جَلستِ الجدّة تَأكلُ على ذلِك المقعدْ..
عطِشتْ....سألتني شربةَ ماءٍ لها أسكُبْ...
قمتُ مُسرعةً ألبيها...لا أذكرُ...
إن سبقَ لها أن طلبتْ مني طلبْ..
فتحتُ صنبورَ الماء لأملأ كوباً لها..
أستوقفتني ....لا تملأيه كاملاً...
قليلٌ من الماء فقط أشربْ....
صمتٌ برهةَ.... عرفتها عطْشى...
كوبُ ماء ليرويها....آهٍ الآن عرفتُ السببْ...
مريضةٌ هي.....الكِلى لا تعمل....
شربةُ الماءِ عندها تُحتسبْ....
يا قارئ حرفي...كم مرةٍ شكرتَ الله...
على جسدٍ سليمٍ...
على ماءٍ تشرب منه ما تُحبُّ أنْ تشرب...
قلْ ليْ أن حُرمته يوماً بكمْ تشتريه...
بكم من مالِ الدنيا؟!
بِكمْ منَ الجواهِر؟ بِكم من الذهبْ؟!
قلْ ليْ أن حُرمته بِذنبكَ...
هل تستطيعَ يوماً بعده أنْ تُذنبْ...
بِلا لونٍ بلا طعمٍ...
هل عرفتَ أجملَ منه؟
هل ذقتَ ما هو منهُ أطيب؟
الحمد لله...ربٌّ كريمٌ...
الحمد لله على نعمٍ كثيرة...
الحمد له على كُل ما أعطى ووهبْ....