السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كمقدمة لكلامي لا اريد الخوض في اي كلام و لا عن آخر مباراة للمنتخب
ولا عن ملحمة أم درمان .. ولا عن الياذتنا امام ساحل العاج
**************************
يقول الله تعالى:
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل : 40]
الاية الكريمة تبين عظمة رب العالمين في كل شيء فان اراد شيئا فانه سيكون لا محالة و بدون اي نقاش او تفسير او تعليل او تبرير
لكن ما يهمنا و رغم قدرة رب العالمين اللامتناهية "سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم" الا انه دوما يعطينا دروسا
كبيرة في الحياة .. فخلق السماوات و الارض لم يكن في لمح البصر بل كان تدرجا منظما خلال 6 ايام متكاملة
فيها بيان لبني آدم أن الحياة نظام و كل شيء يسير وفق منظومة معينة لبلوغ اهداف معينة!!
و نظام "كن فيكون" ليس الا لله عز و جل جلاله
******************
ان الاسقاط الذي أريد ان اقيمه هو علاقتنا بالحكمة الموردة أعلاه ..
فان عدنا الى التاريخ القريب او البعيد لكرتنا الجزائرية خاصة في العشرية الاخيرة فاننا لا نجد برنامجا مسيرا و منظما يجعلنا
نكتسب فريقا .. بل ان اكتسابنا لفريق "مونديالي" جاء من العدم .. لم يجرؤ اي منا ان يتساءل:
كيف حققنا هذا الفريق؟؟
ان الفرق بين التنظيم و بين التعصب لتجسيد الافكار لمصلحة ما لهو اللغز بعينه ..
الكل يدرك ما تعانيه الامة من تقهقر .. سواء على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي او الرياضي ..
لكن سرعان ما اقصيت كل المشاكل و "حطت علينا هبة من مجموعة لا ندريها" جعلتنا نملك فريقا ما شاء الله
تبارك الله ..
ببساطة عاكسنا قانون الحياة و سرنا وفق منظومة "كن فيكون" .. فكونا فريقا .. و صنعنا انجازا و اي انجاز
انه التأهل للمونديال!! لكن ماذا بعد المونديال؟؟
ان اي فكرة في الدنيا لا بد لها من تسيير محكم و استراتيجية تنقسم لثلاثة اقسام:
* استراتيجية على المدى القريب
* استراتيجية على المدى المتوسط
* استراتيجية على المدى البعيد
ان عدنا الى ما حصل و يحصل للفريق فاننا لا نجد ايا من هته الاستراتيجيات و التخطيطات
بل دخلنا بمنطق "الكل امامكم، الكل خلفكم" بينما كرتنا المحلية تعاني الحضيض
و الفرق كبير بين ما كنا نلحظه في المنتخب من احتراف و بين ما كنا نلحظه على انديتنا من انحراف
لعل ان دوام الحال من المحال .. لكن القاعدة تقصر و تطول حسب تنظيمنا
فان كان تنظيمنا محكما وفق معايير محددة فان وصولنا لقمة الهرم كان ليتخذ وقتا أطول و كان بقاؤنا على قمة الهرم
سيستلزم وقتا أطول.. و سقوطنا كان لا بد له من وقت أطول
لكن في حالتنا كل شيء جاء دفعة واحدة .. ظهور .. صعود .. "لا بقاء على القمة" .. ثم انحدار هائل
و سقوط على الرأس .. سرنا بشكل منحني متصاعد ثم انحداري تام
لنعد الى سؤالنا: هل فعلا نملك فريقا؟؟
هل فعلا نسير وفق تنظيم معين؟
هل ترى ان ما يحصل حاليا هو نتاج لسوء التخطيط و التسيير؟
أم أن هناك اسباب أخرى !! ما هي ؟؟
دمتم بود