ما الأخلاق إلا منارة للتقدم والازدهار والزهو ، بل منبع يغرف من مائه الظمآن حتى يــــــروي عطشه ، لأنه أطيب شراب وخير قوت .
إن مهمة المدرسة لا تقتصر على إكســـــــــاب المعرفة فحسب بل هي منبــــــــــر لتنمية الفكر الأخلاقي لدى الطلاب لإكسابهـــم القيم التربوية والأخلاقية ليتسنى لنا بناء الإنسان الصالـــــــح بكل ما للكلمة من معنى ، فيخرج إلى المجتمع كاللؤلؤة بريئا ينصع نورا وأملا لأهله ومجتمعه
ما الطالب إلا أمانة في عنق المعلم بل جوهرة نفيسة لا نقش ولا صورة عليها ، فتسنح له الفرصة للنقش عليه بأبدع سمات الأخــــلاق وأروع الآداب الإنسانية ، وهكذا ينشأ أبناؤنا وينمون متكاملين بين أجنحة الخير والفضيلة وتحت سقف المساواة والمحبة وفي ظـــــــــل الأعراف السليمة .
أما العنف فهو عبارة عن تصــرف وسلــــوك يتضمن إصابة جسدية أو نفسية بالأشخــــاص والممتلكات ، وتكون هذه التصرفات غيـــــــــر طبيعية وغير مرضي عنها من قبل المجتمع .
هناك نوعان من العنف : أما النوع الأول فهو العنف الجسدي ، وهو عندما نستعمل اليدين أو نستعمل أي وسيلة أو أداة نعتــــــــدي بها على الآخرين ، أما النوع الثاني فهو العنف الكلامي ، وهو عندما نستعمل كلمات ولغة تثيرالغضب والسخط والغيرة والاستنكار وبالتالي للاستفزاز وبهذين النوعين يكون الإنسان عـــــــــــدواني وهجومي تجاه الآخرين وتجاه نفسه أيضا .
لا شك أن الانزواء والعزلة تؤدي إلى الإحباط في غالب الأحيان وذلك أقرب إلى العنــــــــف والعداء ، أما عدم الإعتنــــــاء من قبل الأهــل فيؤدي أيضا إلى العنف والهجومية وخـــــاصة عندما ينشأ الطفل في بيت عنيف ، كما أن عدم الإنتماء للعائلة وللمدرسة وللمجتمع ماهو إلا سبب لتنمية العنف ومشجع له ، وخاصة عندما يكون الفرد متنكرا للقيم المتفاهم عليها وعندها يكون من الصعب إقناعه وردعه عن طريقه .
هناك الكثير والعديد من الطرق التي يمكن بها التخفيف من وطأة مظاهر العنف في المجتمع ، ومن أهم هذه الوســـــائل هو تهذيب النفـــس البشرية والعمل باستمـــــــرار على ترويضها لمبادئ التسامح والمحبة والتفاهم ، وذلك يتم عن طريق التوعية والإراشاد وتحسين الظروف البيئية واعطاء الفرص للجميـــــــــــــع بصورة متساوية وتحضير الفرد لمجابهـــــــــة أشكال العنف للتعامل معها بصورة ملائمة .
لكل إنسان هدف يسعى لتحقيقـــه فإن لم ينجح في ذلك يصاب بيأس وإحباط وهذا يـــؤدي إلى العنف بصورة مباشرة لأن النفس البشرية أميل للعنف منه إلى التسامح منذ الـــــولادة ، فعلى الإنسان أن يقف قويا لمجابهة العنف وعليــــه تأهيل نفسه للقضاء على ظواهــــــره ودوافعه على اختلاف أشكالها حتى ولو صغرت ويترتب عليه التروي والتســــــــــامح في علاج الأمور واستخدام المهارات ، بالإضافة إلى إشـــــــراك المدرسة والأهل معا لمعالجة هذه المعضلات .
هناك عدة طرق يمكن بها تطهــــــــــــير البيئة المدرسية من ظواهر العنــــتتــف أو على الأقل التخفيف من وطأتها :
1/ يجب إعداد برنامج علمي مفصـــــل وملائم لمعالجة ظواهر العنف في المدرسة ، ويجب أن يتلاءم هذا البرنامج مع تركيبة طلاب المدرسة وبنيتها وظروفها الخاصة .
2/ كافة الـــــرسالات السماوية تدعوإلى إتباع الآداب السليمة والأخلاق الحميـــــــــدة لاسيما التسامح والصبر والاحترام ، فيجب تثبيت هذه المبادئ الدينية في نفس الطالـــــــــب وتربيته بموجبها .
3/ يجب تقوية وتدعيم روح الثقة عند الطالب بالاضافة إلى دعم روح المبادرة لديـــه وروح الإبداع والنظرإلى الأمام .
4/ يجب وضع دستور واضح ومفهوم لطلاب المدرسة ، يشتركون بتحضيره ويوافقون عليه وذلك بالتنسيق مع الهيئة التدريسية ومع الأهل ومع المسؤولين في المجتمع وذلك تحت كنـــف القيم والمفاهيم والأعراف .
5/ يجب اشراك كافة الجهات التي لهــــا علاقة بالطالب لمعالجة ومجابهة أي ظاهـــرة عنف لاسيما الأهل والإدارة والعاملين في المدرسة .
تعالوا بنا نقوي دعائم التسامح والإحترام فيما بيننا حتى نعيش في كنف مدارسنا كالعائلـــــة الواحدة المتحابة ، تعالوا نقوي وندعـــم روح المحبة والمساواة والثقة المتبادلة فيما بيننا.