليقة شر عند بعضنا فوالله أولئك أشر..
....................يكمل أن شاء الله