: وهو استجابة لاهتزازات الجسم الذي يصدر عنه الصوت. والمسموعات نوعان: ضجيج
وهو يحدث عن أمواج غير منتظمة، وصوت و ينتج عن أمواج منتظمة
.
البصر
: هو استجابة للموجات الضوئية التي تتأثر بها العين البشرية التي تتراوح ما بين 360 و
760
ميليمكرون؛ والبصر يعتبر وسيلة لإدراك الأشكال والألوان ولذلك فو أساسي في المعرفة لأنه
يتم عن بعد
.
النتيجة
:
تعريف الإحساس
: "ظاهرة نفسية عضوية تتولد من تأثر أحد أعضاء الحس لدى الكائن الحي
بحيث يتغير مصدر شعوره و اتجاه سلوكه
". أو "هو
ظاهرة نفسية أولية تعقب انتقال الأثر العصبي من الأعصاب إلى المراكز الحسية
".
تفسير الإحساس
: -II
أنت الآن في بيتك و بين إخوتك حيث تسود درجة حرارة واحدة
. لكن بعضكم قد يشعر بجو معتدل
و البعض الآخر يشعر بالبرودة
. كيف تفسر ذلك؟ فهل الإحساس يتوقف فقط على وجود عوامل
موضوعية
( أي فيزيائية و فيزيولوجية) أم على عوامل ذاتية نفسية؟
-
1 العوامل الفيزيائية :
و هي تحدد الإحساس كاستجابة بالمؤثرات الخارجية
.
أ
- العتبة المطلقة : إن المؤثر لا يحدث إحساسا لدى الكائن الحي إلا إذا بلغ درجة معينة من
الشدة
.
ب
- العتبة الفارقة : لكي يتم الإحساس بزيادة المثير، يجب أن يبلغ هذا الأخير درجة معينة من
الشدة
. مثلا : إذا كنت تحمل جسما يزن 10 كلغ، فلا تشعر بزيادة الثقل إذا زدنا 10 غرامات، بل
ينبغي أن يبلغ المثير درجة معينة حتى تشعر بالزيادة
.
-
2 العوامل الفيزيولوجية :
أ
- المؤثرات المختلفة التي تنبه حاسة واحدة تؤدي إلى إحساسين من نفس النوع. أي إذا تغير المنبه
و لم تتغير الحاسة
(العضو) لم يتغير الإحساس. فاللطمة و موج النور (منبهان مختلفان)، إذا نبها العين
(
عضو واحد) أحدث ذلك رؤية ضوء.
ب
- إذا نبه المؤثر الواحد حاستين مختلفتين أدى ذلك إلى إحساسين مختلفين. فالتيار الكهربائي إذا نبه
الأذن أحدث سمعا و إذا نبه العين أحدث بصرا
.
إذن فالإحساس تابع للأعضاء أي للشروط الفيزيولوجية
.
-
3 العوامل النفسية :
أ
- إن الإحساسات يؤثر بعضها في البعض فتزيد شدتها أو تنقص. فإذا كنت مركزا انتباهك على
مقابلة في كرة القدم، فقد لا تسمع صوت شخص يناديك
.
ب
- الإحساسات المتتابعة: إن شدة الإحساس اللاحق تابعة لشدة الإحساس السابق. فإذا كنت في
غرفة شديدة الحرارة، و خرجت إلى الساحة حيث يسود جو معتدل، فإنك قد تشعر ببرودة
.
ج
- عامل الاختلاط : إذا وقعت إحساسات عديدة في نفس الوقت فهي لا تبقى منفردة بل تختلط
لتؤلف إحساسا من نوع خاص، كآلات الجوق الموسيقي التي تحدث صوتا من نوع خاص
.
النتيجة
: إن تفسير أي إحساس يقتضي إشراك عدة عوامل منها ما هو فيزيائي و كيميائي و
فيزيولوجي و نفسي
.
من الإحساس إلى الإدراك
:
إن الإحساسات هي مجرد استجابات تحدث صورا حسية حسب نوعية المؤثر، لكنها لا تتضمن أي
معنى لحقيقة الشيء الذي نحس به
. فعندما تلتقى
الإحساسات التي تتم على مستوى القشرة الدماغية ، و تتم الاستجابة الحسية، يأتي دور الإدراك حيث
تترجم الإحساسات إلى مدركات من خلال معرفتنا
و خبرتنا
...
إن رؤيتك للون الأخضر هو مجرد إحساس، لكن فهمك لدلالته هو إدراك،
و أنت هنا لجأت إلى معرفتك و خبرتك السابقة لإدراك معناه
. و هكذا فالإدراك وظيفة نفسية معقدة و
أسمى من الإحساس الذي يبقى مشتركا بين الإنسان و الحيوان
.
الإدراك قائلا
: " الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة Laland و لذلك فقد عرف لالاند
مباشرة و يكملها بصور وذكريات و يبعد عنها بقدر الإمكان طابعها الانفعالي أو الحركي مقابلا نفسه
بشيء يراه بصورة عفوية متميزا عنه و واقعيا و معروفا لديه في الآونة الراهنة
."
إدراك المكان
: -I
إن المكان نوعان
: - مكان رياضي عبارة عن وسط متجانس ، بدون حدود، غير متناه، كمي...(
والمقصود به المكان الهندسي
).
-
مكان مشخص، متحقق حسيا، متنوع و متناه، غير متجانس، له سمك...هذا
المكان هو الذي تدركه حواسنا و هو موضوع بحثنا هنا
.
أيها الدارس
...
أنظر إلى الساحة التي أمامك
.. ترى أشياء كثيرة بعضها فوق بعض أو تحته أو على يمينه أو على
يساره، و ترى أجسام متفاوتة، و أشكال متباينة،
و ألوان مختلفة، بعضها بعيد و الآخر قريب، ذات اتجاهات و وضعيات
..
يقصد بإدراك المكان إذن
: " إدراك مواقع الأجسام و اتجاهاتها و المسافات الفاصلة بينها و أبعادها و
حركاتها و أشكالها
."
لكن إدراك المكان يطرح أمامنا مشكلة عويصة
: إن هذه الأشياء التي ندركها تملك امتدادا في
المكان أي أنها ممتدة ذات طول عرض و ارتفاع
. ثم أننا عندما ندركها ، فهي لا تدخل في ذاتنا (أي
نفسنا المدركة
)، و هذا يعني أن الشيء المدرك ممتد، بينما الذات التي تدركه غير ممتدة . فكيف يمكن
للذات
- التي هي غير ممتدة- أن تدرك المكان الممتد ؟ هل الامتداد صفة محايثة للأشياء الخارجية أم
أنه مجرد فكرة عقلية لا غير؟
فإذا قلنا أن الامتداد صفة محايثة للأشياء المدركة ، فهذا يعني أن خصائص الأشياء الخارجية و
علاقاتها
– أي العوامل الموضوعية – هي التي تتحكم في عملية الإدراك. و بالتالي فعندما نحس
بالشيء، فنحن لا نحتاج إلى تدخل الفكر لكي ندركه، بل عندما يقع الإحساس يقع الإدراك، فلا فرق
بينهما إذن
.
أما إذا قلنا أن الامتداد فكرة عقلية، فهذا يعني أنه عندما يقع الإحساس يكون خاليا من أي معنى و
بالتالي فحتى ندرك الأشياء في المكان بمختلف أبعادها، ينبغي تدخل العقل و الخبرة السابقة و بالتالي
فالعوامل الذاتية هي التي تتحكم في عملية الإدراك الذي يصبح متميزا عن الإحساس
.
و لذلك هناك عدة نظريات تحاول الإجابة على هذه المشكلة
:
-
1 النظرية الذهنية (العقلية) : و هي ترى أن إدراك المكان فعل ذهني
و ليس معطى مع الأشياء المدركة
.
يميز ديكارت بين الأفكار التي هي أحوال ذاتية غير ممتدة ، و بين الأشياء
: Descartes أ- ديكارتالمادية التي هي امتدادات خارجية.
و ما دام الإحساس حالة غير ممتدة فهو لا يستطيع أن يعرفنا بالممتد
. إن إدراك الأشياء الممتدة إنما
يكون بواسطة حكم عقلي يعطي للأشياء صفاتها و كيفياتها
.
و الدليل على ذلك أن ما دامت الموجات الضوئية تصطدم بالعين أثناء الإحساس البصري ،
فالمفروض أن ندرك الأشياء أمام أعيننا أو داخلها
. لكننا ندركها بعيدة. إذن إدراك البعد فعل عقلي و
حكم نصدره على الأشياء عن طريق المقابلة بين أبعادها الظاهرية
.
إن إدراك المسافات ليس فطريا بل هو راجع للتجربة، فالأعمى الذي
: Berckley : ب- باركليتعود له الرؤية فجأة سيرى الأشياء تصطدم بعينيه لأنه لا يملك تجربة سابقة عن المسافة. قال باركلي :
"
إن تقدير مسافة الأشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكم مستند إلى التجربة".
نحن لا ندرك الأشياء كما تعطيها حواسنا بل كما يؤولها عقلنا
. و قد ذكر آلان مثال : Alain ج- آلانالمكعب : فالمكعب الحقيقي يملك 6 أوجه و 12 أضلع. لكنك عند رؤيتك له ، فأنت لا ترى سوى 3
أوجه و
9 أضلاع، فكيف تحكم عليه بأنه مكعب إذن ؟ لا شك أنك استندت إلى تذكرك فاستنتجت بأنه
مكعب
. قال آلان :"الشيء يدرك و لا يحس به."
يمكن تلخيص موقف النظرية الذهنية في فكرتين أساسيتين هما
:
-
يوجد فرق بين الإحساس و الإدراك الذي هو وظيفة معقدة تنطوي على إحساسات مختلفة و
عمليات عقلية معقدة
.
-
الإدراك تابع لعوامل عقلية ذاتية كالتذكر و التأويل و التخيل...
*
نقد: غير أن هذه النظرية تعرضت لانتقادات من قبل بعض المدارس الحديثة منها النظرية الألمانية
الشكلية التي ترى أن الإدراك ليس مجموعة إحساسات جزئية، و لا تأليفا بينها ، لأنه كامل منذ الوهلة
الأولى
. ذلك أن الشيء المدرك هو ذاته مقدم إلينا في أعماقه الخاصة و بالتالي فالعقل لا يضيف أي
شيء كما يدعي الذهنيون و إلا كيف نفسر صغار الدجاج الذين يحسنون تقدير البعد بينهم و بين حبة
القمح التي يلتقطونها و هم لا يملكون عقلا
.
تعني
: شكل. و من GESTALT -2 النظرية الشكلية (الجشطالتية): و هي مدرسة نفسية ألمانية. كلمة
زعماء هذه النظرية
:(فيرتيمر، كوفكا، كوهلر في ألمانيا، وبول قيوم في فرنسا)
لا يوجد فرق بين الإحساس والإدراك
: " الإدراك ليس مجموعة إحساسات، بل كل إحساس هو
منذ الوهلة الأولى إدراك كلي