كتبت هذا في حالة غضب و حسرة شديدين

[algerienne142]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
حدث معي موقف جعلني أغضب و أتحسر كثيرا
فلم أجد الا الورقة و القلم لأفرغ ما أشعر به لأن الدموع لم تسعفني آنذاك :
*
*
*
ان حزني لشديد ، و شقائي لعظيم ، أرى المسلمين يغضبون للنصيحة ، أراهم ناقمين علينا لأننا أردنا مصلحتهم ، حقدهم كبير على الذين يأمرونهم بالمعروف و ينهونهم عن المنكر ، و لا يرجون بذلك الا وجه الله تعالى و رضاءه .
و تراهم يتوعدونك بالعقاب من الله و هم من عصوه ، تسمعهم يشتمونك بأقبح الألفاظ لأنك بكل بساطة مسلم تغار على أخيك المسلم ، تلمحهم يلهثون وراء المعاصي لهيث الكلاب وراء بقايا الطعام ،و فضلات البشر .
ترى أن همهم الوحيد اشباع شهواتهم التي لا تدوم قيد شعرة ، تشاهدهم لا هم لهم الا تلبية رغبات نفوسهم و ارضاء أهوائهم ، هوايتهم اصطياد نساء المؤمنين في مياه الجامعات ليصدوهم عن طريق العلم ، و طعامهم حبوب لا تزيد أجسادهم الا ضرارا ، شرابهم خمر يشبع أغواءهم ساعة و يقتلهم ألف ساعة ، بيوتهم أزقة العار ، و ملاهي الليل ، و شقات هتك الأعراض ، و اذا كتبوا ، ما خطت أقلامهم الا رسائل الحب الوهمية ، و سراب ، سراب ما يزعمون أنه البيت السعيد ، قذارة تغزوا قلوبهم ، حجاب لف أفئدتهم حجب عنهم النور ، و ستار غطى أعينهم فأعماها عن رؤية الحق ، جدار قد بني حول عقولهم فلم يميزوا بين الحق و الباطل .
يفعلون ما يشاؤون ، و يرتكبون ما يشتهون بدعوى الحضارة ، و التقدم و الازدهار ، بدعوى الحرية المطلقة .
و الله انها لحرية زائفة قد اقتنعت بها عقولهم الفارغة التي لو بحثت فيها مطولا لن تجد الا تراهات و توافه .
هؤلاء هم شباب اليوم المسلمون ـدون تعميم طبعا ـ هؤلاء من تعول عليهم لاحياء أمجادنا
هؤلاء من بذلنا عمرنا و جهدنا و ضحينا بأغلى ما نملك لتربيتهم تربية صالحة .
هاؤم قد تمردوا و عاثوا في الأرض فسادا عظيما .
قد ذهبت أخلاقهم و تبددت ضمائرهم وراء الغيوم ، فما من شمس تبعث نورها فقد حجبوا أنفسهم عنها .
أين أنتم ؟ أين أنتم يا رجال الأمس ؟ أين أنتم يا من أحيوا الحضارة الاسلامية العريقة ؟
تلاشيتم فتلاشى الرجال ، اختفيتم فاختفى الأمل ، اختفى التفاؤل ، أحلامنا قضيت .
ما من جدوى أن أقول استفيقوا ، فقد قلتها عدد حبات الرمل ، و ما من مستمع . بل كل ما أيدينا أن نربي الجيل الذي بعدهم كما ربى خير الخلق أصحابه و تابعيه ، اخلولق أن يعوض حزننا و يقلب تعاستنا و يأسنا تفاؤلا و أملا .