![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() يا ساكناتِ البحرِ في قرطاجةَ
جفّ الشّذا، وتفرّق الأصحابُ. أين اللواتي حبّهنّ عبادةٌ وبعدهنّ وقربهنّ عذابُ؟ اللابساتُ قصائدي ومدامعي عاتبتهنّ.. فما أفاد عتابُ. وأحببتهنّ وهنّ ما أحببنني وصدّقتهن، ووعدهنّ كِذابُ. بدأ الزِفاف، فمن تكون مضيفتي هذا المساء؟ ومن هو العرّاب؟ أأنا مُغنّيَ القصر يا قرطاجةُ؟ كيف الحضور وما عليّ ثيابُ؟ ماذا أقول؟ فمن يفتّش عن فمي؟ والمفردات حجارةٌ وترابُ. فمآدبُ عربيّةٌ.. وقصائدُ همزيّةٌ.. ووسائدُ وحِبابُ. لا الكأس يُنسينا مَساحة حزننا يوماً، ولا كلُّ الشراب شرابُ. من أين يأتي الشعر يا قرطاجة؟ ومحمّـدٌ مات، وعادتِ الأنصابُ. من أين يأتي الشعر، حين نهارنا قمعٌ.. ومساؤنا إرهابُ؟ سرقوا أصابعنا، وعطر حروفنا، فبأي شيء يكتب الكتّابُ؟ والحُكمُ شرطيٌّ يسير وراءنا سرّاً.. فنكهة خبرنا استجوابُ. من أين أدخلُ في القصيدة يا تُرى؟ وحدائقُ الشعر الجميل خــرابُ. فمن الخليج إلى المحيط قبائلُ بَطَرَتْ، فلا فـكرٌ ولا آدابُ. هل في العيون التونُسيّةِ شاطئٌ ترتاح فوق رماله الأعصابُ؟ أنا يا صديقةُ متعبٌ بعروبتي فهلِ العروبة لعنةٌ وعِقابُ؟ أمشي على ورق الخريطة خائفاً فعلى الخريطة كلّنا أغرابُ. أتكلّم الفُصحى أمام عشيرتي وأعيد، لكن ما هناك جــوابُ. لولا العباءاتُ التي التفّـوا بها ما كنت أحسَب أنهم أعرابُ. يتقاتلون على بقايا تمرةٍ فخناجرُ مرفوعةٌ وحِـرابُ. قُبُلاتُهم عربيّةٌ.. من ذا رأى فيما رأى قُبَلاً لها أنيابُ؟ يا تونُس الخضراءَ: كأسي علقمٌ أَعَلَى الهزيمةِ تُشرَب الأنخابُ؟ وخريطة الوطن الكبير فضيحةٌ فحواجزُ.. ومخافرُ.. وكـلابُ. والعالم العربيّ إما نعجـة مذبوحةٌ أو حاكمٌ قصّابُ. والعالم العربيّ يرهن سيفه فحكاية الشرف الرفيع ســرابُ. والناس، قبل النِفط أو من بعده، مستنزَفون: فسادةٌ.. و.. دوابُّ. بحريّةَ العينين يا قرطاجةَ شاخ الزمان، وأنتِ بعدُ شبابُ. لا تعذليني إن كشفت مواجعي وجه الحقيقة ما عليه نِقابُ. فتحملّي غضبيَ الجميل، فربّما ثارت على أمر السماء هضابُ. فإذا صرخت في وجه من أحببتُهم فلكي يعيــشَ الحبُّ والأحبابُ. وإذا قسوت على العروبة مرّةً فلقد تضيق بكُحلها الأهدابُ. فلربّما تجد العروبةُ نفسَها ويُضيءُ في قلب الظلام شـهابُ. نزار قباني.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() شكرا اخى
بارك الله قيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() بارك الله فيكما
ولكما مني السلام والاحترام |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
متعة, بعروبتي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc