مقدمة : للإحتجاجات احاصلة هذه الأيام في بلادنا وجوه عديدة و القراءات تختلف حسب زاوية النظر التي يطل منها كل قارئ..و هذه إحدى الزوايا التي تكشف عن أحد وجوه الحدث دون أن تلغي توصيفا آخر أتيح لمن أطل عبر زاوية أخرى ...
قال صديقي -و نحن نتجاذب أطراف الحديث حول هذه الفوضى -: أنا أؤيد هذه الإحتجاجات..
قلت : إنها فوضة عارمة يقودها مراهقون لا يعرفون أهدافها الحقيقية.
قال : و لتكن.. المهم أن الشعب قد سئم غلاء المعيشة..و خرج يطالب بحقوقه..
قلت : المطالبة بالحقوق تتطلب نهضة سلمية مؤطرة من قبل النخبة..
قال : و أين النخبة ؟؟
قلت : همشت و قمعت و شردت..
قال : إذن فلا مناص من الإحتجاج..
قلت : نعم و لكن ليس بهذه الطريقة التي لا تبقي و لا تذر..
إن المتضرر من إحراق المؤسسات و تخريب الممتلكات هو الشعب الذي سيدفع تعويض كل هذا إن آجلا أو عاجلا..
قال : لا بد مما ليس منه بد..
قلت : أين إبنك فلان ؟؟
قال : في البيت..
قلت : لماذا لا ترسله مع هؤلاء المفسدين ليشاركهم في تنفيذ قناعتك..
قال : لا أستطيع ..فأنا أخشى عليه الضرر..
قلت : إذن أنت ممن يحبون أكل الشوك بأفواه الآخرين..و هذه هي سياسة خفافيش الظلام التي تدفع بأبناء الفقراء للحرق و التخريب..و هي جالسة في بيوتها أمام المواقد تعد الملايير المسلوبة ..و تضحك ملء فيها من غباوة هذا الشعب المخدوع في سلطته و حكومته و نخبته..