النجدة اريد هذا البحث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النجدة اريد هذا البحث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-07, 12:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
BOU2008
عضو جديد
 
إحصائية العضو










16 النجدة اريد هذا البحث

أريد بحث في اللغة العربية حول قصائد رثاء الممالك والمدن الأندلسية








 


قديم 2010-05-07, 12:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اشراقة ميمي الصبح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة ميمي الصبح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا هو بحثي ارجو ان يفيدك
رثاء المدن والممالك
مقدمة
عرف الأدب العربي رثاء المدن غرضًا أدبيافي شعره ونثره. وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاح عصورالحكم في مراحل مختلفة.
وهذا النوع من الرثاء لا يقف في حدوده عند رثاء المدنوحدها حين يصيبها الدمار والتخريب ولكنه يتجاوز ذلك إلى رثاء الممالك تارة والعصورتارة أخرى. بل قد يرثي الدولة بأسرها؛ كما حدث ذلك في الأندلس. وقد تميز هذا الغرضمن رثاء المدن في الشعر أكثر من تميزه في النثر.
ويُعد رثاء المدن من الأغراضالأدبية المحدثة، ذلك أن الجاهلي لم تكن له مدنٌ يبكي على خرابها، فهو ينتقل فيالصحراء الواسعة من مكان إلى آخر، وإذا ألم بمدن المناذرة والغساسنة فهو إلمامعابر. ولعل بكاء الجاهلي على الربع الدارس والطلل الماحل هو لون من هذه العاطفةالمعبّرة عن درس المكان وخرابه.

رثاء المدن في المشرق :
عرف المشرق قدرا من هذاالرثاء شعرًا، عندما تعرضت عاصمة الخلافة العباسية للتدمير والخراب خلال الفتنةالتي وقعت بين الأمين والمأمون. فنهبت بغداد وهتكت أعراض أهلها واقتحمت دورهم، ووجدالسّفلة والأوباش مناخًا صالحا ليعيثوا فسادا ودمارا. وقد عبر الشاعر أبو يعقوبإسحاق الخريمي، وهو شاعر خامل الذكر، عن هذه النَّكبة في مرثيته لبغداد فقال:
يابؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها
أمهلها الله ثم عاقبها حينأحاطت بها كبائرها
بالخسف والقذف والحريق وبالحرب التي أضحت تساورها
حلت ببغداد وهي آمـنة داهية لم تكن تحاذرهـا

وفي سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة اقتحم الزّنج مدينة البصرة، وأشعلوا نار الحرب فيها، وهزموا جيوش الخليفة، واستباحوا البصرة وغيرها واستمرّت مقاومتهم للدّولة العباسية بقيادة علي بن محمد مدة أربعة عشر عاماً، هدّدوا خلالها كيان الدولة العباسية، ودّمروا البصرة عن آخرها، وقد بكاها ابن الرومي بقصيدة وصف فيها غلبة الزّنج عليها، واعتداءهم على الأموال والحرمات والأعراض :
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام شغلُها عنه بالدموعالسِّجام
أيُّ نومٍ من بعد ماحلَّ بالب صرة ما حلَّ من هناتٍ عظام؟
أيُّ نومٍ من بعد ما انتهك الزنــ جُ جِهاراً محارمَ الاسلام ؟
دخلوها كأنهم قطَعُ الليـ لِ إذاراحَ مُدْلهمَّ الظلامِ
كم رضيعٍ هناك قد فطموه بِشَا السيف قبلَ حينِ الفطامِ
كم فتاةٍمصونةٍ قد سَبَوْها بارز وجهُها بغير لثامِ
ووجوه قد رمّلتها دماء بأبي تلكم الوجوه الدوامي
وُطِئت بالهوان والذل قسراً بعدطولِ التَّبجيلِ والإعظام

