منافع الصوم الروحية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > أرشيف قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

منافع الصوم الروحية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-26, 18:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حمو مجدوب
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية حمو مجدوب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي منافع الصوم الروحية

طالب الإسلام والديانات الأخرى بالصيام كجزء من عقيدة المؤمن، لكن أياً منها لم تنف وجود آثار صحية ونفسية وروحية مفيدة للصيام تختلف من عقيدة لأخرى ومن شخص لآخر.

والحقيقة أن أصل كلمة الصيام ومعناها اللغوي يتجاوز في جميع اللغات خاصة القديمة منها معنى الانقطاع عن ممارسة أمور معينة، وخصوصاُ الانقطاع الجزئي أو الكلي عن الطعام والشراب لفترة أو فترات قصيرة أو طويلة. فكلمة صوم Sawmالعربية ذات الأصل السرياني لا تعني الانقطاع عن الطعام والشراب فقط بل هي عملية عبادة ذات أبعاد دينية وروحية ونفسية واجتماعية وصحية في أن واحد، وكلمة Fastالإنجليزية

أصلها Fæstenالتي تعني "السيطرة القوية على الذات". وتعني الكلمة العبرية المعبرة عن الصوم في العهد القديم Tsomمن الناحية اللغوية "إغلاق الفم"، وفي هذا تعبير عن أهداف كثيرة للصوم. بينما يعبر عن الصوم في العهد الجديد كلمة يونانية تلفظ Nace-ty-ooوتعني الانقطاع عن الطعام. ويعتقد أن الانقطاع عن الطعام يساعد غالباً على التفكير بشكل أفضل والاستماع بشكل أفضل والشعور بشكل أفضل في جميع نواحي الحياة.

وتستخدم الديانات السماوية وغيرها الصوم كعملية إشفاء للتنقية الروحية والقرب من الله، بجانب آثاره الصحية. فآثار الصوم تتجاوز التأثير على الجسد إلى التأثير على العقل والعاطفة والذات الروحية أو النفس. لكن ذلك يختلف من مجتمع إلى آخر، كما يتعلق بطبيعة الصوم وبقوة الاعتقاد بالأثر المفيد للصوم.

سنستعرض هنا أهم الفوائد الدينية والنفسية والروحية والذهنية والاجتماعية التي يقدمها لنا صيام شهر رمضان. وغني عن البيان أن إيمان المسلم بهذه العبادة والتزامه بشروطها عن حماس ورغبة يوفر له الاستفادة القصوى من هذه الآثار، ويخفف عنه وقع ومصاعب الصيام خصوصاً في الصيف. وبالعكس فإن عدم الاقتناع الكامل بصيام رمضان وعدم تطبيق متطلباته الدينية والاجتماعية والروحية بشكل مناسب والتأفف من صعوباته، يضيع عليه معظم هذه الفوائد ويشعره بأن شهر رمضان فترة صعبة وقاسية لا يريد إلا انتهاءها.

1. رمضان شهر التقوى:

تشمل كلمة التقوى معان كثيرة منها الخوف من الله والعبودية المطلقة له وتطبيق أوامره وآياته والشعور والقبول بما وهبه الله من هبات ونعم لا تحصى وشكره على ذلك وتحضير النفس لليوم الآخر. والتقوى أيضاً هي الانضباط الذاتي وضبط النفس والسيطرة على الذات والتربية الذاتية والتقييم الذاتي، في الحياة الخاصة عندما يخلو الإنسان إلى ذاته وفي الحياة العامة أو الاجتماعية. والصوم من أقوى الأدوات التي تمكن المسلم من بلوغ درجات عالية من التقوى ومن تذكر عناصر التقوى ومعانيها السابقة ووضعها نصب الأعين طيلة الشهر المبارك.

1. رمضان يحسن سلوك المسلم الاجتماعي:

يترك المسلم الصائم في رمضان جميع الأعمال الفاسقة واللا أخلاقية، ويتجنب الغضب والصراخ والهيجان والحماقات وكل عمل آخر محرم أو مكروه أو مشبوه. ويتميز بدلاً من ذلك بالتصرفات التي يقبلها الشرع والأعمال الصالحة والهدوء والأدب وتحكيم العقل والدماثة في التعامل مع الناس. ويتعلم الصائم التواضع بشعوره بأنه كغيره عبد من عباد الله ومطلوب منه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغروب والقيام بالعبادات الأخرى جنباً إلى جنب مع من توهم أنهم أدنى منه منزلة قبل رمضان، وأن هؤلاء قد يكونون أقرب إلى الله منه. ويتخلى المسلم في رمضان عن الأعمال الفردية والأنانية ويستشعر المعاني الرائعة للالتزام الجماعي بالصوم والنظام أثناء وجبات الإفطار والسحور والتصرفات الجماعية الأخرى ضمن العائلة كالزيارات المتبادلة مع الأقارب وغيرهم. وهو بهذا ينتقل إلى مستوى اجتماعي وأخلاقي يهيء لتقدم المجتمع ورقيه.

