السلام عليكم
هو ليس سجن (أبو غريب) و لا (غوانتانامو) و لكنه أحد السجون في غرب البلاد
ليس السجان أمريكيا حاقدا و لا كرديا ناقما و لكنه جزائري مثله مثلك
في هذا المكان الموحش الذي لا يعرف وحشته إلا من جربه تحاك ألف قصة و قصة
و كما يقال : يا ما في السجن مظاليم ، فليس كل من في السجن مجرم و لا كل من هو خارجه بريء
من جربه حكى تجربته المريرة و نحن ننقلها كما هي
كانت البداية حين وشى أحدهم به (أعز أصدقائه) إلى الشرطة ، بلغ عنه لتهمة باطلة ، أمسكوا به و اقتادوه إلى المركز و هناك ضرب ضربا مبرحا على الرغم من أن الضرب ممنوع ، و لكن ماذا عساه يفعل الميت في يد غساله ؟
أرادوا أن يحيكوا له تهمة العصر (الإرهاب) و أن يلصقوها به ربما حتى يرتقوا و يتقلدوا النجوم ، ضربوه و ضربوه و لكن لا شيء
أمر الوكيل بحبسه مؤقتا حتى يحاكم ، و دخل السجن و هو ابن الأسرة الكريمة الذي لم يؤذ نملة في حياته ، و هنا بدأت المأساة
السجن مليء عن آخره فهو يحمل أكثر من طاقته بثلاثة أضعاف !! لا مكان للنوم حتى تحت الأسرة محجوزة ، تنام و يداك و رجلاك مثنية فلا مكان لكي تمدها ...هناك سجناء كثر : السارق و المعتدي و المدمن و المهرب ...و أغرب ما في الأمر أن أحد المهربين أدين ب 56 سنة سجنا !!! يعني سيقضي باقي سنوات السجن في القبر.
الطعام عبارة عن شوربة لا تأكل ، صباحا و مساء و الأخير لن يجد شيئا ، بل حتى الطعام الذي يحضره الأهل إلى ذويهم يسرق من قبل الحراس كما حصل مع هذا الأخ .
و السجانون هناك يعاملون السجناء كالحيوانات دفع و ركل و سب ، حتى الماء ينتظرونه بشوق
و كما نرى في الأفلام في السجن يوجد الزعيم و نائبه و هؤلاء يتحكمون في السجناء والويل لمن يعصيهم ، بل حتى الحراس يعملون لهم حسابا و يعاملونهم بتميز .
و بعد أيام من المعاناة تمت محاكمته و أخلي سبيله و عاد إلى حياته العادية و لكن تلك التجربة لاتزال راسخة في ذاكرته
السجن في الجزائر ليس بأفضل حال من السجن في إسرائيل أو غوانتانامو أو أبو غريب ...بل هو أفضع منها حين يكون السجان ابن بلدك و مع هذا يعاملك معاملة لا إنسانية .
اللهم نجنا من ذاك المكان و احفظنا