عَرِّجاصاحبيَّ بالبصرةِ الزّهـ راءِ تعريجَ مُدنَفٍ ذي سقامِ
فسألاها،ولا جواب لديها لسؤالٍ ومن لها بالكلام؟
أ ين ضوضاء ذلك الخلق فيها أينَأسواقُها ذواتُ الزِّحامِ
أينفلكٌ منها وفلكٌ إليها منشآت في البحر كالأعلام
بل ألمّا بساحةِ المسجدِ الجا مع إن كنتما ذَوَيْ إلمامِ
أين فِتيانهُ الحسانُ وجوهاً أينأشياخُهُ ذوو الأحلامِ؟
واحيائيمنهمْ إذا ما التقينا وهُمُ عندَ حاكم الحكّامِ

انفروا أيها الكرامُ خِفافا ً وثقالاً إلى العبيدِ الطَّغامِ
إنْ قعدتمْ عنِ العينِ فأنتمْ شركاءُ العينِ في الآثامِ
لا تُطيلوا المقامَ عن جنةِ الخلـ دِ فأنتمْ في غيرِدارِمُقامِ

وبالإضافة إلى هاتين المرثيتين، حفل ديوانرثاء المدن في المشرق، بطائفة من القصائد تتحدث عن تلك المدن التي اسقطها هولاكووتيمور لنك.
وكذلك استثارت نكبة بغداد على يد هولاكو عاطفة عدد من الشعراء مثلشمس الدين الكوفي، ومن أقوله:
إن لم تقرّح أدمعي أجفاني من بَعْدِبُعْدِكُمُ فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم ما راقـه نظــــر إلى إنســان
مالي وللأيام شتت خطبها شملي وخــلاني بلا خلان
ما للمنازل أصبحت لا أهلهاأهلي ولا جيرانهــا جيـراني

وتعد مرثية الشيخ تقي الدين إسماعيل بن إبراهيمالتنوخي في القرن السابع الهجري أشهر مراثي بغداد حين خربها هولاكو. يقول في آخرالقصيدة:
إن القيامة في بغداد قد وجدت وحدّها حين للإقبال إدبار
آل النبيوأهل العلم قد سُبيوا فمن ترى بعدهم تحويه أمصار
ما كنت آمل أن أبقى وقد ذهبوالكن أتى دون ما أختار أقدار

وكذلك كان رثاء دمشق عندما سقطت في أيدي التتارفتعاقب على رثائها كثير من الشعراء مسجلين ذلك الحدث ومنهم الشاعر علاء الدينالعزولي في قوله:
أجريت جمر الدمع من أجفاني حزنا على الشقراء والميـدان
لهفي على وادي دمشق ولطفه وتبدل الغزلان بالثيــــــران
واحسرتاه علي دمشقو قولها سبحان من بالغل قد أبلاني
لهفي عليك محاسنا لهفي عليـ ك عرائسا لهفيعليك مغانـي

ولكن هذا اللون في المشرق لم يزدهر ازدهاره في الأندلس، ويعزىذلك إلى أن طبيعة التقلبات السياسية في الأندلس كانت أشد حدة وأسرع إيقاعا، وأنهااتخذت شكل المواجهة بين النصارى والمسلمين حين تجمع الصليبيون عازمين على طردالمسلمين وإخراجهم من الأندلس.









