الحياة و دروسها

[mahdjouba]

قد تكون الحياة رائعة و تستحق أن نحياها و لكن بالمقابل فهي تستحق أن نبغضها و نكرهها.فهي بقدر ما تعطي الكثير فهي تأخذ أكثر, تأخذ معها الغالي و تترك الرخيص, تأخذ معها السعادة و تخلف الحزن, تأخذ معها الجيد باقية على الألم. مالحياة إلا كتلك الفتاة التي أحبها كل الناس و لم يأخذها كل الناس. تمر علينا في الحياة مواقف صعبة تجعلنا نفقد الثقة في كل شيء و الأصعب أننا نفقد الثقة في أنفسننا و بالتالي نفقد كل شيء و نحيا من أجل لاشيء كذلك الأعمى الذي يمشي للمجهول و لكن كم من أعمى يعرف طريقه دون أن يراه فكما يقال عن العمى أنه عمى القلب و ليس عمى العين.قد ننسى هدفنا في الدنيا, وقد تمر علينا ليالي دون أن نفكر في الحياة, دون أن نتساءل لماذا وجدنا؟ هل هناك غاية من الوجود؟ تذكرنا هذه الأسئلة بمقولة الدكتور الجزائري أبو العيد دودو في روايته بحيرة الزيتون" إن أحط أنواع الموت أن نموت من أجل لاشيء كالحشرة تعيش حقيرة وتموت حقيرة لقد خلقنا لنعيش ثم نموت فليكن موتنا شريفا". صحيح أن أفعالنا هي التي تجعل الناس يحكمونا علينا, و قد تعطيهم حتى الحق في محاسبتنا. ولكن بالمقبل و على عكس الأفعال نحن دوما تحت تأثير العواطف و الأحاسيس و الأحرى أن نقول أن الظروف هي التي تسيرنا و تكون أفعالنا منطلقثة منها و على أساسها قد نتصرف و قد نعيش. لقد علمتنا الحياة و ظروفها كثيرا علمتنا ونحن صغارا, علمتنا و نحن شباباى و ستعلمنا و نحن كهولا. علمتنا معنا الصبر رغم الألم, معنى الحب رغم الكره,معنى السعادة رغم الحزن. ولكن الأهم في كل هذا فهو معنى الوقوف بعد السقوط. وكيف أن كل من كانوا ينتظرون بقاءك في الحضيض رأوك و أن تنهض مرفوع الجبين لأننا ببساطة فهمنا الحياة و عرفنا هدفناو سنسعى لتحقيقه رغم كل شيء.
صحيح أن الحياة كانت قاسية معنا و لكنها لم تكن يوما أقسى من الإنسان على أخيه الأنسان. و يبقى الألم والأمل, الحزن و السعادة, الشقاء و الراحة و الخوف و الهدوء مايجعل الحياة قائمة و مستمرة و معلمة لنا في كل شيء.