.
قال الجرجاني :" الاحساس ادراك الشيء باحدى الحواس فان كان الاحساس للحس الظاهر فهو المشاهدات(الإدراك المجرد) و ان كان للحس الباطن فهو الوجدانيات " و قال التهانوي :" الاحساس هو قسم من الادراك و هو ادراك الشيء الموجود في المادة الحاضرة عند المدرك مكنوفة ـ ملتبسة ـ بهيئات مخصوصة من الاين و الكيف و الكم و الوضع و غيرها ، فلابد له من ثلاثة اشياء حضور المادة و اكتناف الهيئات و كون المدرك جزئيا و الحاصل ان الاحساس ادراك الشيئ بالحواس الظاهرة على ما تدل عليه الشروط المدكورة "
و يعرفه ركس نايت و مرجريت نايت في كتابهما المدخل الى علم النفس الحديث "الاحساس هو ما يتكون لدينا من خبرة نتيجة تنبه الخلايا العصبية الكائنة في احدى مناطق الدماغ الحسية ."
الإحساس بين البساطة و التركيب و بين التعدد و الوحدة .
الاحساس يكون بسيط أي لا يحتاج الى بدل مجهود فكري اذ بمجرد انتقال المثير عبر الحواس يحدث الإحساس به . لكن في بعض الحالات نلاحظ ان الاحساس يستدعي تداخل كل الحواس من رؤية, الى الشم الى الذوق و اللمس ، فهل يتعارض هذا مع حكمنا ببساطة الاحساس ؟ ثم اين البساطة عندما نعلم ان الاحساس لا يحدث الا توفرت شروطه من مثير و عضو حس و اعصاب موردة و مراكز عصبية ؟
يمكن تجاوز هذا الاشكال اذا نظرنا الى هذه المراحل كعملية إجرائية يتطلبها الإحساس و تحدث بشكل سريع و تلقائي لا اثر فيه للعمليات العقلية العليا . لكن ولغرض فهم ظاهرة الاحساس نقوم بتقسم العملية الى مراحل ، توحي بكون الاحساس معقد ،ومع ذلك يمكن القول ان الاحساس عملية بسيطة غير معقدة تلقائية و سريعة لكنها تتطلب عوامل موضوعية تسمح لنا بالقول انه بسيط و مركب في نفس الوقت .
لكنهل الاحساس هو احساس واحد مند البداية ام هو مجموعة من الاحساسات بعضها تنقله العين و الاخر الانف وبعضها اللسان و اللمس ؟ بمعنى اذا اعتبرنا الاحساس بسيط و مركب معا هل يمكن اعتباره واحد و متعدد في نفس الوقت ؟
ان الإحساس يكون متنوع بتنوع مسالك الاحساس، لكن يبقى المثير واحد في النهاية لان هذه الحواس تتفاعل لتنقل لنا الموضوع من زاوية معينة .ومنه ان الاحساس واحد متنوع في نفس الوقت ، و بسيط ومركب معا.