أعيق قلمي و رتج شدقاه
نهايته أن يخرس و يا ليته من البداية كان أبكم...
عجزه أمام واقعه أشل سكب مداده
و على الحروف التي ذرفها سابقا صار يندم...
ذوى ومات...فخطت يد الذكرى حكاية قلمي
الذي هزل و من أنكال حقيقته لم يسلم...
حكايته أنه : شرد في المجاملات أعمى
جذلا بشهد آراء الآخرين دون أن يعلم...
نسج واحتسى عسل الردود من غيره
و زاد علاءً..كلما أرقصته الكلمات منهم...
حتى أتى نذير الحقيقة ساحقا
و تجلى غمض الواقع الذي يصدم...
قد تفطن...فلم يكن سوى قلم خسيس
حروفه في عوالم الإبداع لا تـُرحم...
أعمته أقاويل الغير حنطها زيف
و حملت مجاملات لم تكن سوى هزىء يكلم...
فنسي أنه بين أقلامهم مهذار هادر
لا حق له في المراقي العلياء أن يحلم...
هذا مصيرك يا قلما كفيفا
فاذبل ساقطا...و توقف عن هدرك و اهرم...
و كأي حكاية...كربت النهاية
لا القلم صار ينطق ولا رفات الحروف يـُلملـَم...
فتثلمت يمناي و صدأت حواف أناملي
و تشققت أوراقي وأظلمت بمعاني الندم...
كلما تذكرت النهاية خنقتني رعشة حزن
على كلماتي التي لن تندمل مجددا ولن تـُبلسم...
فيا قلمي...أنت أنا وأنت وحدك تخطني
فإن انعدمتَ...فمتعتي في الوجود سأعدِم...
فاختر بتمهل...هل ستغفي في الممات و تمحى
أم تواصل الدرب و تنسج الخربشات لتتعلم...
و احذر...فإن أنت اخترت إكمال نهجك
فانت حتما من جديد ستهدم...
فأجاب القلم :
مماتي و زوالي أيسر وأهون
من أن أخيط كلامي ويعاد كسري فأشرَم..
بثقة مكســــــــورة