السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم أن ننزل النّاس منازلهم.
و بعد:
لقد تكلم بعض الناس في تصنيف الناس و أخلطوا في ذلك بين الظن و اليقين، و العلم و الجهل، و بين ما يتفاضل فيه الناس مما يتساوون فيه، و صرخوا بما سنّ محدثا و تنكروا لما عرف عرفا و شرعا، فقد قال ربنا عزّ و جلّ (و ربّك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة) و فسرت هذه الأية بما كان عليه الأنبياء و النبيّ صلى الله عليه و على آله و سلم و صحبه فمن بعده، فالله قد فاضل بين الأنبياء و رفع بعضهم فوق بعض، و فاضل بين أتباعهم و رفع بعضهم فوق بعض، فجعل أولي العزم من الرسل أفضل الأنبياء و الرسل، و فضل من أولي العزم الخليلين و فضل منهما محمّد صلى الله عليه و على آله و سلمّ، و فاضل بين أتباء الأنبياء و الرسل فجعل صحابة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلّم أفضل البشر بعد الأنبياء، و فضل من الصحابة رضوان الله عليهم الخلفاء و من الخلفاء العمرين و منهما الصديق الأكبر و جعل أصحاب بدر أفضل الصحب و المهاجرين أفضل من الأنصار و من اسلم قبل الفتح أفضل ممن أسلم بعده و هكذا في أمور أخرى يتفاضل فيها الصحابة رضي الله عنهم و الذي يهمنا من ذلك أن من اسلم و جاهد و حسن أسلامه من قبل ليس كمن فعل ذلك من بعد و الذين اسلموا يوم كان الإسلام ضعيفا محاصرا في مكة و هاجروا الهجرتين ليسوا كمن اسلم في المدينة فكيف بمن اسلم بعد الفتح
فقد فضل المهاجرين عن الأنصار بحق السبق و الهجرة مع أنهم كلهم قد جاهدوا و لم يكن جهادا في مكة إلا بعد الهجرة فالمهاجرين قد تساووا مع الأنصار في الجهاد و لكن فضل المهاجرين منهم بحق الأسبقية للإسلام و خدمته و الصبر فيه و الهجرة..
و كان نبينا عليه الصلاة و السلام يفاضل بين الشهداء بحق الأسبقية و القدم فكان يدفنهم و يقدم أعلمهم بكتاب الله ثم سنة رسول الله فاذا استوا في ذلك قدم من أسلم أولا على من اسلم بعده
فهذا هدي نبيا عليه الصلاة و السلام في بيان تصنيف الناس و إنزالهم منازلهم و أن من كانت له الأسبقية إلى الخير و الفضل و فهو خير مما جاء بعده و لو استوا و تساووا في الخير و الصلاح و خدمة الإسلام إلا أنه الأسبق يبقى أفضل ممن جاء بعده بفضل الأسبقة
و خص أهل بدر بـــ (اعموا ما شئتم فقد غفرت لكم) لأنهم جاهدوا و صبروا و الإسلام غريبا ضعيفا و لم يخص من جاهد بعض بدر بذلك
ثم بعد هذا البيان اليسير لطرف من هدي النبي البشير وجب لمن أراد أن يصنف الناس في الواقع أو المنتديات ان يراعي كل الجوانب التي رعاها الشرع و لا يهمل جانبا و ينعق إلا بما سن محدثا فحسب. فالذين خدموا الدول و الشعوب من قبل ليسوا كم خدموها من بعد و كذكلك من خدم منتدى -اعملته نكرة ليعم - يوم كان غريبا بين المنتديات ثم صارت له شوكة و صوتا بينهم ليس كمن خدمها بعد ذلك
و لست أريد احداث فرقة و انما بيان حق لأخوان لنا غفل عنه البعض و سودوا المواضيع التي بحق للتفرقة
و كتبه أبو الهيثم صالح ضحى يوم الجمعة....
و السلام عليكم