النفاق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النفاق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-06-09, 18:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11 النفاق

النفاق في حقيقته طاعون عقلي ملعون، وهو موجود على طول التاريخ في حالة مد وجزر، ولكن العجيب هو أمر الناس في هذا العصر. لقد كان المنافق في الماضي حريصاً على التخفي لأنه أول مَن يعرف مدى حقارة ما يفعل. أما اليوم فقد صار النفاق حرفة وتصلد وجه المنافق وانعدم حياؤه وتوجهت صفاقته لدرجة أنه أصبح لامعاً بهذه الصفة، بل وأصبح من المقربين ويحرص الطغاة على ترتيب أمورهما معاً، فهم شركاء في البضاعة.
وأصل كلمة النفاق مرتبط بالنفق، والأنفاق وهي مساحات تحت الأرض يسودها الظلام في أغلب الأحوال ولها أكثر من مخرج يوصل إلى سطح الأرض حيث النور والوضوح. ففي الظلام تُبيت النوايا ويجهز لها الأقنعة المناسبة لتأدية الأدوار المطلوبة ضمن مخططات الفساد والضرار. وفي العصر الحديث توفر للنفاق أكثر من غلاف ناعم أملس مثل السياسة والدبلوماسية والمرونة وتسليك الأمور وتمرير المصالح، وبهذه الأغلفة الملساء يتم زرع وتنمي النفاق في عقول الأبرياء. لا تجد شخصاً يولد منافقاً، بل يولد على الفطرة السليمة السوية، ولكن ما يراه من سلوكيات مَن يعتبرهم كباراً أو قدوة، وما يمر به من تجارب ظالمة يتعرض فيها لظلم أو إكراه أو حرمان أو تمييز وما شابه ذلك، كل ذلك يجعله يحسب أن في النفاق مخرجاً من الأزمات ومدخلاً للمنافع، وقل مَن يدرك ـ بيقين ـ أنه باب المهالك. فالمنافق لا يثبت على مبدأ بل يدور حيثما رأى مصلحته العاجلة.
وفي التعامل مع الناس من مختلف الأعمار يُلاحظ التناسب الطردي بين سن الإنسان وقدرته على النفاق، مما يدل على أن هذا الداء اللعين يستفحل ويتطور مع الوقت حتى يتمكن من العقل، وهذا يعني تلاشي القابلية للشفاء، وتلك كارثة الضياع الأبدي. فالمنافق أول ما يضر يضر نفسه، لأن في داخله أكثر من شخصية تتصارع وتتنازع الأدوار، فكيف يستقيم العقل أو تطمئن النفس لتسكن الجوارح!
تجد الإنسان ما دام بعيداً يتكلم ـ ربما باقتناع ـ عن المثاليات، وعندما ينزل إلى خضم الواقع بمغرياته ومحظوراته يضع (نفسياً) ويظل يتناول عن مثالياته حتى يصبح حاله نقيضاً للمثل التي كان يتحدث عنها حين كان ((على ا لبر)). ويندر أن تجد صاحب العزيمة الذي يتمسك بالقيم والمبادئ التي ينادي بها، لأن ذلك يتوقف على درجة إيمانه بما كان يقول.أما مَن يغرق في التنازلات فقد كان إيمانه ناقصاً بما تلقنه. فتبدل مبادئ الشخص الواحد بتغير مواقعه دليل على عدم رسوخ إيمانه بتلك المبادئ. وجدير بالذكر أن الإيمان لا يتساوى بكل المبادئ عند الشخص الواحد، فيمكن أن يكون الشخص راسخ الإيمان بمبدأ ومهزوز الإيمان بمبدأ آخر.
وإذا كانت أسباب النفاق معروفة عند الضعفاء وأصحاب الحاجات من البسطاء، فكيف تقبل ممن يدعون حمل أمانة الفكر والكلمة والقلم! عجيب أن ترى الكاتب قد شاب وشاخ وما زال يلف ويدور وينفخ في أنصاف الحقائق مقلصاً الأنصاف المقابلة، فتظهر الأمور في شكل محرف ومشوه ويتكرر عرها بتلك الصورة حتى يحسب غير المدقق ـ وما أكثر هذا الصنف ـ أن الأمور هكذا فيقبلها وشيئاً فشيئاً يصير عقله مشوهاً، أو قل مشوش الفكر أو في حيرة من أمره.
ولقد ترسخ النفاق في النفوس وتطور لدرجة أنه شكل فيها فواصل جامدة فأصبح الإنسان بأكثر من شخصية وفي داخله تناقضات تقتسم النفس لحساب مراكز القوى الفكرية والمصالح الدنيوية. وترى الشخص في بيته وماله يتصرف بدقة وحرص وحساب ونظام ونظافة ... الخ، وفي المال العام والأماكن العامة يتصرف عكس ذلك تماماً دون أن ينكر الانقلاب الذي يحدث في تصرفاته بين ساعة وأخرى!









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc