في مفترق القلوب قابلته
بين صليل الصمت وطعن الهدوء
أمسكَ كفي بكل همّ يقول
لا تسأليني أنى جرّتني الأيام ولا تغتمّي
لا تسأليني متى أعود لأخذ الحب والهوى الأسيل
لا تسأليني كيف أغدو بعدك يا فلذة قلبي
لا تسأليني ماذا سأدرك بعد فراقك من مصير
قلتُ : يا زمردا أنبت فيَّ البريق
يا لؤلؤا أريتني سر النسيم
يا مرجانا ملأتَ قلبي بحب جديد
يا نغمة ألحنتْ حياتي
ماذا بعد حبنا الهاني تريد ؟
قال : فراق مديد
حبي لكِ بحر و مطر جائد دام السنين
فجّرَ السحب شوقا و دفق عين الحنين
مرت الأيام بنا على غمام من هوى
و لم يبقَ لنا سوى الفراق يا نسمة النهار
قلت : كيف؟ كيف يا جوهر الحياة
أ نسيتَ لحظات مسحتَ فيها الأنين ؟
أ نسيتَ عبرات سالت لقلبك الرّحيب ؟
أ نسيتَ هفوات أصلحتـَها بعفوك النبيل ؟
أ نسيتَ ضحكات تفيأت بحبك المنير ؟
أتقبل بهذا المآل يا نبع الإحساس ؟
أ راضٍ أنت يا غاليا حسّاس ؟
قال : بل الحياة تراجحت
و في الحكايا سيجرّ إحساسنا
و يروى لمن رام السعادة مثلنا
اعذريني...اعذريني يا شذى أيامي
اعذريني...أريج حلمي كنتِ و قصة زماني
اعذريني إن جرحتُ حبنا يوما
اعذريني إن أهملتُ نبرة صدقك الفنّانِ
و أرجوك
بلا دموع ودعي وبلا سؤال إقبلي
مصير القلوب و الحب في النسيان
يا صفو أيّامي يا فرحة أوقاتي
قلتُ : إذا تقبل منّي القلب عطية و الدمع هدية
أدميها على كفيك لتبقى في القلب محفورة
ولا تنطق بالألم فقد فهمتك
يا ساميا في السنّا حملتَ أسراري
و لتكن رسائلي لك بعد الفراق دمعات
تترقرق كلما نطقتَ بالحب بعد الذهاب
و إن نسيتني فلن أنساك
يا نسيم أحلامي
و بعد أن فارقت يداه أنامل يدي
طفق مسرعا دون إياب راكضا للوراء
و هكذا أفقتُ من حلم
و الدمعة تداعب الخد تنطق بأحزان الفراق
وبعد مدة قيل لي أنه رحل
رحل من دون وداع.........