قديم 2010-05-07, 12:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
اشراقة ميمي الصبح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة ميمي الصبح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رثاء المدن في الأندلس :
كان هذا الغرض في الأندلسمن أهم الأغراض الشعرية، إذ كان مواكبًا لحركة الإيقاع السياسي راصدًا لأحداثهمستبطنًا دواخله ومقومًا لاتجاهاته.
وكان محوره الأول يدور حول سلبيات المجتمعالأندلسي بسبب ما انغمس فيه الناس من حياة اللهو والترف والمجون وانصراف عن الجهاد. وأن الأمر لن يستقيم إلا برفع علم الجهاد تحت راية لا إله إلا الله. ومن هنا فالصوتالشعري لرثاء المدن في الأندلس يخالف الأصوات الشعرية الأندلسية الأخرى التي ألفهاأهل الأندلس في الموشحات ووصف الطبيعة والغزل وبقية الأغراض الأخرى.
ويلفت النظرأن عددا من قصائد رثاء المدن في الأندلس لشعراء مجهولين؛ ويُفَسَّرُ ذلك إمابخشيتهم من السلطان القائم بسبب نقدهم للأوضاع السياسية وإما أن عنايتهم بالحسالجماعي واستثارته كانت أكثر من عنايتهم بذواتهم الشاعرة.
يقوم هذا الرثاء علىمقارنة بين الماضي والحاضر؛ ماضي الإسلام في مجده وعزه، وحاضره في ذله وهوانه. فالمساجد غدت كنائس وبيعًا للنصارى وصوت النواقيس أضحى يجلجل بدلا من الأذان،والفتيات المسلمات انتهكت أعراضهن، والدويلات المسلمة تستعين بالنصارى في تدعيمحكمها. وتمتلئ كل هذه النصوص بشعور ديني عميق يطفح بالحسرة والندم.
كان سقوطمدينة طليطلة في أواخر القرن الخامس الهجري بداية المأساة؛ فهي أول بلد إسلامييدخله الفرنجة وكان ذلك مصابا جللا هزّ النفوس هزًا عميقًا. يقول شاعر مجهول يرثيطليطلة في قصيدة:
لثكـلك كيـف تبتسـم الثغــور ** سـرورا بعـد ما سبيت ثغـــور
أمـا وأبي مصـاب هـد منـــه ** ثبـير الديـنفاتـصـل الثـبـور
لقد قصـمـتظهـور حين قالـوا ** أميـر الكافـرين لـهظهـــور
تـرى في الدهـر مسـرورا بعيـش ** مضـى عنـا لطيـتــهالسـرور
أليـس بهـا أبي النـفس شهـــم ** يـديـرعلىالدوائـر إذ تـــدور
لقد خضـعت رقاب كن غلبـــا ** وزال عتـوهــا ومضـىالنفـور
وهـان على عزيـز القـــوم ذل ** وسامـح في الحـريم فتىغيــــور
طليـطلـةأبـاح الكفـر منـهـا ** حمــاهــا إن ذا نبــأكبـيـر
فليس مثالهـا إيـوانكسـرى ** ولا منهـا الخـورنـق والسد ير
محصنـة محسنـة بعيــــد ** تناولهــاومطلبـهــا عسير
ألم تـك معقــلا للديـن صعبا ** فذللـه كمــاشــاء القديـر
وأخـرج أهلهـا منها جميعــا ** فصـاروا حيث شاء بهممصيـر
وكـانت دارإيمــان وعلــم ** معـالمهـا التي طمسـتتنـير
فعـادت دار كفـر مصطفـاة ** قداضطربت بأهليهـا الأمـور
مساجـدها كنـائس أي قلـب ** على هــذا يقـر ولا يطـيـر
فيـا أسفـاه يا أسفـاه حـزنا ** يكـرر ما تكـررتالدهــور
وينشر كل حسن ليسيطــوى ** إلى يـوم يكــون بهالنشـور
أديلت قاصــرات الطرف كانت ** مصــونـاتمساكنهـا القصور
وأدركـهـا فتـور في انتـظـار ** لسـرب فيلوا حظه فتــور
وكان بنــا وبالقـينـات أولـى ** لو انضـمت على الكلالقـبـور
لقد سخـنـتبحالتهن عيــن ** وكيـف يصـح مغلـوبقـريـر
لئن غبـنـا عن الإخـوان إنـا ** بأحــزان وأشجـانحضــور
نــذور كان للأيـام فيـهــم ** بمهلكهــم فقـد وفـتالنـذور
فـإن قلنـا العقوبـة أدركتـهـم ** وجـاءهــم’ من اللهالنكيــر
فإنـا مثلهــم وأشـد منهــم ** نجور وكيف يسلم منيجـــور
أنأمـن أن يحـلبنــا انتقـام ** وفيـنا الفسـق أجمعوالفجـور
وأكل للحـرام ولا اضـطـرار ** إليه فيسهـل الأمـرالعسيــر
ولكـن جـــرأة في عقـر دار ** كذلك يفعـلالكلبالعـقـــور
يزول الستـر عن قـوم إذا مـا ** على العصـيان أرخيـتالستـور
يطــول علي ليلي رب خطـب ** يطول لهــوله الليـلالقصيـر
خـذوا ثأرالديـانة وانصـروها ** فقـد حامـت على القتلىالنسور
ولا تهنـوا وسـلوا كل عـضب ** تهـاب مضـاربـا منـهالنحـور
ومـوتـوا كلـكم فالمـوت أولى ** بكـم منأنتجـاروا أو تجوروا
أصبـرا بعـد سبي وامتـحـانٍ ** يـلام عليهـا القلـبالصبـور
فــأم الثكـل مذكـار ولــود ** وأم الصقــر مقــلاتنـزور
نخــور إذادهيـنا بالـرزايـا ** وليس بمعـجـب بقـريخــور
ونجبـن ليس نـزأر لو شجعنـا ** ولم نجبـن لكـان لنـازئـيـر
لقد سـاءت بنـا الأخبـار حتى ** أمـات المخبـرينبهـاالخبـيـر
أتتـنا الكتـب فيهـا كل شــرٍ ** وبشـرنـا بأنحسنـاالبشيــر
وقيـل تجمعـوا لفــراق شمل ** طليطـلة تمـلكهـاالكفــور
فقـل في خطــةفيهـا صغـار ** يشيب لكربـها الطفــلالصغير
لقـد صـم السميـع فلم يعـول ** علىنبـإ كمـا عمـيالبصيـر
تجـاذبنـا الأعـادي باصطناع ** فيـنجـذبالمخـولوالفقيـر
فبـاق في الديانة تحــت خزي ** تثبطه الشــويهـةوالبعـيـر
وآخـرمـارق هـانت عليـه ** مصائب دينــه فلـهالسعيـر
كفى حزنـا بأن النـاس قـالوا ** إلى أيـن التحــولوالمسيـر
أنتـرك دورنا ونفـر عنهــا ** وليس لنـاوراءالبـحـر دور
ولاثـم الضياع تـروق حسنـا ** نبـاكـرها فيعـجبـناالبكـور
وظـل وارف وخـرير مــاء ** فـلا قـر هناك ولاحـــرور
ويـؤكل من فواكهـهاطــري ** ويشـرب من جداولهانميـــر
يـؤدى معـرم في كل شهــر ** ويؤخـذكلصائفـة عشــور
فهم أحمى لحوزتـنا وأولــى ** بنا وهـم المـواليوالعشيــر
لقـد ذهـب اليقين فلا يقيــن ** وغـر القــوم باللهالغـــرور
فــلا ديـنولا دنيـا ولكـن ** غـرور بالمعيشـة ماغــرور
رضـوا بالــرق يا لله مـاذا ** رآه وما أشـار بـهمشيـــر
مضى الإسلام فابك دما عليه ** فما ينفي الجوىالدمعالغزيــر
ونـح وانـدب رفاقا في فـلاة ** حيـارى لا تحـط ولاتسيــر
ولاتجـنح إلى سلم وحــارب ** عسى أن يجبر العظمالكسيــر
أنعمى عن مراشـدناجميعــا ** وما إن منهـم’ إلابصيـــر
ونلـقى واحـدا ويفر جمــع ** كما عنقانصفـرت حميـــر
ولو أنا ثبتـنا كان خيــــرا ** ولكـن ما لنــا كرموخيــر
إذا مـا لم يكـن صبر جميــل ** فليس بنـافـع عـددكثيـــر
ألا رجـل لــهرأي أصيــل ** به مما نحـــاذرنستجيـــر
يكـر إذا السيـوف تنـاولتــه ** وأيـنبنا إذا ولت كــــرور
ويطعن بالقنـا الخطـــار حتى ** يقول الرمـح ماهذاالخطيـــر
عظيـم أن يكون الناس طـــرا ** بأنـدلس قتـيـل أوأسيــــر
أذكربالقـراع الليث حرصـــا ** على أن يقـرع البيضالذكـــور
يبـادر خرقهــا قبـلاتســاع ** لخطب منه تنخسفالبــــدور
يوسـع للذي يلقاه صـــــدرا ** فقدضـاقتبما تلقى صـــدور
تنغـصـت الحيـاة فلا حيـــاة ** وودع جيـرة إذ لامـجيــــر
فليــل فيه هـم مستكــــن ** ويـوم فيه شرمستطيــــــر
ونـرجو أن يتيحالله نصــــرا ** عليهـم إنـه نعـمالنصيــــر

