حدثني بلغتنا لكي أفهمك جيدا ..

[ب. عبد القادر]

بسم الله الرحمان الرحيم , والصلاة والسلام على نبي الثقلين ,

سألني أخ صغير لصديقي وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره بعد : هل استقلت الجزائر أم ليس بعد ,
فأجبته بثقة تتوسمها السخرية : نعم منذ حوالي خمسين سنة ,
فأعاد التساؤل في حيرة : ولكن لماذا ما زلنا نتحدث بالفرنسية مع أننا عرب و الاحتلال هو من كان يرغمنا على ترك العربية ويفرض علينا لغته ؟!
..........
إن أول تكليف نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهم أسس التثقيف
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ))
كان هذا النص قاعدة الإصلاح الأولى التي صنع النبي صلى الله عليه وسلم بها نواة مجتمع حضاري حوَّل مجرى التاريخ .
فتعد ثقافتنا العربية من أغنى الثقافات العالمية وأهمها ، فبعد أن ترسخت جذورها قبل الإسلام لغة مشرقة وحكماً وخطباً وأمثالاً وشعراً تجلت فيه العبقرية العربية وكان صورة لحياة العرب ومرآة تفكيرهم ومشاعرهم ومسرح خيالهم ، تنزل القرآن الكريم بالعربية فأغناها معاني سامية وبياناً رائعاً ، وفتح لها سبل الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها .
فأقبل العرب على نقل علوم الأقدمين ، ومنها انطلقوا في آفاق العالم مستكشفين مبدعين إلى جانب عطائهم المستمر في الفقه والأدب وفنون القول كافة ، فقد كانت العربية لعقود من الزمن رمز الإبداع ولغة العلوم ومفتاح التميز ,
وبعد السلطان المكين وبتعاقب مراحل التاريخ و تغير الموازين ، باتت الثقافة العربية العربية في مرمى النبال ، وما إسقاط هاته الثقافة إلا بإسقاط لغتها ،
.......
فتعرضت لحملات التشويه و الإساءة والإقصاء ، و محاولات إدخال مفاهيم مزيفة في الثقافة العربية ، وتحويلها عن مسارها الذي رسمه لها القرآن الكريم , واتهامها بالضعف وعدم القدرة على مسايرة العلوم .
وعلى هذا الأساس انطلقت حملات التلويث اللغوي والتهجين للعربية وعلى هذا الوتر لعبت الثقافات المعادية إدراكا منها أن ثقافة هاته الأمة التي أرهقتها الأمم المجاورة بالحروب الثقافية على مر الزمن إدراكا منهم لعظمة هاته الأمة وعظمة ما أنزل الله سبحانه وتعالى لها بلغتها : القرآن الكريم , و إدراكا منهم أن ضرب صميم الامة لا يكون إلا بضرب صميم ثقافتها ومفتاح الأمان لمعجزتها , اللغة العربية ,
وتماثلت الحال في جميع أقطار الأمة العربية , ولكن تغيرت الأساليب مع مرور الزمن ، فمن أسلوب الإستعمار بالقوة وفرض الثقافة ، باتت في الغزو الفكري وسياسة العولة ، وجزائرنا هي أبلغ مثال عن ذلك ،
يقول أحد الباحثين الجزائربين :
" رغم مرور أربعين سنة على استقلال الجزائر، ورغم أنّ كل الدساتير الجزائرية السابقة المنسوخة والراهنة تقرّ أنّ اللغة الرسميّة في الجزائر هي اللغة العربيّة إلا أنّ الطابور الخامس الفرنكوفوني الذي لا يؤمن بعروبة الجزائر وانتمائها العربي ظلّ يعرقل تكريس اللغة العربيّة في الواقع السياسي والتربوي والثقافي والإعلامي والاجتماعي. ومن المفارقات الجزائريّة أنّ الجزائر التي قدمت مليوناً ونصف مليون شهيد من أجل عروبتها وإسلامها يخرج منها كاتب كان يعتبر الفتح العربي للجزائر غزواً واستعماراً، أو آخر كان يطالب رسول الإسلام محمّداً صلى الله عليه وسلم بالخروج من الجزائر، أو وزير كان يعتبر اللغة العربية أفيون الجزائر وعاملاً من عوامل نكستها "
" والعجيب أنّ الجزائر وبعد أربعين سنة من استقلالها لم تحسم موضوع التعريب مما جعل موضوع الهويّة يرخي بظلاله باستمرار منذ الاستقلال وإلى اليوم. وما زالت الأقليّة الفرنكوفونيّة تفرض منطلقاتها على شعب حسم منذ 14 قرناً موضوع انتمائه إلى العروبة والإسلام."

وقد وقعت مؤخرا مجموعة من المثقفين الجزائريين عريضة يناشدون فيها الرئيس للتدخل شخصيا لحماية اللغة العر بية التي أصبحت تعاني في عقر دارها خطر الزوال أمام الزحف الهائل للغة الفرنسية الدخيلة على المجتمع الجزائري حيث أن المجتمع الجزائري أخذ يبتعد رويدا عن لغته الأم بعدما تغير لسانه ودخلت مصطلحات كثيرة على لهجة الفرد الجزائري التي أصبحت خليطا من مفردات فرنسية وبعض الكلمات الدارجة التي لا محل لها من الإعراب
وصارت لغة ثلة كبيرة من الجزائريين مزيجا عجيبا من الكلمات من كل حدب وصوب ، والعجب العجاب أن الفخر بات بمن يتحدث بتلك اللغة والتأخر الثقافي لمن يتحدث العربية فقط ,
وطرح أحد الدكاترة العرب بحثا يوضح فيه مدى ضعف هوية وشخصية الفرد الذي لا يتقن لغته الأم حيث أشار إلى أن الشعب الذي يفقد أحد ركائز هويته لن يستطيع النهوض والتقدم و يقع تحت طائل التبعية الفكرية التي تأسره إلى أن يتحرر و أعطي مثالا على ذلك شعوب إفريقيا ،
وتناول مؤخرا مختصون في اللسانيات من مجمع اللغة العربية في بحث لهم أسباب تهجين اللغة العربية في الجزائر و أرجعوا ذلك في فذلكة بحثهم إلى التآمر الخارجي لطمس هوية الشعب ,
و أضاف أحدهم قائلا : " أكثر التبعيات ضررا هي التبعية الثقافية اللسانية التي تنتج عنها سلسلة تبعيات سياسية واقتصادية وغذائية .. "
فأجمع هذا وذاك ، والكل أجمع على أن اللغة هي أحد أهم المقومات الأساسية للنهظة بكل جوانبها ،
والشعب الجزائري الذي " حسم منذ 14 قرنا موضوع انتمائه " و أعاد التأكيد على ذلك منذ 56 سنة في بيان نوفمبر ،
.........
كشفت " دراسة أعدها المركز العالمي للاستشارات الاقتصادية والاستطلاع أن 51 بالمئة من المستجوبين في الدراسة يقرؤون باللغة العربية فيما كانت نسبة 34 بالمئة بالفرنسية و 3 بالمئة بالانجليزية , و أتت هذه الدراسة لتؤكد ما انتهت إليه دراسة مماثلة أعدتها المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار العام الماضي، انطلاقا من نتائج المعرض الدولي للكتاب، والتي كشفت بأن القراءة الوظيفية في العمل والدراسة هي بالعربية باعتبار أغلب شباب اليوم معربين " ،
إن أكدت هذه الدراسات على شيء فإنما تؤكد على أن الشعب الجزائري ما زال متمسكا بعروبته ,
الشعب الجزائري الذي قال عنه أحد المفكرين أنه " الشعب الوحيد في العالم الذي لم يجتمع على رجل , فالرجال يزولون , ولكنه اجتمع على بيان " ،
بيان نوفمبر الذي سيبقى بأسسه ومقوماته الدستور الذي كتبه المجاهدون وصادق عليه الشعب الجزائري بدمائه دماء الشهداء ،
وهو أكبر دليل على أن شعب الجزائري مسلم وإلى العروبة ينتسب , وما الثلة التي تبنت لغة الخشب واختارت مسار التبعية والتقليد الأعمى إلا ممن ضعفت هويتهم واهتزت شخصيتهم وهم ليسوا من الجزائر شيئا ،
وسوف نجد في هذا الجيل جيلا ذو هوية ثابتة ومقومات يتحدث ويكتب ويقرأ بلغته الأم لغة الخنساء وامرئ القيس ولا يلتفتون للغة فولتير أو شكسبير إلا لتجرتمها نحو لغتنا ، اللغة العربية .

-- ملاحظة -- : في الموضوع بعض الاقتباسات ، فما اقتبس منها حرفيا فهو بين إشارتين ، وما اقبس معنويا فوضع في صياغ المقال .

