اغبى مثل شعبي سمعت به

[فيصل العرب]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الرجلة سرقتها الحجلة

ما هذا المثل وما اصله ومن اين لنا به وقد صار على كل لسان

وقد كثرت الامثلة التي تصب في هذا السياق وتنتقص من قيمة الرجال .

الرجلة سرقتها الحجلة واللي فاتت الرجلة يتبعها بالوشام

لقد ان انعدمت الرجلة ؟اليس هذا المقصود من هذا المثل

ام ان الرجال انعدموا بل قبل ان ندخل في نسبة الرجلة في العالم وفي الجزائر وقبل ان ننظر ونحلل ونعلق على اسباب تدهور الرجلة وماهي الحلول في تطوير الرجلة وهل للعولمة صلة بذلك ام انها مؤامرة غربية تحاك ضدها ومدى انعكاس هاته الازمة غلى المغرب العربي وعلى الوطن العربي

وقبل التطرق الى اثارها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية

وهل ما وقع في ام درمان وفي بنغيلا علاقة بذلك وان ما روجته دكاكين الفتنة لقى وقعه على الرجلة

يجب التعريج على البعد الادبي والنحوي فكلمة الرجلة هي مؤنث لكلمة الرجل هذا ان ضمت الراء اي نقصد بها المراة او انها كراع الماشية هذا ان جزمت الراء فستقولون انها مادة كلمة رجل ولكن على حد علمي فان مادة كلمة الرجل هي الرجولة ضف الى ان الطباق والجناس استعملوا برداءة فكاني بقائل هذا المثل لم يتكبد عناء التفكير والاسقاط اي اهمل اركان المثل الشعبي فليس هناك اي علاقة بين الرجلة والحجلة فلا يصلح المثل ان يكون لا تشبيها ولا استعارة ولا بلاغة بل ان الرجلة والحجلة لا يلتقيان لا في الصفات ولا الافعال ولا اي شيء وذنبهما الوحيد على انهما تشابها في جلة الجيم واللام والتاء .

من الناحية النفسية :فان قائل هذا المثل المصدق له يعاني من فتور وكسل في التفكير محاولا وبياس تبرير فشله كرجل على انه من مستلزمات العصر وان كل ما يعانيه هو نتاج انعدام الرجال وان وجدوا فهم قليل.اذن فهي ليست الى محاولة بائسة على التقاط شتات النفس المقهورة قصور في فهم كلمة الرجولة

اما بالنسبة للمرأة التي ترى انه مثل ينعكس على المجتمع فساقول لكي اهنئي وقر عينا بان الجزائر والعرب مملوؤة بالرجال وبانك لن تعرفي الرجل الى بعد الزواج لان الرجل الحقيقي تابى نفسه ان تخالط ما ليس لها حق به وانكي يا آنستي كل من خالطكي او تحايل عليك ليس برجل لانه لو كان رجل استحيا من ان يرفع ناظريه اليكي فغض البصر من الرجولة فهو يحترمكي ويحترم اخوك وابوك اللذان يغاران عليكي

اما من ناحية الشرع وهو الاهم فان الله قد ذكر الرجال في محمكم تنزيله

:قال تعالى:رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (3 - سورة النور

وقوله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً }الأحزاب23

هؤلاء الرجال حقا الذين ذكرهم الله في محكم تنزيله وليس الرجولة العنجهية والقسوة وسرعة الثوران والبطش وما الى ذلك وما اعتادت عليه اعرافنا.
وهذا ليس اللى راي شخصي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب.
شكرا