وهج التوبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وهج التوبة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-24, 19:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فجر الجزائر
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية فجر الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي وهج التوبة

لماذا تابت هذه المرأة? وكيف تابت?.. قصة عجيبة .. أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها...

جاءت إليه ونار الجوف تستعرُ ودمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً كأنها أشعث أضنى به السفرُ
فراشها السهد، والأحزان كسوتها والبؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جاءت إليه وموج الغمّ ملتطمٌ والنفس لهفى، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ في ساحة الأمن .. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ .. والأحكام عادلةٌ والذنب مغتفرٌ، والعرض مختفرُ
تقدمت والضمير الحيُّ يشحذها لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به فحرقة الجوف لا تبقي ولاتذرُ
فأقبلت ورسول الله في حِلَقٍ من صحبه وفؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ .. أو كالبدر مزدهرا أستغفر الله .. ماذا الشمس والقمرُ؟!
فأفصحت - يالهول الخطب - وانفجرت وطالما هدّها الإطراق والفكرُ
قالت له: يا رسول الله معذرةً ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها وأغضى عن مقالتها وللتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها وأغضى عن مقالتها رحمى .. وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي .. وكوني للجنين تُقى فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ وكافلها تقوى الإله .. فلا سوطٌ ولا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا وعندها سامراها: الهمُّ والسهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ سبحان ربي .. وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا وإنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ ورضا وما لميلادها سعدٌ ولا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ وانقضى أجلٌ وقد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ مثل الأسير انتشى والقيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله: ذا أجلي طال العناء وكسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ ومرحمةٍ والقلب منكسرٌ، والدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد جرت له بالحقوق الآيُ والسورُ
فاسترجعت، ولها آهات محتسبٍ بمهجةٍ غيّرت وجدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ .. ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ ولا خورُ
الله أكبر .. والأذكار سلوتها والبرّ يشهدُ والإخبات والسحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده وليس يعلم ما الدنيا وما القدرُ!!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته والشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو .. ولم تبلغ الأحداث مسمعه جهلاً .. وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي قد ملّني الصبر، والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ أنا الرفيق له .. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت يا للأمومة .. والآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً وللأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت الله أكبر .. ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له ما أنزل الله .. لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت وفي تألمها عتقٌ ومطّهر ُ..
فالعين مسملةٌ .. والخدّ منهشم والشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما وقد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين - والدماء سدى - ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك - والجسد الذاوي يفوح شذى - لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته: تابت وتوبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ فيهم أبو بكرٍ الصدّيق والعمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها ودعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها عطرا، وطبتِ وطاب القبر والمدر
بيّنتِ حكما، وكنتِ للتقى مثلاً وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت لها الربى والنعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ فلم تزل بعدها تعلو وتنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا للتائبين وفيها البرّ والعبر ..
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
ورب ذنبٍ دعا لله صاحبه إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ والموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء .. ألا قوموا إلى الله واستعفوه وابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ ..

رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم) [صحيح الجامع للألباني].








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التوبة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc