مفهوم التوسل لاغرابة أن نتوسل به (صلى الله عليه وسلم) أو بغيره من الصالحين إلى الله تعالى فيما تدعونا الضرورة له،وتعوزنا الحاجات إليه،خاصة وأن الله سبحانه وتعالى،شرع لنا ذلك في كتابه،وسن لنا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)هذا في سنته،يقول الله تعالى((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغو إليه الوسيلة.))،ويقول سبحانه وتعالى ((أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه.)) والوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير. والجمع الوسل،و الوسائل والتوسيل والتوسل واحد ،يقال: وسل فلان إلى ربه وسيلة، وتوسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل. ولفظ الوسيلة عام في الآيتين، فهو شامل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين، في الحياة وبعد الممات،وبإتيان الأعمال الصالحة على الوجه المأمور به، وللتوسل بها بعد وقوعها، كما وقع من الثلاثة الذين أووا إلى غار، فسال السيل فألقى على الغار صخرة سدت فمه،فصاروا لا يستطيعون الخروج،وهو في صحيح البخاري وغيره، وفيه أنهم قالوا(يا هؤلاء، انه لاينجيكم مما أنتم فيه إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح ما عملتم، فدعا كل منهم بصالح ما يرجو قبوله من عمله فاستجاب الله تعالى لهم، وفرج عنهم. وكدلك توسل سيدنا آدم بالرسول (صلى الله عليه وسلم)عندما أقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسالك بحق محمد إلا غفري لي ، فقال الله تعالى: يا آدم، كيف عرفت محمد ولم أخلقه ، قال: يا رب إنك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا ((لا إله إلا الله))، فعلمت أنك لم تضف إلى أسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى: صدقت يا آدم انه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ماخلقتك. وهذا الحديث رواه البيهقي والطبراني والحاكم بإسناد قوي وهناك الكثير من الأدلة الدالة على جواز التوسل