[align=center]الاستعمار الفكري صنع في بلادنا قوماً يصمون آذانهم عن حكم الله ورسوله , ويدعوننا إلى أن ندع للمرأة حبلها على غاربها , حتى تثبت وجودها , وتبرز شخصيتها , وتستمتع بحياتها وأنوثتها ! تختلط بالرجل بلا تحفظ , وتخبره عن كثب , فتخلو به , وتسافر معه , وتصحبه إلى السينما وتسهر معه إلى منتصف الليل , وتراقصه على نغمات الموسيقى , وتعرف في تجوالها - بالتجربة لا بالسماع - الرجل الذي يصلح لها وتصلح له , من بين من عرفتهم من الأصدقاء والمعجبين , وبهذا تستقر الحياة الزوجية , وتصمد في وجه العواصف والأعاصير ! ويزعم هؤلاء أنه لا يجب الخوف على المرأة ولا على الرجل من هذا الاتصال المهذب , والصداقة البريئة, فإن صوت الشهوة لكثرة التلاقي - سيخفت , ويجد كل من الذكر والأنثى لذته في مجرد اللقاء والاستمتاع بالنظر والحديث , فإن زاد على ذلك فمراقصة , إنه التصريف النظيف للطاقة لا غير وكذلك يفعل الغربيون المتقدمون بعد أن فكوا عقدة الكبت والحرمان . لا يعلم هؤلاء أن الغرب الذي يقتدون به يشكو اليوم من آثار هذا التحرر أو التحلل , الذي أفسد بناته وبنيه , وأصبح يهدد حضارته بالخراب والانهيار , ففي أمريكا والسويد وغيرهما من بلاد الحرية الجنسية , أثبتت الإحصاءات أن السعار الشهواني لم ينطفئ بحرية اللقاء والحديث , ولا بما بعد اللقاء والحديث , بل صار الناس كلما ازدادوا منه عباً , ازدادوا عطشاً . علينا إذن أن نبحث : ماذا كان أثر هذا التحرر أو التطور , أو التحلل من الفضائل والتقاليد , في المجتمعات الغربية المتحضرة ؟ وما هو اثر الاختلاط المفتوح على مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي تسعى لتقليد الغرب في أسوأ ما يدعوا له وهو الاختلاط المفتوح؟
شارك
[/align]