نمودج امرأة

[le fugitif]

قال محدثي : تعرفت على زوجتى بولايتها اين كنت اعمل تعرفنا على بعض ونشأت بيننا علاقة كانت تحبني كثيرا دامت علاقتنا شهورا تكللت بالزواج اخذتها الى بيتي في ولاية اخرى وكنت اقيم مع اهلي وكنت ازورهم يومين من كل اسبوع وكان كل شيء جميل وعلى اروع ما يكون لا مشاكل تذكرها لي و لا آلاما تبوح بها ولا تبدي تبرما او تململا وكنت عندما ارحل بها الى اهلها تخبر امها واخوتها انها في امان وسلام ولا ينقصها شيء والحقيقة انها كانت تتألم في صمت وتبكي خفية وتشكو الامها لنفسها فقط كان كل عمل البيت ومتاعبه لها وحدها فقط مرة تهجمت عليها اختى وكادت تضربها وكانت امي تنزع منها المدفئة بحجة عدم تبذير الغاز وتبيت تعانق البرد وكان اخي يجلس على سريرها يشاهد ما جادت به التلفزة وتجلس هي في مطبخها لساعات طويلة بليل حتى يذهب كانت تكتم تلك الالام ولم تبدها لي وحدث ان فصلت من عملي وبقيت عاما من غير عمل كانت تبيع ذهبها خفية ودون علمي وتنفق على البيت ومصاريف الاولاد وكانت سجائري تأتيني وكنت اظن انها من والدي والحقيقة كانت من عندها وصادف ان فتح الله علي بعمل قار امام بيتي وتحسنت احوالي ولكن ياصديقي ان العجب العجاب انها لم تخبرني عن كل ما ذكرت لك الا بعد ان مرت عشرون سنة وسردت علي كل ما لاقته من اذى من اهلي ومن الام واهوال قاستها وما فعلته من بيع لذهبها اثناء محنتى ولم تبدي انزعاجا او طلبت امرا لم استطعه اتدرى يا صديقي لما اخفت عني كل ذلك طوال تلك السنين العجاف حتى لا تكدر صفو حياتي او توغر صدري على اهلي او تفسد المودة بيني وبين اهلها واصل محدثي قائلا: كم كبرت في عيني لما عرفت الحقيقة وكم ازددت لها حبا واعجابا وتقديرا واحتراما لقد اصبحت ستا عظيمة حتى في عين حماتها واصبحت هي سيدة البيت وقد مات حماها وهو راض عنها وكان يقول لم تحدث لنا في البيت فتنه ابدا.