الحب قبل الزواج قد يكون صادقاً لأبعد الحدود ، وكل مقوماته من وفاء وإيثار وتضحية ووله وشوق وعذابات تكون حاضرة مع هذا الحب والذي تؤججه عاطفة ومشاعر جياشة .. تسع العالم وتسع الكون بأسره .. لكن مشكلة هذا الحب خلال هذه المرحلة ( قبل الزواج ) أنها تفتقد للواقعية، بمعنى أن الإنسان المحب قد رسم في مخيلته عالماً غارقاً في الخيال ، مع صورةمثالية لمن أحب ، ويتمنى أن يراها على أرض الواقع ، كما هي في مخيلته .. وبعد أن يتوج هذا " الحب " بالزواج ..تبدأ واقعية الحب تفرض نفسها، وتبدأ رحلة سقوط الأقنعة .. فقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه ..وتبدأ صورة الملاك تهتز ، ويتضح أنه بشر.. وكما أن له محاسن .. له أيضا عيوب .. فتتضح أمور كانت غائبة أو بمعنى أدق " مغيبة " وتستجد معها مواقف .. وذلك لأن حكم العقل في هذه المرحلة هو الغالب وهو المسيطر وهوالذي يدير دفة الحياة .. بينما حكم العاطفة العمياء يتم إقصاؤها والتي بسببها أضاعت كثير من الحقائق .. ولا يعني هذا أن الحب ينتهي بمجرد تملك كل طرف للآخر بل العكس قديزيد وتقوى أواصره إذا تقبل كل طرف الأمور بواقعية، وتقبله بما فيه من عيوب ..طبعاً إذا كانت عيوبه من النوع المعقول والتي تقع من الجميع ..
فأصعب مرحلة هي البدايات .. فإذا تم تجاوزها تكون العلاقة مع مرور الأيام أشد وأقوى وأعمق وهادئة ودافئة ومستقرة .. ولا أقول " فاترة " لأن كثير من مواقف الحياة قادرة أن توقد جذوة هذا الحب وتشعله وتعيده تارة وتارة .. وتحرك زورقه ما بين مد وجزر.. وهذا أجمل ما في عااااااااااااااالم الحب.
بحر جدة