يوم أقبلت حياة
دخل الفجر غرفة الأمنيات
ليفتح نافذة شمس الحياة
ضياء نورها آية من عجائب الآيات
فكيف أفصل النور من النور
من حسن خلقها
تكاد قطرات الماء تخدش جسدها
و لو تحسست نعومته
لعلمت أن للحرير خشونة
و لو سرقت النظر من عينيها
لرأيت قمرا يطلع في سمائهما
لابتسامتها تنفس الصبح
و على ألحان صوتها رقصت الخيول
و الزهر خجل من شذى عطرها
يوم أقبلت حياة
تخليت عن تاريخ من الأحزان و الأوجاع
و صار صبري على غيابها صعب
و صبري على حضورها أصعب
و قلبي من نبضه لها تعجب
و عقلي للجنون اصطحب
يوم أقبلت حياة
حلمت أني أحبها
أنها أدخلتني بهدوء
في مدينة الإحساس الجميل
حلمت أنها لوحة و أنا ألوانها
أنها شمس و أنا دفؤها
أنها حديقة و أنا عطر زهرها
لكن لم يلبث حلمي طويلا
حتى استفقت منه
و أدركت أن حبها سراب
و أن قصور مدينة أحلامي
لا أحد يسكنها و بلا أثاث
فطويت جراحي
و حملت حقيبة أحزاني
و ركبت حسرتي
و دفعت ثمن تذكرة خيبة أملي
و عدت من سفر حلمي
إلى بيت واقعي الدامي
لعلي أنجو بما تبقى مني و من سنيني
من امرأة لم ترحم
لا عذابي و لا حنيني
رغم أنني جعلت
من قسوتها قلبي ينشرح
و من يديها المر عسل
ومن عذابها سعادة
بصبري على عذابها
كما أدركت آن الرياح
لا تسمع سوى هبوبها
و أن الماء لا يحفظ أسماء الأوفياء
ثم أخيرا أدركت أن
يوم أقبلت حياة
دُِون قلبي في سجل الوفيات
تاركا آخر الكلمات
إلى من ظننتها حياتي و عمري
و يهمها أمري
من كتبتها بأعذب الألحان
و قابلتني بالنسيان.....
القلب السليم