وافق بنك المدينة على منحه سلفة ،بشرط أن يفتح المخبزة في قريته المعزولة ، نفذ على مضض. اشتغلت المخبزة ،اقتات منها، أصبح يسدد الأقســــــاط بانتظام، بعد فترة بدأ يتأفف من ناقل الدقيق ، قرر التخلص منه ، اشترى شاحنة صغيرة تفي بالغرض . لم يلبث أن ضاق ذرعا بنوعية الدقيق، أنشأ مطحنة، بعد مدة رأى أن يستغني أصلا عن الاستيراد ، اشترى مزرعة و زودها بالفلاحين و العمال، وبعد أن صار يزود كل القرية بالخبز، و الحليب،و بعض الخضــر و الفواكه، دفعته مجموعة من البنك إلى الترشح للانتخابات، ووجد من يشجعه على عزمه. عند فرز الأصوات بعد منتصف الليل، لم يجــــد إلا صوتـــــه صرخ في عماله:أغلقوا المخبزة و امنعوا الحليب و المواد الأخرى على ناكري المعروف. لم تمت القرية جوعا، لكـــــن في الغد وجــــــد مخبزته و مزرعته مخربتين بسواعــــــد الأطفال و الشبان، كما وصلته عدة دعوات قضائية ، لم يجد بدا من الرجوع إلى المدينة ليعيش فردا مجهولا ولكن آمنا.. آمنا إلى حين.
عبد القادر صيد ليشانة