1. شهر القرآن:

رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وهو لذلك شهر تلاوة القرآن الكريم. ويسعى المسلم لتلاوة ما يتيسر له من القرآن كل يوم، كما يستمع له في صلوات الجماعة التي يحض الإسلام على أدائها فروضاً وقيام ليل في المسجد. والقرآن الكريم هو دليل الإنسان المسلم في كل شيء، وهو ما يعرفه بما هو صحيح أو خاطئ من الأعمال والأقوال والأفكار، وما يحقق البهجة والنشوة للمؤمنين، كما أنه مجموع وآخر ما أنزله الله من كتبه. والقرآن الكريم هو شفاء للناس في الدنيا ورحمة لهم في اليوم الآخر.

1. شهر المغفرة:

إن صيام المسلم بإيمان وتقوى والأعمال الصالحة التي يقوم بها في رمضان تقود لمغفرة خطاياه أثناء العام السابق كله أو ما سبقه، وفتح باب الريان في الجنة له ولجميع الصائمين من أمثاله وإغلاق أبواب جهنم أمامهم كما وعدهم رب العالمين.

1. تضاعف الحسنات:

شهر رمضان هو بالمجمل التجارة الرابحة مع الخالق جل وعلا بالقيام بالصوم والعبادات والأعمال الصالحة المختلفة للحصول على مكان في الجنة. وقد وعد الله بمضاعفة حسنات كثير من العبادات والأعمال الصالحة في رمضان عشر مرات أو 70 مرة أو 700 مرة أو أكثر. والشهر بهذا فرصة المؤمن لتغليب حسناته على سيئاته يوم الحساب الأكبر.

1. الشفاعة:

ينال الصائم فرصة الحصول على الشفاعة لدى الخالق يوم الحساب من كل من شهر رمضان الذي صامه ومن القرآن الكريم الذي تلاه في هذا الشهر الكريم.

1. عبادات فترة السحور:

يستيقظ المسلم الصائم قبل وجبة السحور ليصلي صلوات تقربه من الله كقيام الليل أو صلاة التهجد ويذكر الله قبل وبعد وجبة السحور ويتلو ما يتيسر له من القرآن الكريم ويصلي الفجر جماعة في المسجد ويشارك في دعاء الفجر. وكل هذا يجعله يشعر بسحر رمضان وعظمة خالق الكون ويملأ الصائم بالإيمان القوي والاندفاع للعمل الذي يقربه من ربه.

1. إحياء الليالي العشر الأخيرة والاعتكاف في المساجد:

ينال الصائم الذي يحيي الليالي العشر الأخيرة في رمضان بما في ذلك ليلة القدر في عبادة الله والتقرب إليه والدعاء والذكر، والذي يعتكف في المسجد أيام الثلث الأخير من الشهر، الكثير من الحسنات ومغفرة من الله وطمأنينة في النفس، كما تسنح له الفرصة للتبصر بخلق الله وتقييم أعماله للحصول على دفع أكبر نحو العبادة والعمل الصالح. ويحصل شاهد ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر على فرصة لا مثيل لها لنيل المغفرة بالدعاء والذكر والصلاة وقراءة القرآن في هذه الليلة.

1. لحظات فرح لا مثيل لها:

يمر الصائم بلحظات سعادة وهناء كلما اكتمل أحد أيام صومه بتناول الإفطار، وكأنه نال مكافأة كبيرة لما حققه في ذلك اليوم. وتزداد سعادة الصائم الذي يحرص على الدعاء لربه وقت الإفطار وهو من أوقات قبول الدعاء. ويسعد الصائم أيضاً بلقاء الصائمين الآخرين الذين يشاركونه عبادات وأعمال الشهر الكريم الصالحة. لكن فرحه الأكبر سيكون عندما يلتقي ربه راضياً عنه يوم البعث إذا قام بالصيام كما طلب منه في القرآن والسنة وحظي بمغفرة الخالق.

1. تحسين القدرات الذهنية:

يستشعر الكثيرون من الصائمين بتحسن في قدرتهم الذهنية والفكرية أثناء صيام شهر رمضان المبارك. ويعتقد بعض العلماء أن لذلك علاقة بازدياد إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول خلال هذا الشهر بسبب العطش خلال النهار، حيث أنه يقوم بدور في تقوية الذاكرة وتحسين القدرة على التعلم.

1. إطعام المحتاجين:

من أهم المعاني المطلوب من المؤمن الصائم أن يستشعرها في رمضان الإحساس بالجوع وتالياً بالوضع الصعب الذي يعيشه الجياع الفقراء. وهو بهذا يحفز مشاعر التكاتف والتكافل معهم عبر السعي ما استطاع لإطعامهم بصورة تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم. ويمكن أن يتم ذلك بدعوتهم إلى مائدة خاصة في البيت، أو إرسال الطعام لهم حيث يكونون قبل وقت الإفطار، أو إعطاء مال للجمعيات الخيرية التي تقوم بهذه المهمة.

1. تبادل الزيارات وصلات الرحم:

يتميز شهر رمضان بتبادل الزيارات والدعوات بين الأقارب والأصدقاء والجيران للتهنئة بالشهر الكريم وإظهار المودة وتقديم التمنيات بتحقيق الآمال الشخصية والعامة الدينية منها والحياتية. ورمضان كذلك شهر الولائم التي يدعى لها أرحام المؤمن أو جيرانه وأصدقائه حيث يشعرون بدفء الروابط الإيمانية التي تجمعهم وتسعدهم معاً.

ويستقبل المسلم الصائم زواره ومدعويه بالبشاشة واللطف والترحاب والكرم وحسن الضيافة من أعماق قلبه باعتبارهم شركاءه في رحلة مناسك الشهر المبارك. إن شهر رمضان هو الشهر الذي يجب فيه على المسلم الصائم أن يتذكر أهله وأقاربه ويصل رحمه ويؤازر من يستحق منهم المؤازرة مادياً أو معنوياً، وهو بذلك فرصة سنوية لا غنى عنها لوصل ما انقطع بينه وبينهم خلال العام الذي سبق. وينسى كل صائم في هذا الشهر جميع المشاكل التي حصلت مع من حوله مسامحاً الجميع وفاتحاً صفحة جديدة بفضل الإيحاءات المضيئة لهذا الشهر المكرسة للخير.

1. الصدقات والزكاة:

يفتح المؤمن حافظته وجيوبه في شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر لتقديم الصدقات الجهرية منها والخفية لمن يستحقها من الفقراء والأيتام والمرضى والعجزة، ولسان حاله يقول أنتم إخوتي ومن واجبي أن أخفف عنكم. ويرى المسلم غالباً في شهر الصيام الوقت الأنسب ليحسب ما يتوجب عليه هذا العام من زكاة ويخرجها ويوزعها بالطريقة التي أشارت لها الشريعة الإسلامية. وهذه الزكاة والصدقات هي في صورتها الروحية تنقية لنفس وروح الصائم بصورة يقل مثيلها، وهي في صورتها المادية نوع من توزيع الثروة وتدويرها وتخفيف للفقر وتحسين للاقتصاد.

ولعل وجوب دفع زكاة الفطر على كل مسلم يملكها بشكل مواد غذائية أو أموال نقدية مكافئة وتقديمها للفقراء المعوزين قبل صلاة عيد الفطر، هو مسك الختام لتلك الصدقات التي يتميز بها الشهر الكريم وآخر أعماله الصالحة غالباً. وأجمل ما فيه أنه لا يفرق بين كبير أو صغير وبين ذكر وأنثى وبين صائم وغير صائم، فعلى الجميع واجب تقديم هذه الصدقة المباركة بروح جماعية واحدة، لإتاحة الفرصة للفقراء مشاركتهم فرحة العيد بعد رمضان، وتحسين الصلات الإنسانية والروح التشاركية في المجتمع.

1. زيارة المقابر:

يكثر المسلمون من زيارة المقابر في الأيام الأخيرة من رمضان وصبيحة يوم عيد الفطر، لاستذكار الأعمال الصالحة والأوقات الجميلة التي جمعتهم بالمقربين منهم والدعاء لهم وسائر المسلمين الذي سبقوهم إلى الدار الآخرة وإلى القبر دون فرق بين كبير أو صغير أو بين غني وفقير أو بين عظيم وشخص من العامة، ورؤية ما يدعوهم للتواضع وتذكر أنهم سينالون نفس المصير بعد وقت قريب أو بعيد، وتحضير أنفسهم لذلك المصير بالبعد عن الفواحش والأعمال السيئة والانغماس بأعمال الخير والعبادات التي حفل بها شهر رمضان.

1. التخلص من العادات الضارة:

يؤمن رمضان للصائم فرصة عظيمة لكي يتخلص مما تمكن منه من بعض العادات وأشكال الإدمان الضارة صحياً أو نفسياً أو اجتماعياً، مثل التدخين وشرب القهوة والمشروبات الغازية المتكرر والكحول والمخدرات والعلاقات غير السوية ورؤية المشاهد الخلاعية وغيرها. فهو مضطر لتركها بحكم صومه معظم اليوم، وهذا إن توفرت معه الإرادة الطيبة والإيمان القوي سيدفعه من الترك المؤقت إلى الإقلاع الدائم عن هذه العادات القبيحة.

وبعد فهذه بعض من فيض من الفوائد والمعاني السامية التي يشعر بها المؤمن الصادق عند صيامه في شهر رمضان وينقلها إلى محيطه ومجتمعه، وتجعله يتشوق لرمضان القادم قبل أن ينتهي صومه. وقد لا يشعر بعضنا للأسف بكل هذه المعاني والفوائد بسبب انشغاله رغماً عنه عن عبادات الشهر الكريم، ولكن الأسوأ أن يكون ذلك لأسباب نجدها في طريقة تقبله للصيام وإيمانه به وحماسه له في كل أبعاده الدينية والروحية والنفسية والاجتماعية والذهنية والصحية وليس بالانقطاع عن الطعام والشراب فقط.
التعليقات









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
ولاية النعامة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc