روبرت فيسك: ثورة تونس أرهبت الحكام العرب.. والاستبداد لم ينته

[النيلية]

قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إنه لا يعتقد أن عصر الحكومات الديكتاتورية في بلاد العالم العربي، قد انتهى، مؤكدًا أن الغرب لا يريد قيام ديمقراطية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط وأنه يدعي ذلك فقط
وأكد فيسك ان تلك العلاقة بين الغرب و الديكتاتور المطاح به فطالما تغنى بها الألمان والفرنسيون والبريطانيون ممتدحين "بن علي" بالدكتاتور "الصديق" لأوروبا، والذي يضع الاسلاميين تحت قبضته الحديدية.
وأشار الكاتب البريطاني الشهير، فى مقاله الذي كان بعنوان "الحقيقة القاسية حول تونس"، بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية الاثنين، إلى أن الثورة التونسية، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، ترعب الحكام العرب بما فى ذلك حكام مصر والأردن والسعودية.
وشكك فيسك في إمكانية أن تسفر الثورة التونسية عن ديمقراطية حقيقية لأن حكومة الوحدة الوطنية التي ستتشكل في تونس سيقودها محمد الغنوشي وهو أحد رجال بن علي الذين رافقوه طيلة 20 عاما، ووصف فيسك الغنوشي باليد الأمينة التي سترعى مصالح الغرب وليس مصالح شعبه.




و قال "فيسك"، أن الغرب يريد ديمقراطية فى تونس ولكنه يريدها ديمقراطية مناسبة لمصالحه، ذكرا بما حدث فى الجزائر أوائل تسعينيات القرن الماضى عندما جرت انتخابات حرة هناك، ولكن عندما اتضح أن الإسلاميين قد يفوزون فى الانتخابات، قام الغرب بالمسارعة الى دعم الحكومة التى يساندها الجيش، مما ادى الى نشوب حرب أهلية حصدت أرواح حوالى 150 ألف جزائري.


وأكد أن الغرب عندما يرى شعوبا في المنطقة تصوت في غير مصلحتهم فانهم يقومون بمعاقبته مشيرا الى أن ذلك حدث في قطاع غزة عندما اختار الشعب حماس كما حدث في الجزائر و لبنان.
وقال ان خضوع الحكام العرب للغرب يجعل مهمتهم ووظيفتهم الأساسية هي اخضاع شعوبهم لأوامرهم، والتحكم فيهم، وإحكام السيطرة عليهم ليحبوا الغرب ويكرهوا إيران.




وانتقد " فيسك" موقف الولايات المتحدة، متسائلاً: ماذا كانت تفعل هيلاري كلينتون بينما كانت تونس تحترق؟


و أجاب بأنها كانت تقول لأمراء الخليج "الفاسدين" - حسب قوله - إن عليهم دعم العقوبات ضد ايران، وذلك استعدادا لهجوم جديد على دولة اسلامية أخرى ,غير مكتفية بما ارتكبته الولايات المتحدة وبريطانيا من نكبات في المنطقة مشيرا الى احتلال العراق و أفغانستان.


ووصف الكاتب البريطاني المنطقة العربية بأنها "مختلة وظيفيًا، ومتصلبة، وفاسدة"، مؤكدا ان العالم العربي عاجز تماما عن احداث أي تقدم أو تطور على الساحة السياسية أو الاجتماعية، و استطرد متوقعا أن ما أسماه "فرص خلق ديمقراطية في ظل الفوضى التي تعم الشرق الأوسط" معدومة.


ونوه فيسك الى أن الحكومات العربية قد بدأت في اجراءات لخفض أسعار المواد الأساسية مثل زيت الطعام والخبز لإرضاء شعوبها وامتصاص غضبهم، ولكن السؤال هو



لماذا كانت الأسعار مرتفعة بالأساس؟