وفي هذه القصيدةالتي بلغت سبعين بيتا تصوير لحال المسلمين عشية سقوطها وما أصابهم من ذل وصغار، كماتصور ماضيها المجيد وحاضرها المهين.


وتعد مرثيةالشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس، فقد أرسل بها علىلسان أميره إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجدا به لنصرة الأندلس ومطلعها:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن السبيل إلى منجاتها درســـا
وهب لها من عزيزالنصر ما التمست فلم يزل منك عزّ النصر ملتمسا

ويحكي هذا النص يأس أهلالأندلس من حكامهم المسلمين ومن ثم توجهوا لطلب النصرة من خارج الأندلس كما تصورحال بلنسية وقد تحولت المساجد إلى كنائس وفرض الكُفر سلطانه على الجزيرة وأن الذيأصاب بلنسية يوشك أن يصيب باقي المدن الأندلسية:
مدائن حلها الإشراك مبتسماجذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا
يا للمساجد عادت للعدى بيعا وللنداء غدا أثناءهاجرسـا

ثم يلتفت إلى أبي زكريا سلطان تونس قائلا:
طهّر بلادك منهم إنهمنجس ولا طهارة ما لم تغسل النجسا
وأوطئ الفيلق الجرار أرضهم حتى يطأطئ رأسا كلمن رأسا
وأملأ هنيئًا لك التأييد ساحتها جرُدًا سلاهب أو خطية دُعُســا

وأما مراثي الممالك فمن أشهرها مرثية أبي محمد، عبد المجيد بن عبدون التيرثى بها قتلى بني الأفطس أصحاب بطليوس ومطلعها:
الدهر يفجع بعد العين بالأثرفما البكاء على الأشباح والصور؟
وفيها يقول:
أنهاك لا آلوك موعظة عن نومة بين ناب الليث والظفر

وفي هذه المرثية، يحشد ابن عبدون الكثير من أحداث التاريخ وتقلباته ويحكيما أصاب الدول والممالك من مآسٍ ومحن متخذا من ذلك سبيلا للعظة والتأسي. وتمتازالقصيدة على طولها بحاسة شعرية قوية وعاطفة جياشة تزاوج بين مأساة بني الأفطسالذاتية والسياسية.
ومن أهم المراثي التي ربطت بين المأساة الذاتية والسياسيةقصيدة أبي بكر بن عبد الصمد في رثاء مملكة اشبيليا وأميرها الشاعر المعتمد بن عباد:

ملك الملوك أسامع فأنادي أم قد عدتك عن السماع عوادي
لما خلت منك القصورولم تكن فيها كما قد كنت في الأعــياد
قد كنت أحسب أن تبدد أدمعي نيران حزنأضرمت بفــــؤادي

وتعد أيضا دالية ابن اللبانة في رثاء بني عبَّاد ومملكتهممن تلك المراثي التي ربطت بين مأساة المعتمد وضياع ملكه ومأساة الشاعر حين هوى عنعرش الشعر ومملكته:


تبكي السماء بدمع رائح غاد على البهاليل من أبناءعـــــــبَّاد
على الجبال التي هُدّت قواعدها وكانت الأرض منهم ذات أوتاد
نسيت إلا غداة النهر كونهم في المنشآت كأموات بألحـــــاد
تفرقوا جيرة منبعد ما نشأوا أهـلا بأهـل وأولادًا بأولاد
بالإضافة إلى مرثية ابن شهيد الذي بكى فيها قرطبة قائلا :

فَلِمِثْلِ قُرْطبةٍ يَقِلُّ بُكاءُ مَنْ يبكي بعينٍ دَمْعُها مُتفَجِّرُ
دارٌ أَقالَ اللهُ عَثرَةَ أَهْلِها فَتَبْربَروا وتَغَرَّبوا وتَمَصَّر
في كلِّ ناحيةٍ فريقٌ منهمُ مُتَفَطِّرٌ لِفِراقِها مُتَحَيِّر
وبكاها آخر بقصيدة منها:
إِبْكِ على قُرْطُبَةَ الزَّيْنِ *** فَقدْ دَهَتْها نَظَرَةُ العَيْنِ
كانَتْ على الغايةِ مِنْ حُسْنِها *** وعَيْشِها المُسْتَعْذَبِ اللَّيْنِ
فانعَكَسَ الأمرُ فما إِن تَرَى *** بها سُروراً بَيْنَ اثْنَيْنِ
فَاغْدُ ودَعْها وسِرْ سالماً *** إنْ كُنْتَ أزمَعْتَ عَلَى البَيْن


وأما نونية أبي البقاء الرنديفهي واسطة العقد في شعر رثاء المدن وأكثر نصوصه شهرة وأشدها تعبيرا عن الواقع. فهيترثي الأندلس في مجموعها مدنا وممالك. فتصور ما حلّ بالأندلس من خطوب جليلة لا عزاءفيها ولا تأسٍ دونها وكيف ضاعت قرطبة دار العلوم، واشبيليا مهد الفن، وحمص مهبطالجمال، وكيف سقطت أركان الأندلس واحدة تلو الأخرى، وكيف أَقفرت الديار من الإسلامفصارت المساجد كنائس وغدا صوت الأذان صوت ناقوس؟!، ثم يهيب أبو البقاء الرنديبفرسان المسلمين عبر عدوة البحر إلى المسارعة لنجدة الأندلس والمسلمين. يقول في أولالقصيدة:

لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يُغَرُّ بطيب العيش إنسان
هي الأموركما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمــان
وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حلّبالإسلام سلوان

إلى أن يقول:
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية وأين شاطــبةأم أيـن جيَّــان؟
وأين قرطبة دار العلوم، فكم من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذبُ فياض وملآن
قواعد كن أركان البلادفما عسى البقاء إذا لم تبق أركان
حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلانواقيـــس وصلبــان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان

وتختتم القصيدة بنغمة حزينة شجية تسفر عن الأسى العميق والتماس العظةوالعبرة فيما حل بالأندلس:

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلاموإيمان!

الخاتمة
وأهمية رثاء المدن أنه يكشف عن جوانب ثرية من التاريخ السياسي بينالمسلمين والنصارى في الأندلس. كما يكشف جانبا من النقد الذاتي الذي واجه بهالأندلسيون أنفسهم حين أَدركوا أن الانغماس في حياة اللهو والترف أدى إلى سقوط رايةالجهاد، وأن ملوك الطوائف حين حرصوا على ملكهم الفردي أضاعوا ملكًا أعظم. وما أصدقسخرية الشاعر المصحفي حين قال:

مما يزهدني في أرض أندلس أسمــاء معتضــدٍفيــها ومعتمـــد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد









قديم 2010-05-07, 13:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
BOU2008
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا بالضبط ما احتاج إليه الشكر الجزيل أختي في الله
التوقيع











قديم 2010-05-07, 15:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اشراقة ميمي الصبح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية اشراقة ميمي الصبح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العفو اخي هذا واجبي










 

الكلمات الدلالية (Tags)
البيت, الوحدة, اريد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc