كــــــــــــلنا نكبر.. ولـــــكن !!

[نعمة القدوس]

بــــــــــــ الله ـــاسم الرحــــمن الرحيم

الســــــــــــلام عليــــكم أعزائي ورحمة الله تعالى وبركــــــاته

بمـــــــــــا أنني لم أكتـــــب مواضيع منذ الأزل، بل وخف تواجــــــــدي بالمنتدى،

حــــــتى أن الأعــــــــــضاء كــــادوا ينسونـــــني،

قررت الكـــــــتابة عن موضوع يؤرقــــــني، لأتغلـــــب عن الكـــــابوس الذي يهدمــــني،

والذي هــــــــــو بعنوان "كلنــــــــا نكبــــر ولــــكن !!"

لا يمكن إنكار هذا الأمر، يمــــــــر بنــا الزمن ونحن لا ندركـ أنــــــــــنا نكبر كل لحظـــــــة تمر بنــا، ندركـ الأمر حــينما يفوت الأوان،
حيـــــــــــنما لا نقدر على أمر كنــــــــا نستطيعه، حيــــــنما ننظر للمرآة لنرى مــــا حل بنــــا، لنرى مـــــــــا فعله بنا الزمن.

وهنـــــــــــا، نتوقف للحظة حتى نتذكر مـــــــا فقدناه، فنحن إليـــه بشدة، ونتحسر على مــــا راح بلا رجعة،
وندركـ أنــــــــه ذهب بسرعة من دون أن نحـــــــس بفراقه. والمعضلة الكبــــــرى، أننا لن نعرف الطريق الذي جئــــــــنا منه حتــــــى نعود،
فالزمن محا آثـــــــــارنا، وأبعدنــــــــا عن ماضينـــا،
وما عسانا نفعل غيــــر اللجوء لذكريـــــــــــــاتنا التي هجرنــــــــا منذ زمن طمـــــعا في الدنيا، فنرى مـــا مررنا به.
ونشعر كــــــمن فقد عزيزا، فنبكي بحرقـــــة.

ألــــــــم نتعلم النظر إلى الوجه المشرق مـــــــن الأمور؟،
حـــــــــان الوقت لذلكـ، لن نندم بعد الآن، نعــــــم لقد كبـــرنــا ولم نعد نطيـــق الحياة ومصاعبها،
لكـــــن.. ألـــــــم تعلمنا الحيـــاة من تجــــــاربنا؟.
نعم، كلــــــــــما مر عليـــــــنا الزمن، زادت معرفتــــنا، تجاربنـــــا، وخبراتــــــنا.

إن الجمــــــــال والقوة والصحـــة والمــــال، كلهـــــا زائلة،
لكن حكـــــمتنا التي اكتسبنــــاها من تجارب حيـــــاتنا، لن تزول، ستبـــــقى دومـــا معنـــا، إلى الأبد..

أنــــا عن نفسي كنت أخاف أن أكبر في السن، كنت أخاف التجـــــاعيد التي ستملأ جسدي،
والوهن الذي سيسيطر علي، والنسيـــان الذي سيهتــــكـ ذكريــــاتي،
والصـــحة التي ستخونني، والعجز الذي سيتملــكني، ومـــــــــــازلت كذلكــ.
لكــن بفضل نظرتـــــي الجديدة نحو التقدم بالسن،
فإننـــــي بإذن الله عز وجــــل، سأهزم الخوف من المستقبل، وسأعيش حـــــياتي مزودة نفسي بالحــــكمة،
وسأظل أنـــــــــهل من سيلهــــا حتــــى أفقد القدرة على ذلـــكـ.

ربـــــــــــما أكون قد أنهيـــت وجهة نظــــري،
لكن موضوعـــــي هذا لن يــــــــكون كــــاملا من دون وجــــهات نظركـــم،
لذا أدعــــوكم لتتفضل أقلامــــــــكم علي بأفكـــــــار وآراء سأتقبـــــــــلها بصدر رحـــب.