((( بالعِبري الفصيح ... !! ))) ..... صوّتوا للتثبيت !!!!

[يوسُف سُلطان]

بالعِبري الفصيح .. !!

بين الخطأ المطبعيِّ البريء ، وبين بَوهيمية الحرفِ ومقصده .. تكلّفٌ يتجرّأ على السطور ويخلقُ ... تِيهًا وحيرَة ... البعضُ منّا يستغني عنها ويتّقيها والبعض يطلُبها ويقلِّبُ فيها .

قد عاب عليّ من قبل ... الكثير من رُفقاء الساحة و زملاء المكان .. أسلوبي الذي أكتب به وفلسفتي التي تخطّ الحرف في الرسم وتقصد آخَرا في المعنى ، فقلتُ لا بأس هذه المرّة نجرِّبُ أسلوب الكلام المسطور و المعنى البسيط المُعيّن المشروح بمحلِّ وقوعه من إعراب الضمائر الحيّة والمحنّطة . فكتبتُ هذا وفق ميلان الشمس هذه الليلة في الساحة وأنا أرتشفُ من كوب شاي دافئ !!

بالعبري الفصيح هي قسوةٌ .. تُوازِنُ ما نُقابل من قسوَة ، وهو عدلُ عقابِ مكرٍ ننشده غُفرانا وقصاصا لمن يدّبر لنا ويكيدُ .. و بين هذا وذاك يا صديقي هو شفقةٌ لمن يتهكّمُ على رسالتنا ويسخرُ من حروفنا العربية .

بالعِبري الفصيح هو بين المقصدٌ واللُغز في فلسفة تشابُهِ الخطأ المطبعي السهل التجاوز عنهُ والغضّ ، وبين الرسالة والسيف. .

بالعِبري الفصيح هي حاجةٌ في نفسِ يُوسُفَ تلّحُ على الخاطرِ وترفض مكانها في صدر الكبت والصمت ...هي فلسفةٌ ، واتّجاهٌ بديلْ قد يُوصل المعنى منها وقد يخيبُ .

بالعِبري الفصيح هي تبسيط للكلام لحدّ السذاجة بعدما قُلنا و شرحنا بهمّة ، و فسّرنا بفصيحِ حروف عربية ثمّ لم يفهمنا من أردناه مُخاطَبًا.

ليست اللّغة ملكي .. ليس لنا ، بل هي بيننا

اللّغة يا صديقي أكبرُ من أن تنازعني عليها .

اللغة يا صديقي فكرٌ ناطق ، والتفكير يا صاحبي لغةٌ صامتة . واللغة هي مُعجزة الفكر الكبرى بينهما ، فإن تُفرّق بين الإسم والذهنية ، فأنت تدعوني لاستبدال هذا اللون من اللغة التي أخاطبك بها وهذه البدائل بطبشور وألواح قد يعييني فيها كُرهك لرسالتي فلا تفهم ما أقول طول حياتك .

و تُغريك ألوانُ لغة غريبة عنك وعني كان أجدادُنا يُلعنون بها ...( ... !! )

ورغم ذلك هم يُقرّون ولا تُقّر أنت !!

يقول الفرنسي إرنست رينان : (( اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .))

ويقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكّناها من التكيّف وفقاً لمقتضيات العصر. ))

أمّا صديقي مصطفى صادق الرافعي فيقول : (( إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلّبت أمر اللغة - من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها - وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها .))
. . أمّا نحن فكأنّ لدينا فائض في الوقت وفراغٌ في الزمن حتى نتجادل أيّهما أولى تعريب الأسماء أم تعريب الذّهنيات ...!!

بالعربي الفصيح يا صديقي إنّ

لغتنا مُعجزة الله الكبرى في كتابه المجيد . و قد حمل العرب الإسلام إلى العالم ، وحملوا معه لغة القرآن العربية ونستحي نحنُ أن نحمل أسماءً عربية ... !! ونخجلُ من موضوع يدعو لذلك .. !! ونمّل تثبيته !!
و قد استعربت شعوب غرب آسيا وشمال إفريقيا بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن ، وكان حبّهم للإسلام هو الذي عرّب ألسنتهم ، فهجروا ديناً إلى دين، وتركوا لغة إلى أخرى ، ونحن نعضّ ونشدّ على لغة أجنبية وُرِّثناها قصرا وظُلما ..

وحتى الأعاجم الذين دخلوا الإسلام شاركوا في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء نحوٍ وصرف وبلاغة .. بفنونها العديدة .

وقد غَبر دهرٌ طويل أنت لا تُنكِرُه ..كانت اللّغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم .

اقتباس

إن الأمة العربية أمة بيان، والعمل فيها مقترن بالتعبير والقول، فاللّغة في حياتنا شأن كبير وقيمة أعظم من قيمتها في حياة أيّ أمّة من الأمم . إن اللغة العربية هي الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون ، وعن طريقها وبوساطتها اتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في عصور طويلة ، وهي التي حملت الإسلام وما انبثق عنه من حضارات وثقافات، وبها توّحد العرب قديماً وبها يتوّحدون اليوم ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسان واحد وتصوغ أفكارها وقوانينها وعواطفها في لغة واحدة على تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول والأمصار .

كتبتُ هذا واقتبستُ بعضه ... بين خمسين رشفة من كوب شاي .. وانتهيت حين عاد الكأس شفافاً ..