'العائلات الجزائرية التي تملك حاسوبا قليلة جدا

[الأمير]

أوضح محمد سعيدي -الأمين العام للجمعية الجزائرية لتكنولوجيا المعلومات، أنه لا بد من تطوير العقليات نحو قبول مزيد من الانفتاح في ميدان تكنولوجيا المعلومات، وتجاوز وضعية المستهلك إلى وضعية المنتج لهذا النوع من التكنولوجيا·

رغم كل التطور الملاحظ في مجال تكنولوجيا المعلومات بالجزائر، إلا أن الواقع والمقارنة مع الدول الأخرى، توضح أن وضعية الجزائر لا يحسد عليها، بحسب محمد سعيدي، الذي يشغل في نفس الوقت منصب مدير عام مؤسسة ''بيغ أنفورماتيك''· وأوضح سعيدي أول أمس خلال استضافته في فضاء المواطنة، أن التقييم العام لتكنولوجيا المعلومات في الجزائر، حسب بعض المعطيات، يخبرنا أن عدد العائلات التي تملك حاسوبا في بيتها جد ضئيل، رغم مشروع ''أسرتيك'' الذي لم يكتمل إلى اليوم· صحيح أن الجزائر تحتل مرتبة مهمة في الوطن العربي من حيث حرية استعمال هذا النوع من التكنولوجيا، إلا أنه ما يزال يوجد عدة عوائق تحول دون التطور الفعال لتكنولوجيا المعلومات·
وذكر محمد سعيدي أن عدد مستعملي الأنترنت مثلا في افريقيا بلغ ثمانية عشر مليون مستخدم، ويوجد في الجزائر مليونا مستعمل، ومائتا ألف منهم من فئة الطلبة، وثمانون بالمائة من استعمال الأنترنت في الجزائر يستخدم لأغراض متعلقة بالرسائل الإلكترونية، كما توجد نسبة معتبرة للذين يستعملونه بغرض التحميل المجاني·

وأضاف ضيف فضاء المواطنة أن تنمية الأنترنت في الجزائر تبقى بحاجة لسياسة واضحة لتطويرها بصفة سريعة· وهي رهينة انعدام الشفافية وعدم تقديم المعلومات· كما أن عدد المواقع في الجزائر والمغرب العربي بحسب سعيدي ضعيف جدا، فلا يوجد سوى حوالي أربعة آلاف موقع· وهو عدد ضعيف جدا مقارنة بما يوجد في العالم، والذي يفوقه بثلاث مرات· ومن عوائق استعمال هذا النوع من التكنولوجيا في الجزائر، حسب سعيدي، ارتفاع سعر الخدمات بعشر مرات مقارنة بأوروبا، لكنه يعتبر سعرا مقبولا مقارنة بعدد من الدول العربية·

واعتبر محمد سعيدي أن الجماعات المحلية في الجزائر مثلا لا بد أن تلجأ لاستعمال الأنترنت بغرض تسهيل عملية خلق الحكومة الإلكترونية، ووجود الاتصال مع المواطنين كخطوة نحو وجود شفافية بين المسؤولين والفئات الشعبية التي بإمكانها الاطلاع على شؤون بلديتها عبر المواقع الإلكترونية، مما يسمح كذلك بخلق ألف وخمسمائة موقع إلكتروني، بالإضافة إلى خلق مناصب شغل· ودعا بالمناسبة إلى ضرورة تقديم تسهيلات للخواص الجزائريين لإنشاء مؤسسات ''هوستينج''، وضرورة التفكير في حل مشكلة ''الإيواء'' وتسيير المواقع الإلكترونية على المستوى المحلي، بغرض تفادي الإيواء لدى المواقع الأجنبية التي تعني تكاليف أكثر ووقتا أطول، واستعمالا أقل ومحدودا للأنترنت·
وبخصوص مسألة ''الهوستينج'' دائما، قال محمد سعيدي ''لا بد من وضع الثقة في العقل الجزائري، ومنح المؤسسات الجزائرية فرصة اختراع البرامج الإلكترونية، ضمن سياسة اجتذاب· كما يجب مساعدة هذه المؤسسات من حيث الضرائب والقروض البنكية· وهو ما بإمكانه أن يؤدي إلى خلق مناصب شغل كثيرة، ويحقق الانتقال من استعمال تكنولوجيا المعلومات إلى منتج لها''·
وقال ضيف فضاء المواطنة إن استعمال الأنترنت في الجزائر، أوجد ثقافة وسلوكيات جديدة، حتى وان اقتصر على استعمال الرسائل الإلكترونية فقط، فانتشر التواصل بين الناس بشكل سريع، ومتوفر· لكن لا بد من أن يرفق هذا التطور بوجود نهضة في استعمال الحاسوب· فالأمية اليوم لم تعد تقاس باللغة فقط، بل باستعمال هذا الجهاز· فالأمي هو من لا يعرف استعمال الحاسوب·
ودعا وزارة التربية والبلديات إلى التفكير في سياسة نشر ثقافة استعمال جهاز الحاسوب، عبر وضع برنامج مدرسي، وخلق مراكز ''تيلي سنتر'' على مستوى البلديات·

عن جريدة الخبر