[خـواطـر]

السلام عليكم

التغيير يجب ان ينبع من الداخل ..

بوركت الانامل

سلااام

[Barçawia]

بارك الله فيك

[ب. عبد القادر]

شكرا لكما على المرور ،
مع أني توقعت تفاعلا أكثر في منتدى يحمل شعار العربية والتعريب ،

[NEWFEL..]

بارك الله فيك والله الموضوع يستحق منا اعادة نظر تجد بعض المسؤولين يتكلمون اللغة الاجنبية في عدة لقاءات رسمية . بينما لو تلاحظ ان الاجانب في اغلب الاحيان يتكلمون بلغتهم الوطنية رغم انهم يتقنون لغات اخرى

[مختلف]

بارك الله فيك أخي

موضوع يحتاج منا الكثير لدراسته والتناقش حوله

المسألة مسألة هوية

ومسالة ذئاب وقطيع


الملاحظ هو تطبيقنا أو طبق علينا قسرا المثل القائل
الناس على دين مليكهم

فنحن على دين نظامنا المفرنس

قلة ممن يتصرفون في أموالنا وينهبون مدخراتنا هم من يقف وراء كل هذا

يريدون دائما تابعين


ألا ترى كيف هالهم هذا الركب الكبير من المعربين يتخرجون من مدارسنا


لذلك لا تقلق أخي

ما زالت خططهم الخبيثة سارية المفعول

يريدون غرجاعنا مفرنسين غصبا

ولو ألقيت بالك لمناهجهم الجديدة

لعلمت ما أقصد

رحم الله الهواري بومدين والابراهيمي




-لي عودة -

[تَــــــيْمَـــــآءْ ,]

لا اله الا الله

يوجد في نهر مالا يوجد في البحر

مشكور (ع) الطرح

[شاهي عين البيضاء]

سلام عليكم شكرا لك اخي و لكن في وقتنا الحالي ادا متتكلمش شوية فرنسية يقولو عليك متعرفش تهدر ولا جاهل و انا نقول الجهل هو الي يخلط شعبان في رمضان احكي عربي 100% او فرنسية 100%

[توفيق3480]

شكرا لك أخي بارك الله فيك جزاك الله خيرا ...... دام تميزك .... تميز ولا تهتم بالتشجيعات وتفاعل الجمهور .... ولا تقف امام العقبات وواصل المسير . دمتم بود

[sassy16]

المفرض اننا عرب نتكلم العربية ونفتخر بها لكن عند توجهك لطلب منصب عمل تطالب بمعرفتك ليس للغوة الفرنسية فقط بل لاكثر من تلك اللغة الاجنبية فما العمل؟ ااختار الا اقبل بالمنصب واموت جوعا او مردا مع الاخذ بالاعتبار ان ايجاد منصب شغل في ايامناهذه هو امر في غاية الصعوبة ام اقبل به و كفى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ستقول انا لو وجدنا فبلد اجنبي هل يطالبون ابناء وطنهم بتكلم العربية ؟اقول لا لكنني انا اعيش في الجزائر

[ayoooub]

شكرا على فتح هذا الموضوع
كما ختمت مقالك فالمستقبل ان شاء الله للعربية هذا في حال لم يتوارث الحكم و الوزارات للطبقة المفرنسة
وقتتحتيم الإستقلال على ديغول جاءه وزراء فرنسيوةن يحاولون ثنيه على منح الاستقلال للجزائر فقل لهم:
"اما إن استقلال الجزائر اصبح في محتوما فلا تخافوا فسأترك فيها رجالا يحبون فرنسا أكثر منكم وةيغارون على مصالحها أكثر منكم"

[فلة2م]

بارك الله فيك على هذا الطرح المميز
فهو حقيقة و واقع معاش

فلا ادري ما الفائدة في التكلم بلغة الاستعمار
و كانهم يتكلمون الفرنسية لمحبتهم لفرنسا

ف
ر
ن
س
ا

ههههههههههههههههههههه
عجيب امرهم

صراحة
انا لا اتكلم اللغة الفرنسية
لا ادري لماذا؟
ربما لا اعرفها
سبب
او اكرهها
او
............
ربما و ربما
.........................

و لكن اعتقد ان السبب الوحيد

هو اني لا ارى فائدة في لغة الاستمعار
في تخليد ذكراه
او
في تمجيده

لعنه الله